انسانٌ وحب || Taekook

#11

شهقت بقوة حتى جرح حلقي مجددًا
وفتحت عيناي على مصرعيها ولم أتلقى سوا ذراعيه
التي شدت على جسدي كالسابق
يقرب صدره أكثر وأكثر مانعًا إياي عن الحركة والافلات من ذراعيه

وهذا حالنا منذ ساعات إلى أن غربت الشمس واسودت
السماء في الخارج
استيقظ بعد دقائق قليلة من غفوتي مرعوبًا لأشد بخوف
على ذراعيه التي تحيطني ويقوم عندها بسحبي ناحيته أكثر على
أمل أن أشعر ببعض الأمان بين أحضانه

تعبت من نومي المتقطع..
وتعبت من دموعي التي تأبى التوقف عن الانهمار حتى
أثناء نومي أشعر بها
أبكي حتى بكوابيسي التي توقظني خائفًا لواقع أكثر إخافة

ولم أشعر أنني غفيت مجددًا سوا عند استيقاظي فزعًا
أشهق وأنا أشد على جسدي هذه المرة فلم يكن هو بجانبي
تكورت على ذاتي بسرعة أغلق أذناي بخوف من تلك الأصوات
التي لا تصمت داخل رأسي
إنه يتكلم، صوت جونغهون برأسي يتكلم دون أن يصمت للحظة واحدة

"لا.. لا.."
صرخت خائفًا بصوتي الذي بُح وبالكاد استطعت استيعاب وتمييز
أن ما أسمعه هو صوت جونغكوك الذي يمسح
بيديه حول يداي التي تغلق أذني بقسوة

مسحت دمع عيناي لأحاول التنفس بطبيعية بعد أن
زحفت بجسدي للخلف مبتعداً عنه
"لماذا لم ترحل؟
ارحل واتركني أرجوك"
لم أنظر بوجهه فلا أريد رؤية المزيد من الكذب

شعرت به يضع صينية تحمل وعاءً به حساء
هل يخطط لقتلي الآن؟ لا أستطيع التفكير سوا بذلك،
معدتي تؤلمني بالفعل وبالكاد استطيع تحمّل عدم التقيؤ الآن
من رائحة الحساء

"يجب أن تأكل"
أردت الضحك، شعرت بذلك حقًا من حجم السخرية الكبيرة
مما قاله بكل ثقة، يؤكد لي بإستمرار انعدام مشاعره

"لا أريد!"
قررت اختصار الأمر فصدري يؤلمني كثيرًا بسبب
صراخي وشهقاتي وحتى دموعي

"لقد تقيأتَ كل شيء بالفعل،
لن تستطيع الإستمرار على هذا الحال..
أنت تقتل ذاتك بأبشع الطرق"

شعرت بحدة في حديثه لأنظر مطولاً بعينيه
هل حقًا يظن أنني أكترث؟ هل يظن أنني سأبدأ بالأكل
بعد سماع سخافاته؟ ربما إن سمعت ذات الكلام من شخص
آخر ما كنت سأرى التفاهة بما قاله

أشحت ببصري غير مكترث لنظراته التي لم
يبعدها بعد، ينتظر قبولي وكأن ذلك سيحصل
"ارحل"
طلبت منه ذلك، ولماذا أشعر بضعف كبير لدرجة
أنني ملزم على قضاء الوقت برفقته رغمًا عني لأنني لا أقوى
على دفعه بنفسي خارج منزلي

أبعد صينية الحساء ليضعها بعيدًا عني
وشعرت بالراحة لإختفاء رائحتها التي أتعبت معدتي
استلقيت بإرهاق على سريري وكم تمنيت أن أطفئ هذا المصباح
الخافت الذي أحدق به وهو ينير غرفتي الآن
لكنني مرهق لدرجة تمنعني عن رفع ذراعي للضغط على
زره القريب مني