انسانٌ وحب || Taekook

#28

رأسي يملك العديد من التساؤلات حول ما جرى معه
ولأنه متعب الآن سوف ألقي عليه سؤال واحد فقط
"من كان خلف ما جرى معك؟"

وضع يده فوق إصابته ليتنهد فيبدو أنه كان بالفعل يفكر
حول ذلك الأمر الآن
"لا أريد بالحقيقة أن أخفي عنك الأمر.."
شعرت بالراحة عند سماعي لذلك، يكفي أنه هو أيضًا
لا يملك مشكلة بإخباري حول ما جرى

"لكن سأفضل أن أخبرك بكل شيء لاحقًا..
لن تستطيع فهم الأمر الآن إن أخبرتك حول هوية الفاعل،
يوجد الكثير من القصص المخفية والتي سأخبرك عنها يومًا ما"

أطلت التحديق بعينيه التي تحدق بالسقف
ربما يصعب عليه إخباري بكل ما يجري الآن لأنه متعب
أو ربما لسبب آخر
لن أتمسك برغبة المعرفة الآن
وسأترك الأمر لوقته المناسب

"يجب عليك أن تنام الآن، الأدوية سوف تسكن ألمك.."
وضعت يدي على كتفه أمسح عليه لأرى ابتسامة التي زرعت
على شفتيه
"وأنت أيضًا، لم تنم إلى الآن، ويحزنني أنني سبب ذلك"
نفيت برأسي عندما استدار بوجهه لي
حزنه بلا أي معنى، فرغم غضبي مما جرى له، إلا أن حزني
اختفى بسبب نجاته وبقائه على قيد الحياة معي
فلا يمكنه تخيّل مدى الرعب الذي سكن قلبي لساعات لمجرد فكرة
أنني لن أراه مجددًا بعد الآن
ساعات مضت عشت بها وحيدًا وخائفًا من كل شيء
لم أكن أريد سوى عودته
وقد عاد لأنه لم يرحل كما ظننت
وهذا تمامًا ما يكفيني

غفيت على الفور عند اطمئناني على حاله
لكنني خائف للغاية، مذعور من كل شيء
وقلبي يضرب ضد صدري بقوة محاولًا الخروج منه
ذراعاي وأقدامي بدأت بالارتجاف لأسقط أمام جسده المليء بالدماء
وأنا ألهث بقوة
وصوتي مجددًا أبى الخروج وجسدي تجمد بمكانه
لكن الدموع هذه المرة لم تحجب الرؤية عني
أراه بوضوح تام
مهما حاولت رفع ذراعي لإمساكه لا أستطيع
وكأنه بعيد للغاية رغم قربه مني
شعور مقيت وأنا حبيسه رغمًا عني

وعاد جسدي للارتجاف مجددًا بقوة أكبر أكثر وأكثر
إلى أن فتحت عيناي شاهقًا بألم بسبب ضربات قلبي القوية
"هل أنت بخير؟"
سحبني بسرعة إلى صدره لتختفي ملامح وجهه القلقة

أغمضت عيناي بقوة لتهدئة نفسي بعد استيعابي أن
ذلك كان كابوسًا
لا أعلم بالحقيقة، هل هو كابوسًا أم أن عقلي يعيد لي جميع ما
رأيته
يا إلهي، كيف سأنسى ما عشته ورأيته؟
ظننت أنني نسيت، ربما تناسيت، لكن بالحقيقة صورته محفورة برأسي
بكل وضوح مقرف
هذا لم يكن مجرد كابوسًا
لقد عدت إلى تلك اللحظة مجددًا، ذات الخوف، وذات العجز
رأيته ميتًا بتلك اللحظة وعدت لعيشها بتفاصيلها

"كل شيء على ما يرام الآن،
اهدأ فأنا بخير بجانبك"
هو يعلم، يعلم جيدًا معاناتي مع الأمر
لأنه يعلم أيضًا مدى حبي له، وما حصل له أنهى حياتي حتى
وإن حصل ذلك لفترة قصيرة