خزامى مايو ..

42 5 21
                                    



بدأ كل شيء من متجر الحي الذي اعتادت أورلا الذهاب اليه كل صباح تشتري افطارها منه ..

بالبدلة الرسمية السوداء و الحقيبة التي توحي للناظر أن مالكها من حي مرموق في المدينة

-شكراً!!

صرخت أورلا خارجة من المتجر الصغير المتواضع بيدها الفطيرة التي تحبها ، متوجهة نحو إحدى سيارات الأجرة التي أشارت لها قبل وصولها للشارع

-إلى الجامعة ، كم يكلف؟

=لن أطلب منك شيئاً!

-و كيف ذلك؟

=أول و آخر راكب لي في الصباح دائماً آخذهم مجاناً ، اركبي قبل أن يستغلني أحد آخر!

قهقهت أورلا لدى ركوبها سيارة الأجرة ، لم تأخذ وقتاً حتى وصولها إلى بوابة الجامعة

-أتمنى أن أكون آخر راكب لك اليوم!

تقولها لصاحب السيارة الذي لوّح بيده لها مكملاً طريقه بابتسامة واسعة


في الحقيقة ترتاد أورلا الجامعة لدراسة علم النفس ، لأكون دقيقة أكثر فهي الآن في السنة الرابعة أي أنها شارفت على الانتهاء ، تتوجه أورلا بعد ابتعادها عن سيارة الأجرة و دخولها كلية العلوم الانسانية إلى زميلاتها

الشهر الخامس من السنة ، اليوم الثالث و العشرين

نهاية سنة دراسية أخيرة ، عليها التأكد من عدة أمور قبل التخرج ، إن تبقّ أي معاملات يمكنها انهاؤها قبل حفلة التخرج

~~~

لا جديد في حياتها الجامعية عدا صاحب سيارة الأجرة الذي لم تمضِ دقيقة إلا و تتذكره ، يومها انتهى بعد ساعات من الدوران في ممرات الجامعة التي تزورها في آخر أيامها ، خرجت بجسدها الطويل من حرم الجامعة لكن أنفاسها تتحارب داخل جسدها لتعود إلى داخل جسدها الرفيع معلنة الحرب على نفسها ..

شارع طويل خالٍ من السيارات ، فقط أشعة الشمس التي تتضارب كهالة من النور تحيطها ، باغتتها سيارة أجرة بجانبها لم تعرف من أين ظهرت

-يا إلهي!

صرخت مع بوق السيارة التي أفاقت روحها

-من أين ظهرت؟

تسأل بينما تقترب من السائق الذي عرفته من ابتسامته عند إنزاله لزجاج السيارة

=مرحباً! أورلا!!

قهقه مزيلاً نظارته الشمسية ، إنه أيدين صديق طفولة أورلا

-لم فاجئتني هكذا إيد؟!!

تحركت نحو سيارة الأجرة تجرها أقدامها بصعوبة بسبب الكعب الذي ترتديه ، ركبت السيارة بجانب صديق طفولتها الذي شاركت معه نصف أحلامها ، لأنها و في داخلها توقن أن عليها ترك بعض من الأحلام داخلها كي تفرح مع نفسها آخر النهار ، ليس نصف أحلامها فقط و إنما أنصاف الأشياء كلها التي كانت بداخلها

صَبوة أُرجوانِيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن