تشرين || October

part : 7

" إن الله عليم بما تفعلون ستتذوقون ألم الفقدان يوم ما "

_________________________

طلبت من ابو الاء ان يعذرني لعدة ايام ، وأني لا استطيع مقابلته ، لأني وبعد البحث وسؤال الناس علمت بأشياء عليّ اكتشافها من اشخاص عاشوا الاجواء في لحظتها.

كان وبعد دخولي الى مدينة الناصرية والذهاب الى ساحة الحبوبي التي كانت تعتبر ساحه للاعتصام في المدينة نفسها ، لم اجد ساحة ولم اجد مدينة في الاساس وجدت متحف فني ممتلئ بصور شباب تتراوح اعمارهم بين ١٤-٢٥ تعتلي الصور ابتسامات تأخذك الى قعر احلامهم
اعينهم سحرية ، حتى أني لو اطلت الغزل بهم لظن الناس بأني شاذ جنسياً ، الا ان وجوههم كانت تتحدث معي أني اراها تتحرك وتتكلم ، اريد ان اقول لكم أني اراهم يتجولون في كل مكان يعيشون حياة طبيعية لكن اخاف أن اوصف بـ المجنون كـشمس الدين .

تحدثت مع عدة اشخاص لم اسمع منهم كلمة غير ان الجحيم قد حل عليهم في يوم من الايام ، وان السماء قد بكت دماً في يومها ، لم تكن كلامتهم مبالغ فيها بعد سماع القصة تأكد بـأن عزرائيل يومها قد حصد كثيراً حتى اصبح اغنى الاغنياء .

في عام ٢٠١٨ في البصرة بعد ان اخبرني شمس الدين عن التظاهرات والماء الملوث الذي راح ضحيته شهداء وشباب وحتى اطفال بسبب وحشية القمع والتصدي من قائد عمليات البصرة تم نقل جميل الشمري الى محافظة الناصرية وبعد سنه تقريباً اضاف الى سجله دماء جديدة
وكارثة كبيرة.

خرجت قوات متعددة بأمر من قائد عمليات الناصرية ، كانت عدد القوات وتجهيزها يوحي الى الناس ان الحرب قد قامت وان داعش قد دخل الى المحافظات الجنوبية
الا ان الأوامر كانت بـأبادة الناس في الشوارع استمر قتل الشباب وملاحقتهم في الازقة والمناطق ما يقارب الثلاث ساعات يقال ان محافظهة الناصرية يومها قد غرقت بدماء الشباب المتظاهرين والثوار ، بدأ اطلاق النار من قبل المغرب حتى ان اصبحت المدينة مظلمك جداً ، وهنا قد انهى عزرائيل حصاده .

في نفس الوقت وقبل ان تنتشر القوات قد تم طرد المعتصمين من ساحة الحبوبي واحراقها بـ الكامل ، وتمت ملاحقة الشباب وقتلهم في ما بعد .

هذه المره ايضاً اجد نفسي  اركض مع مجموعة من الشباب وسط الناصرية ، وان سيارات الشرطة والشغب تلاحقنا كان الامر مرعباً حقاً يسقط الكثيرون منا ، الرصاص لا يختلف عن المطر بـشيء الا ان المطر ابرد بكثير، ثلاث ساعات متواصلة حتى عم الهدوء

وقد بدأ الصراخ خرجت احدى الشابات من باب بيتها كانت تصرخ "يمه حركوا ولايتنه يمه" ، والشاب الاخر يصرخ "حركوا الحبوبي ولكم الخيم راحتت" .

بدأت الجوامع والحسينيات في الاذان الا ان الاذان كان مختلف كثيراً هذه المرة كان المؤذن ينادي بأن التوابيت قد انتهت واننا بحاجة الى توابيت كثيرة لإن الشهداء لا يعدون ولا يحصون .