تشرين || October

part : 6

" لو أصغِيتم وانْتَبهتم إِلى شَرَفكم لَما ضاعَ هذه البَلدِ "

____________________________

تذكرت قصة الأمام الحسين (عليه السلام ) اثناء رحلته من المدينة المنورة الى كربلاء بعد تلقيهه عدة رسائل من اهل الكوفة انهم بحاجته لتخليصهم من ظلم يزيد ابن معاوية وانهم جاهزون ليقاتلوا بجانبه .

اخذ الحسين (عليه السلام ) عشيرته وابناء عمومته ومعهم اخته العقيلة زينب (عليها السلام )، رغم علمه بماذا سيحدث لاحقاً الا ان اخذها معهم فيه نسبة من الحكمة ، وفي طريقهم الى الكوفة بعث بـ الرسول الاول وقد خُذل من اهل الكوفة وقُتل على يد ابن زياد وانقطعت اخباره وبعث الرسول الثاني وانقطعت اخباره ايضاً مما جبر الامام الحسين على تغيير طريقه الى كربلاء
وبعد حدوث واقعة الطف واستشهاد الامام الحسين (عليه السلام ) ومن معه في معركة الطف ، المصادف العاشر من شهر محرم الحرام .

كان وقد سبقها بعدة ايام ان الامام السجاد قد اصيب بمرض جعله نائماً في الفراش وفي هذا حكمة من الله ايضاً ، حين حاول الامام السجاد الوقوف واخذ سيفه والعصاة حتى يتكئ عليها صاح الامام الحسين بنداء الى اخته العقيلة زينب ان يعود الى الخيمة حتى لا يقطع نسلنا .

بعد ان اسروا النساء والاطفال واخذوهم الى الكوفة وبعدها الى الشام عادت العقيلة زينب وبدأت بنشر ما حدث في واقعك الطف وكان السر في اخذها معهم ان تكون هي من تخبر الناس بماذا حدث وكيف حدث ...

رأيت نفس القصة في يومنا هذا كيف ان هناك بعض الشباب خرجوا ليطالبوا في حقوقهم وحقوق الاخرين الا انهم خُذلوا نفس الخذلان بنفس المرارة وانهم قُتلوا واعتقلوا ومن غاب منهم قد غاب واندثر

وان في تضحيتهم رسالة سيأتي يوم ويذكرها التاريخ ، بـأن هناك جيل قد رفض كل انواع الخداع والتسويف وانهم لا يهابون الموت قائدهم شهيد وجنديهم شهيد ومن انتصر فيهم شهيد .

الا ان شمس الدين كان الشخص الذي يخبر الناس بما حدث وكيف تحمل كلام الناس وانتقاداتهم بأنه مجنون
الا أن عيناه كانتا اصدق من الكلام نفسه .

اخربني ابو الاء سابقاً ان هناك ما يقارب التسع مائة شخص تحدثوا مع شمس الدين وان شمس الدين قد اخبرهم كما اخبرك واكثر الا انك الأخير وقت توفي قبل ان يكمل حديثه معك ، كان يحدث الناس ليعلموا ان هناك اشخاص قد ضحوا بدماءهم لأجل ان يعيش الجيل القادم بسلام وأن هناك نساء قد ترملت وامهات قد ثُكلت باولادها وان شباباً قد ضاعت احلامهم بين رمي الرصاص وكلمة الحق .

لا اعلم ان كان شمس الدين قد اكمل رسالة ، قال لي شمس الدين مرة ان الانسان خلق لهدف هل اكمل هدفة يا ترى ام أنه رمى بهذا الحمل على عاتقي ...

كيف استطاع شمس الدين ان يتحدث مع كل هذا العدد من الاشخاص ، لا اعلم ماذا افعل تتوارد الاحداث في ذهني ارهقني التفكير فيهم كيف عاشروا هذه الزمرة من الوحوش .

أفتقد شمس الدين كثيراً ، بعد انتظاري ان يجلس معي شخص في نفس المكان فترة طويلة ظهر شمس الدين ووقف امامي واختفى بعدها هل يا ترى سأراه مرةً اخرى ؟

ام أني سابقى اتذكر كلامه فقط اريد اخابره بأنه ليس مجنون ، وان الجنون الذي فيه هو قمة الاخلاص والوفاء وأني اتمنى الان لو كان صديقي لفترة طويلة

لماذا يتسرع الانسان في اتخاذ القرارات والحكم على الناس من بعيد لو انهم حاولوا ان يقتربوا منه سوف يعلمون كل شيء عنه وستتغير نظرتهم عن جنونه

انا لا اختلف معهم في وصفه بـالمجنون الا ان الجنون في قائمة العشق يختلف كثيراً عن جنونهم .

ميز الله الانسان في بصمات يده وربما قد ميزه في روحه واثرها على الناس من حوله ...

ما الحكمة في التسع مائة شخص وما الهدف منهم اين هم بعد تحدثهم الى شمس الدين هل يعقل انهم قد فارقوا الحياة جميعاً وانا الحي الوحيد فيهم ..

كان شمس الدين يجول في شوارع البصرة يردد بصوت عالي عاش العراق حراً ابيا
وهذا بسبب المرارة الشديدة في فؤاده .

فكرة ان الشخص الفلاني هو من حمى شرف العراق ،
و لولا القائد الفلاني لسقط العراق في الهاوية ، من الصعب اخراجها من بعض العقول المتحجرة ، مهما حاولت بأقناعه أنه ولد حراً وان الله يرفض العبودية الا أن الذلة تسري في دمه .

يقول غسان كنفاني : " الصمت لا يعني القبول دائماً "
احياناً يعني أننا قد تعبنا من التفسير لـناس لا تفهم .

انهم يعلمون ايضاً يصبح الانسان حراً فقط في تمنيه لذلك .

_______________________

يتبع...

قراءه ممتعة ♥️

الراوي : حسين آل زاير .

لا تنسون النجمة والمتابعة وتعليقاتكم الجميلة 🫀 .