'' فتح فاروق عينيه بتعبٍ شديد ،ظلّ ينظر حوله ليعلم أين هو ..ثم فجأةً تذكر رحمة ،وتذكر ابنتِه ،هبّ جالسًا فألمه كتفه ،تحسسه بألم ..وعلم أنه في المستشفى ،حاول النهوض حتى استطاع ،دخل الطبيب عليه الغرفة ومعه ممرضات يحاولون منعه من الخروج لكن لم يسمح لهم ولم يستطيعوا منعه ،خرج فاروق ..لا يعلم إلى أين يتجه ،أين رحمة ،أين سعيد ..والطفلة ،من أطلق الرصاص على زوجته وعليه ؟ ،ظل يتجول في الشوارع ،والنيران تأكل أحشائه ،لا يستطيع إخمادها ..كان يُغمض عينيه بشدة كلما تذكر منظر رحمة وهى مقتولة ! ،قرر الذهاب إلى بيت أخيه .
وصل فاروق إلى بيت سليمان ،وحينَ فتح سليمان الباب ورآه بهذا المنظر ،تسمر في مكانه وقال ''- إيه اللي عمل فيك كدة ؟
'' دخل فاروق البيت وجلس على أقرب مقعد بتعب شديد ''
- انتَ كنت فين يافاروق ،وإيه اللي حصلَك ؟
= سليمان انا مش ناقص ،انا فيا اللي مكفيني ومش حِمل أي سؤال
- وانتَ عايزني اشوفَك كدة وماسألش ؟ ،إيه اللي حصلّك ..انا آخر مرة شوفتك كنا راجعين من سوهاج
= بتأفف : اتضرب عليا نار
- بصدمة : نعم ..من مين ؟
= بغضب : معرفش ياسليمان معرفش
- طب كنت فين ؟
= في المستشفى ،وماتسألنيش عن حاجة تاني'' أسند فاروق رأسه على يده وزفر بشدة ،لا يعلم ماذا يفعل ومن أين يبدأ ،إلى حين قال سليمان ''
- صحيح ..الراجل اللي انتَ كنت ساعدته زمان دا جالي هنا
'' رفع فاروق رأسه وقال له باستغراب ''
= راجل مين اللي ساعدته ؟
- اللي هو اسمه سعد دا ولّا سعيد ،اللي انتَ جبته من الاقصر يشتغل هنا'' هبّ فاروق واقفًا ''
= جالَك امتى ،وقالك ايه ؟
- إيه مالَك اتخضيت كدة ليه ؟
= بغضب : ماتنطق ياسليمان خلصني'' وقف سليمان وقال ''
- طيب طيب اهدى ،جالي يسألني عنك وقولتله ماعرفش مكانك
= بس كدة ؟
- أيوة ..جالي مرتين وكان معاه ابنه تقريبًا شايله على إيده
= بصدمة : ابنه ؟
- أيوة'' جلس فاروق مرةً أخرى بصدمة ،إذن فاسعيد هو من أخذ ابنته ..لكن كيف ؟ ،وأين كان حين قُتلت رحمة ،وكيف أخذ الفتاة بعد ضربه بالنار ؟ ،وأين هى جثة رحمة الآن ؟ ،عقله مشتت ..لا يستطيع التفكير ،الحل في سعيد ..هو من يستطيع الإجابة على كل تلك الأسئلة ،لكن لا يعلم أين يجده الآن ..إذن فعليه الانتظار حتى يأتي سعيد مرةً أخرى ،قطع تفكيره سليمان حين قال ''
- انا كنت نازل اجيب فطار ،اجيبلَك معايا ؟
= مش عايز
- طب تعالى معايا واهو نكلّم كريمة من أي كشك
= سليمان ..إبعد عني السعادي ،وشوف نفسك رايح فين
- ماشي'' نهض سليمان وقال له ''
- براحتك ،الواضح ان اللي حصلّك مش هين ،انا عارف انك مخبي عني حاجات كتير ،وهسيبك لحد مانتَ تيجي تحكيلي
أنت تقرأ
السـفينة
Misterio / Suspensoيَهلَك من ركبَ سفينة الدنيا ،ولا ينجو منها إلا ذو قلبٍ سليم تصميم الغلاف : Bella El-hwary