حائط

51 5 4
                                    

ثم انتهى بي المطاف منتصبةً أمامهُ !
أمام حائطٍ كبير !
وقفتُ بهدوء
أنفاسي المضطربة بدأتْ تهدأ كما حدث مع جسدي
بعد ان جالت حدقتاي بأرجاء المكان
انا بدأتُ أستوعب الان
الان شعرتُ بألم جسدي
الان أدركتُ عدد الجروح السوداء التي نهشت روحي
و الدماء الضحلة حجبت عني الرؤية الواضحة.
جلستُ أمام ذلك الحائط بتعب
و بعد ان عَم الهدوء في هذا الرواق
غرقت جفوني بالنوم و لم أستطع منعها.
...
أدعى " خربشة"
اسمٌ قبيح أليس كذلك؟
انا عبارة عن مشاعر و مشاكل و إنسان.
لذلك هم يدعوني خربشة.
انا انتهى بي المطاف واقفةً امام حاجز ضخم
مشاعر، مشاكل ،إنسان جميع هؤلاء انتهى بهم المطاف واقفين أمام نفس الحاجز .
مرت فترة طويلة و انا ماكثة في هذه البقعة الصامتة
فراغ !
احدق في هذا الحائط المواجه لي
لمَ أشعر بالهدوء ؟
أشعر بروحي تتعالج
ثم الان أعلن اني بأفضل حال مما سبق
و السبب في ذلك كان هذا الحائط!
هذه حياتنا
هذه مصاعبنا.
العيش أمرٌ مُرعب
و أنا طبيعية تماماً
واجهتُ مصاعب كثيرة لانني بأختصار
أحد المتسابقين في لعبة تدعى " الحياة"
مشاكل كثيرة
مشاعر غريبة لا تسري بأنتظام في جسدي
و لايوجد شيء او احد ليساعد
الجميع مشغول بحل لغزه
و أنا واحد منهم . لا يوجد لوم !
قبل ان أقابل هذا الحائط ، كنت أجري هاربة من الوحوش الموجودة في لعبة " الحياة" .
لقد كنتُ عبارة عن خربشة حرفياً .
أصارع و أصارع و انهزم.
خسرتُ كثيرا
ضُرِبتُ كثيرا .
ثم بعد هروبي انتهى بي الامر هنا .
الان انا مدركة أن جميعنا يمر بهذه الوحوش
الوحوش هذه قد تكون متمثلة بأشخاصٍ حاقدين
او مشاكل صعبة ، مشاعر صعب التحكم بها
أو الاسوء من هذا كله هو
أفكار مفترسة لا يمكن ادخالها القفص.
جميعنا نحارب
قد ننهزم و قد ننتصر
انا لم استسلم للتعب في بداية الامر
لكن بعد ان اصبحتُ اواجه هذه الوحوش
بكل ثانية تمر من حياتي
هنا
قررتُ الركض مبتعدة
قررتُ الهرب من اجل الحفاظ على ما تبقى لي من طاقة
فأنا لا اريد ان أخسر في اللعبة و أشعر ان الطريق طويلٌ أمامي و ان هناك الكثير لأتعلمه و اراه.
لا بأس بالهرب
لا بأس بالركود
لبعض الوقت
طوال فترة مكوثي في هذا الرواق المظلم
استطعتُ ان اجد الكثير من حلول للعديد من المشاكل.
بعد أن توقف عقلي عن تشغيل صفارات الانذار
أصبحت الأمور على ما يرام.
مشاكلي وجدتُ لها الكثير من الحلول الحكيمة
و مشاعري استطعت التحكم بها
و الافكار الهائجة رَوضتها.
شحنتُ طاقتي و الان أظن اني مستعدة للخروج.
الان انا مستعدة للعيش و مواجهة اي وحش أمامي.
ما أردتُ ان أوصله بهذه القصة هو :
أننا لسنا أبطالاً خارقين
جميعنا نمر بمشاكل نظن ان لا حل لها.
أنت مخطئ !
يوجد حل لكنك لا تراه.
الحل الافضل هو الهدوء ، الإنتظار
لا تستعجل الامور
لا تستعجل بأتخاذ قرارتك
قراراتك التي تدير مستقبلك او مستقبل المحيطين بك.
حاول ان تهجر ما يتعبك
جرب ان تترك كل شيء و تجلس امام حائط
ثم لا تنسى ان تشكره
لانه أعطاك وقتاً لتستريح به.
ورد في احد صفحات كتاب
" عزيزي أنا"
" ليس لكل مشكلة حل
قد تكون هذه المشكلة هي حقيقة يجب تَقَبُلها "
....
بعض المشاكل ان مَرَ عليها وقت
ستكون قد حُلت.
أنت هدأت و اكتشفت الكثير من الخيوط
المخفية في هذه المشكلة ، فتأخذ القرار المناسب
لكي لا تظلم
نفسك و الاخرين .
بعض الافكار المتعبة التي تهاجمك
بسببها ستجد نفسك أمام حائط كبير أيضا .
إذاً توقف عن التفكير بها !
ليس كل ما يخطر على بالك يستحق التنفيذ .
في بعض الأحيان أشعر بالكسل من كثر التفكير
هنا أنا أواجه أفكاري الشرسة بفكرة رائعة
و هي " هل أُحضر شاي أخضر بطعم النعناع ام بالهيل ؟ "

🎉 لقد انتهيت من قراءة لهُ اسمٌ في قلبك 🎉
لهُ اسمٌ في قلبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن