Part 1

86 14 10
                                    

فزعت عندما سمعت صوت والدي يدخل المنزل وهو غاضب ركضت نحو غرفتي لاختبأفيها لكي لا يوبحني ضربا كالعاده لم اجد مفتاح الباب فأغلقته ولكن لم اقفله ركضت ودخلت تحت السرير من الخوف والرعب وانا ابكي بصمت واطرافي ترتجف.. ودموعي تتصاقط على الارض ولشدة خوفي بالكاد التقط انفاسي...
اراقب الباب بقلق خشية ان يدخل والدي ويبدأ بلكمي
اقبظ يدي واغلق عيني وانا اقول : ارجوك لا تأتِ... ارجوك لا تأتِ....
وصوتي يرتعد خوفا....
يفزعني صوت الباب يركل بقوة فيدخل ابي وعينيه تجدح ناراً ويصرخ بصوته الشاحد المرعبب وقبظة يداه لا تتمالك نفسها تتحضر لتبدأ بلكمي تلك اليدان التان لطالما حلمت ان تمسح على خصلات شعري او تمسك كتاباً صغيراً يحتوي على قصص وصور مصغرة لتقرأ لي قبل النوم او حتى تساعد في الدروس الخاصه في المدرسة ولكن اول ما تفعله هاتين اليدين هو شد شعري من الخلف تخرجني من تحت السرير كالفأر الصغير الخائف من التهام القط المفترس وانا قول له: ارجوك يا أبي ارجوك دعني فقط اليوم ابي ارجوك يو واحد فقط يمكنك فعل ما تشاء بي غدا ابي. ارجووووك فقط الييوم....
حتى صوتي كان يرتعد من اخوف... ولكن كأني لا اكلمه هجم علي كالوحش الجائع وبدأ باللكم والضرب من دون رحمة لم يترك مكانا يسلم من عنفه وانا ابكي من شدة الالم حتى صرخت بصوت عالٍ جدا "يكفيييييييييييي!!!".....
كان صراخي عاليا جدا حتى اني لم اعد اشعر بوجود ابي ولا بألمه كنت اضع يدي على جبهتي وهما ترتجفان مغرقتان بالدموع اصبح الهدوء يعم المكان فتحت يداي التان ترتجفان المبللتان بالدموع شيءً فشيءً حتى رأيت نفسي في مكان غرييب... مكان لم أره في حياتي كانت غرفةً جميلةً جداً وكبيرةً ايضاً جميعها كانت باللون الزهري
لم اصدق ما رأته عيناي كان مكاناً اشبه بالجنة جميلاً جدداً
كانت غرفة كبيرة جدا وجميله مطلية باللون الزهري الفاتح كنت جالسة على سرير كبير وجميل بمفردي حتى ملابسي كانت مريحة جداً وجميلة كنت ارتدي بيجامة ذات اللون الزهري يحتوي وسطها على قلب كبير احمر كلون الكرز.
فوجئت عندما سمعت صوت طفل صغير يبكي فنضرت بقربي وجدت سرير هزاز صغير خاص للاطفال وفيه طفلة جميلة جداً كانت يديها تتحركان تبحثان عن شيءتمسك به فحملتها واحتضنتها حتى سكتت الطفلة.....
سمعت صوت جدتي وهي تناديني.....
_لمار... لمار.. استيقضي هيا لتذهبي الى المدرسه بسرعة ستتأخرين هيا...
فعرفت ان ما رأيته من نعيم كان مجرد حلم..لم ارد ان استيقظ فسحبت اللحاف الصغير الممزق الابيض شاحب اللون...
فغطيت به رأسي.... سحبت جدتي اللحاف من رأسي وقالت جدتي:استيقضي قبل ان يستيقض والدك ولن يجعلك تذهبي البته وتعلمين ما سيحدث بعد ذلك....
قلت لها هه نعم مع الاسف اعلم ما سيحدث ولكن هل تعلمين انني الوحيدة من بين كل الفتياة التن في عمري اقاسي هذا العذاب انام على ضلم واستيقض على ضلم اوليس البيت للراحة  متى ساستريح هاه متى...؟ 😩
قلت هذا وانا مهلكة مع اني اعلم ان جدتي لن ترد علي قمت من على سريري ورأيت جدتي تحاول ان تلهي نفسها لكي لا تجيب عن سؤالي لم اكترث لها فانا ربيت على ان اكون بلا مشاعر لا فرح ولا حزن لا حب لدي شعور واحد فقط وهو الكره حتى انه معروف من اكره...
دخلت الى الحمام غسلت وانتهيت ارتديت ثياب المدرسة المتسخة تضهر عليها بعض الخيوط الممزقة كانت جدتي كلما تمزق منها شيء تعيد خياطتها بيدها...
خرجت من البيت لاذهب ال ىالمدرسة سيراً على الاقدام لارى جميع الاولاد يخرجون من سيارات ابواهم فيقبلهم والدهم ويعطيهم المصروف ليدخلوا الى المدرسة فرحين.. كنت اغض بصري عنهم وعن كل عائلة تأتي لتسأل عن اولادهم فانا لا اب ولا ام دخلت المدرسة متعبة حاملة كتلة من الحجارة على كتفي اخترت المقعد الاخير لاجلس فيه بمفردي وضعت حقيبتي بقربي  كسولة للغاية ومتعبة جداً جلست وضعت رأسي على المنضدة لاستريح قليلا كنت اكره المدرسة ولكن كانت هي المهرب الوحيد من عذاب ابي وما هي الى ثوانٍ حتى جائت مدرسة الرياضيات ضربت الباب بقوة لتسكت الضجيج الذي في الصف حاملة بيدها عصى كبيرة لتعاقب الطالبات الكسولات امثالي
قالت اكثر طالبة ذكية في الصف : انسة اليوم لديانا حل واجب الدرس الخامس هل تفتشين الدفاتر؟
المدرسة : لا لن افتش الدفاتر اليوم ساغير مكان الطالبات لا اريد كسلا في صفي من جديد حسناً؟
فقال الجميع.. نعم
فبدأت بتغيير اماكن الطالبت حتى وصلت الى عندي وقالت
المدرسة: انتِ ما اسمكِ؟
_اء... انا؟!
_اجل انت ما بك ما اسمك...؟!
_ل... لمار
_حسنا لمار ما اسم والدك؟
_ل... لمار ت.. يمور... لمار تيمور
_ هل انت مسيحية؟!!
_ن... نعم يا آنسة
_هاه حسناً تعالي واجلسي هنا بقرب هاجر...
اردت ان ارفع حقيبتي لاذهب الى عندها حتى قالت هاجر
_ لا... لا يا آنسة اختاري احداهن غيري لتجلس بقربها ليس انا رجاءً...!!
_ لا بل بقربك انت اكثر طالبة جيدةٍ في الصف ستساعدينها بالاضافة الى ان الاماكن امتلأت..
ثم قالت موجهة كلامها الي : هيا؟!
ثم قالت لهاجر: هاجر ان جاء لي درس او لاي مادة ورأيت لمار لم تدرس ولم تساعديها سأعاقبكي انت حسناً
_يا آنسة اذا كانت هي لا تدرس ما ذنبي انا هاه؟!!..
_هاجر...!!! ستساعدينها حسناً
فقالت بغظب وانزعاج... حسناً
تقدمت نحو هاجر فنضرت الي بأشمازاز وابتعدت عني
كان الموقف مزعجاً جداً... الى انني افكر في ان كيف سأعود الى البيت وكم من الوقت سأبقا في العذاب الذي يعذبني به والدي. الى اخره بدأت المدرسة بالشرح وانا شاردة في البيت
انتهت المدرسة من الشرح حتى قامت هاجر من قربي والقت نفختة قوية وقالت
_ آهههه وأخيراً...
كأنها كانت تعذب بقربي...
لم تجلس هاجر في مكانها طيلة اليوم بل انتقلت الى صديقتها منسة لكي لا تجلس بقربي
انتى اليوم وعدت الى المنزل وبدأ عذاب ابي لانه عاد من العمل منزعجه فأفرغ غظبه علي...
في اليوم التالي...
ذهبت الى المدرسة وجلست في المقعد الذي اجلستني به المدرسة وهو بقرب هاجر تأخرت هاجر قليلاً فعندما جائت ورأتني اجلس في مقعدها نظرت الي بأشمأزاز وتركتني وجلست بالقرب من منسة وبدءآ يراجعان الى دروس اليوم...
