يَتجاوز المَرء جَميع الأشياء
ما عدا مأساة أنهُ قَد خُذل في موضعٍ ما
وقَد كانت أكبر مَخّاوفها هي تلكَ:
أن تُخذل أو يَتم التَخلي عنها
ويُشاء القدر أن تَحظىٰ بِـهذا الشعور، هذا الشعور الذي يَجعلك تَندم علىٰ إعطاء حُبك لشخصٍ ما وإهتمامك الزائد بِه وهو وبِـكُل بساطة لا يَستحق
تَجلس وَحيدة في تلكَ الزاوية المُوجعة مِن الروحِ
بأجْفَان يقِظة
وبالٌ مشغول
وحتىٰ هي لا تَعلم ما الأسبَاب التي دَفعت صَديقتها للتَخلِي عَنها
يأتي الخِذلان دائمًا مِن الجهة التي لطالما ظَننت أنها مأمنة، تلكَ التي راهنت أنها لن تفعل ، وبِـدماءٍ باردة لا تُبالي تأتي و تَخذِلكَ
لِما وَضعت في قلبها مَشاعر ليست جَديرة بِها؟
لِما وَهمتها بإنتصاراتها الكاذبة وكلماتها الخادعة؟
فَـقد هَوت بِها إلىٰ قاع الخَسارة، وبِـسببها سَتحتاج لوقتٍ كَبير لإستعادة نَفسِها وتوازنها ومَشاعِرها
أردتها أن تَكون ذكرىٰ لَطيفة في يومٍ عَصيب، لكنَّها كانت العاصفة الماطِرة التي هَدمت كوخِها الهَش
وهُنا أدركت متىٰ يَتغير المَرء
بعد أن يَصفعنا أحدُ الذينَ أعطيناهم مكانةً خاصة ومساحة آمنة ،لا نتغير وحسب، بل نَكبرُ مِئة عامٍ.
