انسانٌ وحب || Taekook

#12

فتحت عيناي عندما شعرت بحركة أمامي لأعلم أن وجهه
أصبح يقابل وجهي، وابتلعت بألم عندما شعرت به
يدخل بين أحضاني عميقًا.. عميقًا للغاية

وعلى الفور احتضنت ذراعاي جسده الضئيل عندما سمعت شهقاته الخافتة ودموعه التي اخترقت ملابسي لتبلل صدري
"هل سيتحسن كل شيء كما أخبرتني؟"

أغمضت عيناي أشد على جسده أكثر وأسحبه نحوي لأهمهم له
كي يطمئن
يجب أن يطمئن ويصدق ما قلته له فذلك ما سيحدث
"سيتحسن كل شيء، أعدك..
سأتأكد من حصول ذلك، وإن لم ينجح الأمر من تلقاء نفسه، سأقوم
به بنفسي"

شعرت برأسه يومئ لي مؤكدًا لنفسه ذلك الكلام
وقلبي أصبح ثقيل للغاية
ثقيل من كل ما يجري

ما الذي سيحدث لاحقًا عندما يستعيد تايهيونغ صحته
وقوته، ما الذي سيحدث عندها؟
أعلم جيدًا أنه لن ينتقم لصديقه بقتلي لعدة أسباب أولها أنه ليس حقودًا،
هو مسالم للحد الذي يجعله يتخلى عن حقوقه من أجل سلام حياته
وليس لأنه ضعيف

بدأت بالمسح على ظهره عندما هدأ وتوقف عن البكاء
وكيف سأنسى هذه اللحظات؟
دموعه التي لم أراها قط، ولم أرى حتى اهتزاز عينيه سابقًا
كان قويًّا للحد المثير للاهتمام والروعة

كيف حدث كل ذلك فجأة؟
صرخاته، دموعه، انهياره، فقدانه لقوته وعافيته
كل ذلك حدث بفترة سريعة ومخيفة مثل الوميض أمام عيناي
وكأنه كوب ماء ينسكب أمامي وخفت.. خفت أن أفقد جميعه فجأة فقد
حاولت، حاولت كثيرًا إمساكه وجمعه قبل إنتهائه رغم اقترابه
من النهاية، كان قريبًا للغاية من ذلك وأمامي

نام أخيرًا وطويلاً، ولم يستيقظ فزعًا سوا مرة واحدةً لأقوم
عندها بإحتضانه أعمق كي لا يخاف
ولم يبكي عند استيقاظه أو حتى أثناء نومه
ما عاشه من حزن كان كافيًّا له
لقد استنفذ جميع طاقته والآن حان وقت إعادة ملئها
لذا، تركت جسده بهدوء عند طلوع الشمس
إنتهى عملي هنا
يجب عليه إكمال الأمر لوحده
حتى وإن احتاج لأحد بجانبه، لا أظن أنني المناسب لذلك بعد الآن
سيجد من هو أفضل مني
لا يمكنني أن أكون مرضه وشفائه
لن أسمح أن أكون حزنه وسعادته
لا أستطيع فعل كلا الأمرين
لقد أذيته بما فيه الكفاية

دخلت منزلي لأرمي بمعطفي على الأريكة
خلعت قميصي لأصبح عاري الجسد إلى حين وصولي
للحمام، يجب علي الاستحمام فلم أستطع فعل ذلك طوال تلك المدة

أشعر بأن التعاسة تسكن عظامي وترفض الرحيل

أغمضت عيناي تحت مرش الماء لأرفع رأسي عاليًّا
بعض الراحة تسللت لجسدي بالفعل
ورغم العديد من الافكار السيئة التي تغزو عقلي
إلى انني شعرت براحة أكبر أنه تجاوب معي أخيرًا وعاد لرشده