'' حينَ أبلغ الأمن فاروق عن إسم الضيف المنتظره بالخارج انتفض من مكانه وأمرهم أن يُدخلوه .
دخل حمزة القصر ،كان قصرًا كبيرًا وضخمًا لم يتوقعه حمزة بهذا الحجم ،وحديقته أيضًا كبيرة ..كانت مريم جالسة وحدها على الأرجوحة ،شاردة بكل ماحدث حولهم بالفترة الأخيرة ،إندهشت عندما رأت حمزة يدخل القصر وينظر إليه بدهشة ،فنادته ''- إنتَ يا أستاذ
'' وقف حمزة ونظر لها ،يبدو أنه لم يرَها ،نهضت من على الأرجوحة وذهبت له ،وقفت أمامه وسألته ''
- مين حضرتك ؟ وازاي دخلت القصر ؟
= أني جاي اقابِل فاروق بيه
- طب عرّفني بيك
= أني حمزة'' نظرت إليه بصدمة شديدة ،أما هو كان متعجبًا من صدمتها وتوّقع أنها تعرفه ،لكن سؤالها أوضح له أنه أخطأ في توقعه ''
- حمزة مين ؟
= حمزة فاروق الديب ، ممكن اقابل فاروق الديب ولّا لسة في أسئلة تانية'' تسمّرت مكانها دونَ حركة ،لم تستوعب ماقاله الآن ..هو إبن عمها فاروق ؟ ،كيف ؟ ،هل خدعهم عمهم طيلة هذه السنين ،وأيضًا يبدو أنّ حمزة أكبر من يوسف أخيها ،إذًا عمهم كان متجوز قبل زواج أبيها بأمها ..حين طالت دهشة مريم غادر حمزة من أمامها ودخل القصر ،أما هى بعد مغادرته وبعد استيعابها من يكون حمزة هرولت إلى أشقائها تُخبرهم بما سمعته .
أوصل أحد أفراد الأمن حمزة إلى مكتب فاروق ،الذي هو بالأصل مكتب سليمان ..ثم غادر فرد الأمن وتركهما .وقف حمزة أمام باب المكتب دون حراك ،يشعر بمشاعر متخبّطة .
وقف فاروق حينَ رآه ،كانت أنفاسه مضطربة ..لكن بالنهاية ابتسم له وقال ''- تعالى ..تعالى يا حمزة
'' دخل حمزة المكتب بخطواتٍ بطيئة ،حتى أصبح أمام فاروق ''
- أقعد يا حمزة ..أقعد
'' جلس حمزة على الكرسي أمامه ،ثوانٍ عمّ السكون بينهما حتى قطعه حمزة قائلًا ''
= ماكنتِش فاكر ان اَني اللي هجيلَك في الاخر ،بس اني مش هطوّل عليك ،عم سعيد له حق عليك ..ووجب تردّهوله
'' نظر إليه بحنينٍ وشوقٍ عارم ،ودّ له احتضنه بشدة ..لكنه يعلم أنّ ولدِه لن يسمح له ،ومعه كل الحق بذلِك ''
- ماله سعيد ؟
= في المِستشفى ومحتاجين فلوس عشان هيعمل عملية
- كام ؟
= عشر تلاف جنيه'' أومأ فاروق برأسه وقال له ''
- حاضر ..لكن أنا ماليش فلوس هنا ،دا بيت أخويا ..فيا إما تيجي معايا الڤيلا بتاعتي أديهوملَك ،يا اكتِبلَك شيك
= يبقى شيك
- حاضر'' أخرج فاروق من جيبه دفتر شيكات وكتب لحمزة أكثر من المبلغ الذي يحتاجه ،كتب له مائة ألف ! ،ثم ناوله الشيك ..مدّ حمزة يده وأخذه منه ،وحينَ رأى المبلغ أرجعه لفاروق مرةً أخرى وقال ''
أنت تقرأ
السـفينة
Gizem / Gerilimيَهلَك من ركبَ سفينة الدنيا ،ولا ينجو منها إلا ذو قلبٍ سليم تصميم الغلاف : Bella El-hwary