تسأل إيزابيلا : أين ماثيو ؟ ، يقول لها عمها : قبل أن تلتقيه لي معه حديث صغير ، ولا تخافي الرجال العظماء لهم مكانتهم عندي وخصوصا بعد فضله عليكي، ارتاحي مع أمه وأخته ريثما أحدثه حسنا ، تومئ برأسها موافقة وتقول : أرجو ان لا تطيل الحديث معه ، فلي حديث معه ولقد اشتقت إليه كثيرا .
يضحك عمها ويقول : حسنا حسنا ، سأراعي ذلك اطمئني، يتركهم ويمضي نحو غرفة ضيافة ماثيو . يسمع ماثيو أصوات أقدام على الباب فيقف ، يدخل عمها ويسلم عليه ، وأول ما يقوله ماثيو هو : ماذا فعلت بزوجتي ولماذا كانت تبكي..؟! ، أعلم أن هذا كان صوتا خافتا لكن يمكنني تمييزه ، فينظر الملك إليه ويقول : تقصد ذلك الصوت ، آه ، إنه صوت طفلة صغيرة عانت من هذه الدنيا كثيرا والتقت بعمها بعد طول فراق ، تلك الطفلة صارت تبتسم في وجهي وهي تحكي عن شخص معين وهو أنت ، فأريد أن يكون بيننا حديث ، هل تجلس حتى نتكلم يا بني اعتبرني مثل أبيك ، يرد ماثيو : اذن أنت عمها ؟؟!! ، يجيب الملك : نعم .
ينظر إليه ماثيو مرة أخرى ويعتذر عن سوء تصرفه ، فيقول له الملك : لا بأس بعدما سمعته عنك لا أظن أنك كنت تقصد إسائة إلي ، إنما كنت تحمي زوجتك وعائلتك لا أكثر ولو كنت مكانك كنت لأفعل المثل .
وتحدثا معا لمدة ثلاث ساعات ، ثم سأله الملك : لماذا لم تسألها عن ماضيها أو أسرتها ؟! ، يرد ماثيو : أردت أن أفعل ولكنني كلما أردت تذكرت أني أسمع صوتها الحزين ليلا وهي تبكي وتنادي ( أمي ،أبي ،إخوتي ) ، لم أرد أن أذكرها وأردت أن تنسى الماضي خلفها وأن تفكر بسعادتها أولا ، وعندما أمسكني حراسك صرت أفكر :" في ماذا سيحدث لها لو أنا أيضا غبت عنها ، لهذا لم أتمالك نفسي ، كانت أول مرة افكر فيها هكذا " ، ينظر الملك نحوه ويضحك ويقول له : لا بأس هذا أفضل لك ، أنت رجل ويجب أن تفكر في من يحتاجك ، والآن لن أطيل لان السيدة إيزابيلا طلبت وشخصيا أن لا أطيل وان أتكلم معك بإيجاز حتى تستطيع هي بدورها الكلام معك ، ويضحك ، يقول ماثيو بوجه محمر : شكرا لك ، هل يمكن أن تأخذني إليهم . يدله الملك على غرفتهم و تكون إيزابيلا تنتظر بالبابو، وتبتسم عندما تراهم وتقول لماثيو : مرحبا عزيزي كيف حالك ، كيف كان حديثكما ، يرد ماثيو : بخير ولقد كان حديثا جيدا وشيقا ، وأنت ..كيف حالك ؟؟!! ،ترد إيزابيلا وتقول : بخير . يتركهم الملك ويمضي .
تخرج ليلى وتقول : مرحبا أخي البكاء أتمنى أنك لم تبك مثلما حدث من قبل ، تسأل إيزابيلا : متى حدث هذا ...؟؟! ، وتجري نحو أمها ، يقول ماثيو : سأخبرك لاحقا عن هذا ، مديرا وجهه المحمر .
يذهب ليسلم على أمه ويتفقدها ، ويمسك أخته الصغيرة سليطة اللسان ؛ ولكنها تجري ، تنظر إيزابيلا إلى ماثيو وأخته الصغيرة وتضحك وتضحك الأم معها .