#30

2.2K 116 56
                                    







كنت مستلقٍ على الأريكة شارد الذهن عندما وقف أمامي
ليعيدني إلى الواقع
مضت ثلاث ساعات على حديثنا الذي انتهى دون أن يتفوّه بكلمة

بكل يوم أقضيه معه أكتشف عادة لديه
قد يتصرف بعناد ببعض المرات، لكن عندما يريد التفكير بأمر ما
بشكل جدي، يفضّل الصمت والاستفراد لوحده كي يفكر
بالحل المناسب حتى وإن احتاجه الأمر لقضاء ساعات او أيام طويلة،
تمامًا كما فعل بعد حديثنا

"يجب أن أذهب إلى الطبيب، سوف أقابله في المحل"
أومأت له وحسب لأبعد أنظاري عنه، لكنه بقي على حاله ينظر لي
لأنني لم أنهض من مكاني كي أرافقه كما ظن

"ألا تريد مرافقتي؟"
"لا"
أجبته بصوت خافت لأغمض عيني بعدها كي لا أراه أبدًا
فلا أريد أن أشعر بتأنيب الضمير بسبب ما قلته
أنا حقًا أصارع بما فيه الكفاية للبقاء بالمنزل بدل مرافقتي له رغم عدم رغبتي بذلك

لا يجب أن أقلق كثيرًا عليه، سوف يذهب للمحل الذي بدات البناء
لذا لا داعي للتفكير الزائد حول ذهابه لوحده بدوني
وهو لا يريدني أن أرافقه كي اعتني به او أساعده على أي حال، هو يحاول إصلاح الأمور بأي طريقة،
يريدني أن أتحدث معه كالسابق وحسب

فتحت عيناي ببطؤ عندما سمعت صوت إغلاق باب منزله
لأنهض مقررًا تبديل ملابسي على الفور
أحتاج للذهاب إلى منزلي لكي أستطيع جلب بضع الملابس
لي قبل عودته
بالتأكيد سوف يتأخر إلى حين موعد عودته

استقليت الباص الذي اعتد الذهاب والمجيء منه من منزلي
إلى منزله
وبدأت بالمشي عندما نزلت المحطة القريبة من منزلي

ارتدي الآن ملابسه بالرغم من عدم راحتي بها
وهذا سبب إصراري على الذهاب إلى منزلي كي أجلب
بعض حاجياتي المهمة كي لا أشعر بالتقيّد في منزله

ودون سابق إنذار، وفجأة بلا أي شعور مسبق
تم سحبي بقوة إلى إحدى الأروقة التي تحتوي أشعة شمس خافتة
فتحت عيناي على الفور عندما سمعت صوتًا مألوفاً
"ما اللعنة التي تفعلها هنا؟"

سحبت نفسًا عميقًا بسبب تفاجئي وخوفي لأزفره بعد
استيعابي لحدة اونوو الذي تكلم بها معي الآن
"منزلي.. أردت الذهاب إليه"
أشرت إلى مكان منزلي وعقلي مشوش ولا أفهم أي شيء
من حديثه او حتى سبب وجوده هنا

"ذهبتَ دون علم جيك، أليس كذلك؟"
أومأت لكن لم أتعمد إخفاء الأمر عليه سوا لأنني لا أريد
منه مرافقتي إلى منزلي إن علم بحاجتي للذهاب إليه
فلا يجب عليه التحرك كثيرًا

أخرجَ هاتفه فجأة أمامي وعاد للنظر إلى منزلي
وعندها لاحظت وجود رجلين غريبي الاطوار يقفان بالقرب
من منزلي بشكل مريب
وبدأ ذلك بإقلاقي بالحقيقة

انسانٌ وحب || Taekookحيث تعيش القصص. اكتشف الآن