عنفوان امرأة ..

6 2 3
                                    


الأحلام هي القوة الداخلية التي يملكها كل بشريّ على هذا الكوكب ، فبقدر ما امتلكت من القوى كانت أحلامك أكثر ..


تكتب أورلا في مذكرتها التي تحتفظ بها في حقيبتها حاملةً إياها لكل مكان تذهب إليه ، لكنها سرعان ما انتهت من الكتابة لتكمل ما كانت تقوم به من أعمال في المصحّة التي بادرت العمل بها منذ فترة 

تقاطع أفكارها المتوالية عليها نظرات قرينتها روزالين ، صاحبة الشعر البنّي الموشّح بالخصل الذهبية ، كعلامة تركها الكوافير على شعرها ليحددها عن غيرها من ذوات الشعر البني 


-ما الذي تحدّقين فيه؟


تمتمت أورلا بجملتها بصوت منخفض حتى لا يتسنى لزملائها الآخرين سماعها ، بينما أجابتها الأخرى بابتسامة واسعة تستفز البشري ، و رفعة لكلا كتفيها مكملة طريقها إلى عملها الذي كانت تقوم به 


====

يوم عاديّ آخر على أورلا ، لكن ما ليس عاديّاً هو ملاقاتها لبيرك أمام منزلها ، يجلس على العتبة 

-ما الذي يفعله الكاتب العظيم بيرك كامبل في هذا الوقت؟


أفاقته من شروده على غير المرات ليشهق بصوت منخفض

=لا شيء مهم! فقط أريد التحدّث إليكِ


-بأي موضوع؟


شرد بيرك في الفراغ حتى استطاع ملاقاة الحجة المقنعة للطبيبة النفسية التي شعر و أنها تقرأ جسده كاملاً من نظراتها

=عن أي شيء تريدينه! عن أزمة البنزين ربما أو عن طبقة الأوزون ، أريد التحدث معكِ فقط ..


استوعب ما قاله عندما ابتسمت في وجهه الواقفة أمامه 

-حسناً حسناً ، هيا ادخل تفضل


لا شيء يعم الغرفة سوى سكون الجثتين الجالستين مقابلاً للأخرى ، بيرك ينظر في كفه مُحاولاً البحث عن أي موضوع حتى يسترسل في الحديث و يصل إلى نقطته الأصلية ، أما أورلا فتجلس أمام الآخر تحاول البحث عن طرف خيط لكي تفك قطعة الصوف المُحاكة بعناية أمامها

-بيرك كامبل!


أفاقته من غيبوبته الواعية

-هل تريد تناول شيء ما؟


=لا!

أجاب ببرود تام ، ثم بدأ يستوعب مكانه ليبدأ في محاولة لأخذ زمام الأمور ، رفع رأسه و أرسل كتفيه ليستريحا على الأريكة

صَبوة أُرجوانِيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن