"لستُ أنا
-في مذكرة بيرك نتعمق هذه المرة-
ربما تعجبنا مجريات الأحداث في حياتنا اليومية ، و أحياناً كثيرة نشتم الحظ الذي جعلنا نقف في مواقف نعيشها في حاضرنا ، متناسين أنها ستصبح من الماضي بعد دقيقتين من حصولها
كنت أقنع أورلا الليلة الماضية أن تتجاوز الكثير من أحداث حياتها ، و الحقيقة أنني احتجت شخصاً يقولها لي ، أعرف أن الشخص الذي يريد أن يسمع كلاماً ما ، دائماً ما يكون هو المبادر و القائل بنفس الجمل التي يريد سماعها
و على النقيض من جميع الأشياء ، متفردة بأسمى معاني الاختلاف الجميل الذي يتوحد في هذه الفتاة الفذّة ، أورلا حيث تسكت الأحرف و اللغات في محاولةٍ لإنصافها ، لكنها دائماً ما كانت التي تبادر في كسر تلك المعاني بعينها اليسرى التي تدمع دوناً عن اليمنى بطريقة ما
لستُ أنا الوحيد الذي أرى ذلك فيها ، الجميع يرى ، لكن اختلافي عنهم يكمن في محاولتي لإمساك المرآة التي تخافها ، لكي ترى ذلك الشخص اللامع الذي يريد الجميع الحصول عليه ، لأنها لن و لم تكن شخصاً يمكن أن يصبح أحدٌ مثله ."
~~~~
الحفلة التي كان يقصدها أيدين و أورلا ليست من النوع الذي مرّ على بيرك و كاتيليا ، اثنان من أصحاب الذوق الرفيع الذي لطالما كانت تمقته أورلا ، حفل صغير في أحد المطاعم في الجهة الخارجية منه ، حجز لطاولتين مليئتان بالطعام المعروف ، و بعض النبيذ الأحمر المُعتّق الذي يحمله نادلان متخصصان في مثل هذه المناسبات ، و هذا النوع من الاحتفالات التي اعتادها كلاهما .
و الحفلة الأصلية هي غرفة في أحد الملاهي الليلية للأشخاص الذين لا يريدون الاحتفالات المزدحمة و المليئة بالشرب المقرف ، قائمة بالطعام على الطاولة الصغيرة ليطلبوه ، و راديو صغيرا الحجم في زواية الغرفة و أورلا تتوسط الأريكة الكبيرة تضع قدماً على قدم تنظر لجوليا و أيدين اللذان كانا يتصارعان على قائمة الطعام ليطلبا منها
~~~~
"لم لا تحتفل أورلا إلا بالصودا؟"
همس بيرك لأيدين اللذان كانا يشاركان كاتيليا المشي خارجين من محطة القطار في طريقهم للعودة من الاحتفال
-بالعادة أورلا لا تحبذ المشروبات الكحولية ، و بالكاد استطعنا إقناعها بالاحتفال على الرغم من أنها تمقته أيضاً
همست كاتيليا التي كانت مصدومة من كل الذي حصل في هذه السهرة
=لمَ الجميع يلتف حول أورلا إذاً ، احتفلوا كما تريدون و انتهى الأمر
أنت تقرأ
صَبوة أُرجوانِيَّة
Romanceحِينَ تَكتَمِلُ الأرواح عند التِقائِها و حِينَ نَعِيشُ تَفاصيلً الحُبِّ في أَيّامِنا بَينَ انتِشالٍ من الواقِعِ و صَبوَةٍ من الحُبّ تَعيشُ أورلا دافي ..