الفصل السابع

169 11 0
                                    

'' السـفينة ..💛 ''

الفصل السابع

'' كان يونس واقفًا في أول الصف يأخذ عزاء رقية ! ،زوجته ..كانت حالته يُرثى لها ،شاردًا ،حزينًا ،غير مستوعبًا ماحدث لها ..غير مستوعب موتها وبهذه الطريقة البشعة ،غير مستوعب أنّ الطفل الذي ينتظره لن يأتي ،كانت الناس تُقدم له واجب العزاء وهو واقفًا لا يميز الوجوه ''

- البقاء لله ..شِد حيلَك

'' أومأ يونس له دون أن يرفع رأسه ،حتى قال هذا الشاب مرةً أخرى ''

- أنا حمزة !

'' رفع يونس عينه ونظر له ،لم يكن يعلم من هو حمزة هذا ،لكنه تذكر أنه رآه سابقًا ،لكن لا يعلم من هو ،فأردف حمزة قائلًا ''

- إبن فاروق الديب

'' تفاجئ يونس ،واشتعلت النيران في قلبه حينَ سمع اسم فاروق ،أشعلها حمزة أكثر بقوله ''

- فاروق اللي عمل اكدة في مرَتك عشان ترجع معاه القاهرة ،زي ماعمل في صاحبي من قبله لكن فلت منيها

'' لم يكن يونس ينتظر حمزة لكي يقول له ذلك ،يعلم أنه فاروق ..لكن جاء قول حمزة كتأكيد على فِعلة فاروق ،كان إبراهيم والده واقفًا بجواره يبكي ،وقد سمع ماقاله حمزة ..دقائق قليلة حتى رأى يونس فاروق قادمًا ومعه خالد ومؤمن ! ،بدا الغضب على ملامحه وقبض على يديه بشدة ..اقترب منه فاروق ومد له يده وقال له ''

- البقاء لله

'' نظر إليه يونس بغضب ولم يمد له يده ،ثوانٍ وأنزل فاروق يده بعد أن علم أنه لن يُصافحه ومرّ من أمامه ،وجلس بجوار حمزة ! ،أما خالد فقد احتضن يونس وهو يبكي ويقول له ''

- شِد حيلك يا يونس ،شِد حيلك ياصاحبي

'' لكن يونس لم يرد عليه ،وكانت عيناه مازلت عالقةً بفاروق ! ،تركه خالد لكن مازال واقفًا أمامه ..جاء مؤمن من وراء خالد ونظر ليونس وقال له دون أن يمد يده ''

- البقاء لله

'' نظر إليه يونس بغضب هو الآخر ،علمَ مؤمن سبب هذه النظرة الغاضبة فقال له ''

- أنا صحيح بكرهَك ونفسي اضرّك ،لكن مش اني اللي عملت اكدة في مرتَك ،ومش اني اللي اقتل واحدة سِت ..وبعدين هى كانت عِندي قبل اكدة ،لو كنت عايز اقتلها كنت عملتها

'' كان يونس يعلم هذا جيدًا أن مؤمن لم يفعلها ،دخل مؤمن العزاء وجلس بجوار فاروق ،قال فاروق لحمزة دون أن ينظر إليه ''

- لسة سعيد وصاحبَك مابقوش بخير ؟

'' امتعض وجه حمزة ،ثم تنهد وقال له ''

= هرجع معاك المرادي
- كويس
= بس عِندي شرط
- إيه هو ؟
= عامر صاحبي هيجي معايا
- موافق

'' في اليوم التالي أتت الشرطة لتأخذ أقوال يونس عن هذه الجريمة البشعة ،فقصّ يونس للشرطة كل شئ ! ..واتهم فاروق بأنه هو القاتل ،قصّ عليهم قصة سليمان وأنه ولدِه وتجارته في الآثار والسلاح ،وأن فاروق قتل زوجته كعامل ضغط حتى يرجع عن قراره ويعمل بهذه التجارة .أخذت الشرطة أقوال يونس وألقت القبض على فاروق وحقّقت معه ،لكن عرِف فاروق كيف يُفلِت منها ..
استمرت التحقيقات والبحث أيام وأيام ولم تجد الشرطة أي دليل على الفاعل .
وصل حمزة وأبيه وصديقه عامر للقصر ! ،ومثل ماحدث مع يحيى حدث مع حمزة ،عرّفهم حمزة عليه وعرّفه عليهم ،لكن لم يقص عليهم قصة حمزة ومن هى والدته وكيف تركه ،ثم حدّثهم عن التجارة ..وأن حمزة سيُتاجر معه ومع أولاد سليمان ،كان يحيى موجود بطلب من فاروق ،حينَ سمع حمزة عن أمر هذه التجارة وقف مصدومًا وقال لفاروق ''

السـفينةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن