بعيدا عن المألوف في عالم يسوده الخيال، على ضفاف نهر السحاب، الذي تزين بالأصداف و الأعشاب ، يسكن شعب من الطف شعوب الارض، في جزيرة "كاسل" او تسمى ايضا بجنة النعيم و الخلد للطافة سكانها و ودهم، حيث انهم يعيشون حياة بدائية تخلو من المحرمات و الشهوات، حياة يسودها العمل و الكدح...
يعمل اغلب سكان جزيرة الكاسل في الصيد، فقد انعم الله شواطىء هذه الجزيرة بأنواع شتى من الأسماك و المخلوقات البحرية، اما بقية الأعمال كالنجارة و الخياطة و الطب فهي موجودة بقلة...
~ انه الخامس من شهر يونيو 1920 ~
استيقضت على صوت جهاز الراديو الموجود في المطبخ، علمت فورا ان امي انتهت من تحضير وجبة الإفطار، نزلت السلالم الخشبية التي صنعها جارنا النجار، انه لطيف... الجميع لطيف هنا، سكان قريتي هم عائلتي الثانية، لقد جمعنا الود و المحبة انا حقا افتخر بكوني احد ابناء قرية كاسل...
استيقظ بوسايدن قطي الصغير لسماع خطواتي على السلالم و طفق يلعق أناملي، هذا دائما ما يجعل امي تشمئز منه، لكنه يعجبني! اشعر انه يعبر عن امتنانه و حبه لي، و هذا يعني لي الكثير حقا!
قاطع تفكيري صراخ امي اللطيف "لقد تاخر الوقت جونغكوك! اسرع و الا عاقبك والدك كالعادة"
في الواقع امي الطف شخص رأته عيناي، كيف لشخص ان يكون بلطافتها و حنيتها...لكن في المقابل لملك ابا مخيفا...حقيقةً هو ليس وحشا لكنه اب صارم جدا، و هو كادح و قوي، احترمه بقدر احترامي للبحر... ابي هو قدوتي...
شربت كأسا من الحليب الأبيض النقي كنقاء مياه البحر عند الشروق...و خرجت مسرعا خوفا من ان أعاقب من ابي، و ان تسلل الى عقلك سؤال " ما هو العقاب الذي يعاقبك به والدك؟"
في الواقع، عندما أتأخر و لو بضع دقائق عن العمل، يجعلني ابي انظف كل الأسماك التي يصطادها خلال ذلك اليوم، اَي انه يجعلني انظف آلاف الأسماك يوميا، عوض ان اصطادها برفقته،
هذا ظلم!!!
انا طفله الوحيد! حسنا لم اعد طفلا لكنني لازلت وحيده الذي لم يبلغ الـ 24 سنة... بعد التفكير، نعم انا طفلٌ كبير... طفلٌ كبيرٌ و لطيف!
طفقت اركض و اركض، لكني كنت اقف و احيي المارة كل بضعة دقائق، لقد سبق و قلتُ ان سكان قريتي عائلة واحدة !
انها الخامسة فجرا ، انا لا اصدق انني وصلت في الوقت المحدد! اضن ان ذلك كان بفضل دعاء امي المستمر... كم احب تلك المرأة!
كان اليوم قائضا...حيث انني خلت حرارته لفحات من جهنم! البحر ساجٌ و هادئ، ربما اختبأت الامواج خوفا من من ان تمزق حرارة الأفق تموجاتها التي تبهرني و تسحرني...
آه...كم اعشق تلك النسمات العليلة التي تحرك شعري المنسدل على كتفي، تحركه كتحرك الموج بين ذراعي السفينة...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
