مرت الأيام سريعة كسرعة سيلان النهر، و ها اكثر من 5 اشهر تمر على ذلك اليوم الذي التقينا فيه على شاطىء البحر، نحن نرى بعضنا البعض من فترة الى اخرى، لكننا لم نقضي ساعات طويلة في الحديث منذ ذلك اليوم...
انها العاشرة مساء... استلقي على سطح منزلنا، البرد القارص يكاد ينهش عروقي لكن رونق النجوم المتلالئة في المجرات البعيدة يستحق العناء...
في الواقع، افضل الصيف على الشتاء بصفتي بحارا، لكن تلك الغيوم التي تغطي السماء حياء و تلك الدموع التي ينزلهاالافق البعيد تبعث في نفسي النشوة.
استيقضت كالعادة على صوت الراديو، قبلت بوسايدن الذي اتضح لي لاحقا انه أنثى لذلك أطلقت عليه اسما جديدا " بوسايدينا" و كاختصار لقبته بـ " دينا"
شربت كاس الحليب كالعادة و قبلت والدتي من جبينها ثم انطلقت مسرعا الى عملي...
انطلقت السفينة تنافس الامواج و قد انتابني اليوم شعور بالغبطة لم يسبق ليا الشعور به...
اليوم اصطدنا الكثير من الأسماك المتنوعة، كان والدي فرحا حقا، لم اره يوما يضحك بقوة، لكنني رايته اليوم ! اشعر بالامتنان ان نظريتي بانه رجل آلي نظرية خاطئة...
في طريق العودة، و بينما كنت منغمسا في تلك النجوم المعلقة في السماء و اشرب بعض الحليب الذي وضعته لي امي بمحفظتي، سمعت صوتا رنانا...الحان تنساب في الأفق، لا يوجد جهاز راديو هنا! و جميع من في السفينة رجال... من اين يأتي هذا الصوت الملائكي؟!
التفتت يمينا و شمالا لكنني لم ارى شيئا... الصوت قريب! انه تحت قدماي! نظرت من على السفينة و اذ بي ارى فتاة تسبح بالقرب من السفينة!
فتاة ليست ككل الفتايات...لم تكن ملامحها اسوية مثلنا! نحن في اسيا! مالذي يحصل؟!
كانت شديدة البياض و شعرها شديد الحمرة ظننت انني أهذي او ما شابه فركت عيناي اذ بها تكف عن الغناء و تبتسم
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
كيف ذلك؟! المياه تكاد تتجمد من شدة البرودة! غير اننا نصطاد في بحر من أعمق البحار على الارض!
مسكتها من يديها قصد مساعدتها كانت تبتسم ابتسامة مخيفة بحق! لقد جذبتني الى البحر! سقطت في الماء أتخبط بين الامواج العاتية بينما هي اختفت كأنها لم تكن
كدت اموت لولا ان مساعدي ابي انقظاني بأعجوبة...
عندما رويت هذه الحادثة لأبي ظن انني قد جننت امي ايضا لم تصدقني، تحدثت مع ليسا و تاهيونغ لكن جوابهما كان مماثلا لسابقيْه...
ربما كنت أهذي حقا؟ ربما لانني لم انم جيدا...
لكن...مالذي سحبني الى عمق البحر؟ مالذي سحبته الى عمق قلبي؟ ابتسامتها لا تفارق راسي و صوتها الجوهري لا يفارق أذناي كيف لي ان اتذكر خيالا بهذا الوضوح؟!
لم اذهب الى الصيد لمدة أسبوع، كان اطول من السنة... عند رجوعي، لم تفارق مقلتي المياه الزرقاء الصافية لعلني ارى ذات الغرّة الحمراء مجددا
لما استَمرُّ في البحث عنها و قد حاولَتْ قتلي؟ ربما لإشباع فضولي؟ او ربما لإشباع شهوتي...
ما بكَ جونغكوك؟! هل وقَعْتَ في شباك كائن خيالي ام ماذا؟!! استيقظ!
عدت الى وعي حين سمعت ذلك الصوت مجددا انها ليست بخيال! جلبت احد مساعدي ابي
فتح عينيه بصدمة اثر رؤية تلك الحسناء ذات الغرة الحمراء كانت تنظر الي بتمعن، ربما تتسأل كيف نجوت المرة الفارطة، تلك الحسناء الخبيثة
مدت يدها نحوي كأنها تريدني ان أمدها لها كما فعلت من قبل، همَّيْتُ على مدّ يدي لولى المساعد الذي منعني من ذلك
" من انتي؟ " سألتها لم تجاوب، فقط اكتفت بالصمت، ربما لا تتكلم الكورية! ابْتسَمَتْ بعد برهة، تلك الابتسامة التي جعلتني أسيرا لها " أفروديت" نبست برقة قاتلة اذن فهي تتكلم الكورية ! " اين تعيشين؟ " سال مساعد والدي بينما لم ازح عنها ناظري و لم تفعل هي ايضا... لم تجاوبه على سؤاله، كانت فقط تبتسم و تنظر الي
أعاد السؤال، وجهت نظرها له مع اختفاء ابتسامتها و اشرت باصبعها الى الأسفل حيث تسبح... انها تعيش في اعماق البحار! يال الهول
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.