حتى دخلت مدرسة الرياضيات بشوشة وقالت السلام عليكم...
وقفنا كلنا وقلنا : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...
بصراحة لا اعلم معنى هذا الذي يقولونه ولكن اعلم انه للرد عند السلام بدأت المدرسة بالتكلم عن الدرس السابق و درس اليوم ثم نظرت الي وقالت
_اين هاجر؟
فأشرت الى مقعد منسة وقلت.... هناك..
فغظبت المدرسة غظباً شديداً وقالت
_هاجر...!!! ماذا تفعلين هناك؟
_اء...آنسة ارادت منسة مني ان اشرح لها موضوعاً لم تفهمه فجلست بقربها اليوم فقط...
_هل سألتني؟
_لا.. 😔
_هل درستي لمار شيءً اليوم؟
_ ل... لا لم ادرسها..
_غيرتي مكانك.. ولم تستأذني... وجلستي بقرب طالبة جيدة لتدرسيها... ولمار لم تدرسيها شيءً حتى... ماذا افعل بك الان هاه؟
_ولكن يا آنس....
_هاجر...!.. لن تشاركي في درس اليوم وناقص 5 درجات من درجاتك اضافةً الى انك ستدرسين لمار ريثما نشرح نحن الدرس...
حملت هاجر حقيبتها وجائت بغظب وجاءت لتجلس معي
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لا اصدق انا منذ دخولي الى هذه المدرسة لم احصل على درجات واطأة ولم ينقص من درجاتي ولا درجة واحدة.. لمار... من انت لكي ينقص من درجاتي واوبخ من المدرسة بسببك اي لعنة او مصيبة حللتي علي يا لمار أنا انقص من درجاتي من اجل واحدة تافهه وكسوله مثل لمار.. ؟!!
جلست بقربها وبدأت اشرح الدرس لها...
حتى قاطعتني وقالت
_دقيقة دعيني اربط حذاءي..
ماذا حذاءك هل يعيق جلوسك؟!!
هل يعيق استيعابك للدرس؟!! ؟
يا فتاة آه يا لمار الصبر يا رب الصبرررر....
حنت لمار ضهرها لكي تربط حذاءها
رفعت ثوبها حتى رأيت الصدمة...!!!
كانت هنالك كتلة كبيرة من الدماء المتورم على قدمها تسيل منه بعظ الدماء السوداء على قدمها....
كان منضراً غير مقبول ابداً ومرعب ايضاً
المنضر الذي قلب حياتي رأساً على عقب...
ما كل تلك الكتلة والدماء ماهذا؟؟
رفعت رأسها رأيت وجهها المليء بالدموع وعيونها اصبحت حمراوين استقامت وقالت
_اء اكملي...
_لكن ما گ.....
_اكملي ولا تكترثي لشيء
بدأت ارا يديها ترتجفان..
آآه يا لمار ما كل هذا الالم الذي تحملينه؟؟!
ارتعبت حقاً مما رأيت من آلام...
اضافتاً الى اين كانت تختبي كل تلك الدموع أيعقل ان هذا الجفن الصغير كان يحوي كل هذه الدموع؟؟
اخذت لمار نفسا عميقاً ثم مسحت دموعها فأختفت جميعها...
صدمت جداً مما رأيت ماذا لقد كان وجهها مليء بالدموع للتو.. ؟!!!
كيف اخفت كل هذه الآلام كيف مسحت دموعها فتوقفت عن البكاء في هذه السرعة لم احتمل ان ارى موقفاً مثل هذا وقررت ان اخبر المدرسة....
فوقفت وقل بصوت عالٍ
_يا آنسة....
_نعم يا هاجر...
القيت نضرة على لمار فرأيت ذاك الوجه البريء المدمع وهي ترجوني ان لا اخبر المدرسة بشيء بصوتٍ خافت جدا
توترت قليلا لم اعرف ماذا اقول فلقد ناديت المدرسة بعد...
_نعم هاجر ماذا تريدين؟!!
_يا آنسة.....؟
الكاتبة: بنين_الامل...❤️

تبنيت الحياة بطفولتي.. ❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن