'' رحيل هدى ''
'' جلست حُسنة بجانب هدى بعد خروج سليمان من البيت ،وحكت هدى لها خطتها للهروب من سليمان ''
- هنهربوا ؟ نهربوا نروحوا على فين ؟ ،احنا نعرفوا مكان تاني غير هنا ياهدى ؟
= اني ماينفعش نعيش مع سليمان ،مش هنقدر نآمنله ..لازم ننفِدوا بجلدي اني وابني ،مش هنأكّلوه من الحرام
- طب ماهو قالك انه هيتوب ومش هيرجع للحرام تاني'' نظرت إليها قليلًا ،ثم تنهدت بشدة قائلةً ''
= لو تاب بجد هنرجوا ،بس سليمان مش هيقدر على فاروق اني عارفة ..فلازم يخسر حاجة ،ياني وابنه ..ياخوه بتجارته
- طب هنروحوا على فين ؟
= ارض الله واسعة ياحُسنة ..اني هنركب السفينة اني وابني الصُبح ،وهننزلوا في البلد اللي جمبنا ،في بيت السِت صفية بنت عم ابوكِ وانتِ هتكوني هنا وتقولي لسليمان انك مش لاقياني ،وهو هيدوّر عليا
- طب وافرضي لقاكِ ؟
= مش هيلاقيني عشان مايعرفش السِت صفية دي ولا عمره شافها ،ولا يعرف ان ابوكِ له بنت عم اصلًا
- وافرضي راح عند عمك وقالوله يدوّر عليكِ عندها'' زفرت هدى بشدة وقالت ''
= وهو عمك ولا حد من ولاده بيطِقنا ،دول هيفرحوا ان اني غورت ،وبعدين ماتقدريش البلا قبل وقوعه
- طب واني هاعمل ايه ؟
= انتِ هتقعدي هنا كام يوم ،وبعدين اقلبي على سليمان وفهميه ان هو السبب في البُعد بيني وبينِك وقوليله مايجيش اسكندرية تاني ،ولما تتأكدي انه مِشي ابقي تعاليلي على هناك
- طب ياناصحة ماهو السفينة لما ترجع ،سليمان هيسأل الناس وهيعرف انك نزلتي في البلد اللي جمبنا وهيلاقيكِ
= بس هيعرف منين برده بيت السِت صفية ،والناس هناك في البلد مايعرفونيش عشان يقولوله ،حتى لو دا حصل نبقى نشوفوا وقتها هنعملوا ايه
- ماشي ياهدى ،ربنا يستر'' باليوم التالي فعلت حُسنة مااتفقت عليه مع هدى ،وبعد ركوب هدى السفينة ،اتجهت حُسنة لبيت فاروق لتُخبر سليمان عن هروب هدى ،وظل يبحث عنها طيلة اليوم ،كانت حُسنة خائفة جدًا من أهل البلدة حينَ يرجعون من رحلتهم ،ويسألهم سليمان عنها ..لكن السفينة لم تعُد ،وغِرق أغلب من بها ..فجأةً انقلب الشط وأتت الشرطة ورأوا فِرق انقاذ ،لم يدرِ أحد ماذا يجري إلّا حينَ عودة المراكب بأهل البلدة ،منهم من غرق ومات ،ومنهم من تم نقله للمستشفى ،خفق قلب حسنة بشدة ،قلِقت أن تُصبح اختها من بينهم ،ظلت تُتابعهم وتبحث عن اختها ،لكن لم تجدها ،فكرت قليلًا ،بالتأكيد قد نزلت باكرًا من هذه السفينة ،انها لم تُكمل الرحلة كما اتفقا ،وعلى الرغم من خوفها الشديد لكن تعاملت على انها حية ،حتى لمحت من بعيد جثة فتاة ومعها طفل رضيع ،صُدمت مكانها ،اقتربت من هذه الفتاة ببطئ ..ثم تنهدت براحة حينَ تأكدت من ملامحها انها ليست هدى ! ،لكنها فتاة غريبة ! ،لا تظن انها رأتها من قبل ،لا يوجد احد بجانبها ،أينَ أهلها ؟ ،لم تجد حُسنة احد ينتبه لها من الأساس ،ظلت تنظر إليها قليلًا وتُفكر قبل أن تخطر ببالها هذه الفكرة الملعونة وتقرر أن تُنفذها ،جلبت حسنة ملائة كبيرة وغطتها هى وطفلها ،ثم جلست بجانبها تتصنع البكاء والانهيار ،حتى أتى سليمان وفاروق إلى الشط وعلِما ماحدث ! .
كانا يشاهدان ما يحدث بصمت ،وينقلان بصرهما على الموتى بحزن ،مرت دقائق حتى وقعت عين سليمان على حُسنة من بعيد ،كانت جالسة أمام جثة تبكي وتصرخ ،وتحمل الرمال تضعها على رأسها ..تفاجأ سليمان من منظرها هذا ،وأخذته قدماه إليها بهدوء خوفًا مما توقعه ..تبعه فاروق باستغراب حتى رآى حُسنة هو الآخر وكان في نفس صدمة سُليمان ،وقف سُليمان أمام حسنة خائفًا أن يسألها من تكون هذه الجثة ،لكن حُسنة حملت عنه ثقل السؤال وقالت بصراخ ''
أنت تقرأ
السـفينة
Misteri / Thrillerيَهلَك من ركبَ سفينة الدنيا ،ولا ينجو منها إلا ذو قلبٍ سليم تصميم الغلاف : Bella El-hwary