💠عِلْمُه (عليه السلام)💠

61 6 0
                                    

❇❇ عِلْمُه ❇❇

.

🟠 - إن الله تعالى قد رزقه الفطرة الثاقبة منذ نعومة أظفاره ،وصغر سنهّ، فذكر أصحاب السير أن الحسن (عليه السلام) كان يحضر في مسجد رسول الله (ص) وعمره سبع سنين، وكان يستمع إلى جدّه ويحفظ ذلك كله، ويأتي إلى أمه الزهراء (ع) يحدثها بذلك،
وكان الإمام أمير المؤمنين (ع)يأتي إلى البيت ويجد كل ما تحدث به رسول الله (ص) إلى المسلمين في المسجد عند فاطمة (ع)، فيقول لها :
من أين لك ذلك؟
فكانت تقول: إنه من ولدي الحسن، مما يدل أنه (عليه السلام) كان ينفتح على علم رسول الله (ص) ويعيش اهتماماته به .

🟠- روي أن النبي (ص)، قال في حديث له:
{لو كان العقل رجلاً لكان الحسن(2)}.
______________
(1) فُصِّلت: 34.
(2) فرائد السمطين: ج 2، ص 68.
________________

🟠- إن رجلاً قال: دخلت مسجد المدينة، فإذا أنا برجل يتحدث عن رسول الله (ص) والناس حوله، ~فقلت:
أخبرني عن (شاهد ومشهود).
~فقال: نعم، أما الشاهد فيوم الجمعة ،وأما المشهود فيوم عرفة، فجزته إلى آخر يحدث عن رسول الله (ص)
~فقلت: أخبرني عن (شاهد ومشهود).
~فقال: نعم، أما الشاهد فمحمد (ص)، وأما المشهود فيوم القيامة ،أما سمعته يقول:(يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً)
وقال تعالى:
(وذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود)،

فسألت عن الرجل الأول فقالوا: ابن عباس ،وسألت عن الثاني فقالوا: الحسن بن علي بن أبي طالب، وكان قول الحسن أحسن(1).

🟠- قيل للإمام الحسن (ع): كم بين الحق والباطل، وكم بين المشرق والمغرب؟
فقال : (بين الحق والباطل أربع أصابع، فما رأيته بعينك فهو حق وقد تسمع بأذنيك باطلاً كثيراً(2)).
وقال: (وما بين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس ،
______________
)1) مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ج10، ص315.
)2) الخصال، الشيخ الصدوق: ص441.
________________
تنظر إليها حين تطلع من مشرقها وتنظر إليها حين تغيب من مغربها(1).

🟠- كتب له الحسن البصري يسأله عن القضاء والقدر ،فأجابه(عليه السلام):
(أمَّا بعد، فَمَن ل يؤمن بالقدر خيره وشره أن الله يعلمه فقد كفر، ومن أحال المعاصي على الله فقد فجر ،إن الله لم يُطَع مكرهاً، ولم يُعصَ مغلوباً، ولم يُهمِلِ العباد سُدىً من المملكة، بل هو المالك لمَاِ مَلَّكهم، والقادرُ على ما عليه أقدرهم، بل أمَرَهم تخييراً، ونهاهم تحذيراً، فإن ائتمروا بالطاعة لم يجدوا عنها صَادّاً، وإن انتهوا إلى معصية فشاء أن يَمُنَّ عليهم بأن يحول بينهم وبينها فعل، وإن لم يفعل فليس هو الذي ملََّهم عليها جبراً، ولا أُلزِموها كرهاً، بل مَنَّ عليهم بأن بَصَّرَهم، وعَرَّفَهم، وحَذَّرهم، وأمَرهم، ونهَاَهم، لا جبراً لم عل ما أمَرَهم به، فيكونوا كالملائكة، ولا جَبْراً لم عل ما نهَاَهم عنه، ولله الحُجَّة البالغة، فلو شاء لَدَاكم أجمعين(2)).

🔹فلاحظ كيف أنه (ع) يوضح بعبارة موجزة قضية تِعِتبر من أكثر القضايا الفكرية تعقيداً وعمقاً، حتى أنهَّا لشدَّة
_____________
(1) الخصال، الشيخ الصدوق: ص441.
(2) نهاية المرام، العلامة الحلي: ج1، ص27.
________________
عُمقها قد ضلَّ فيها الكثير من رجال الفكر، كما نشأت عنهْاتيارات متطرِّفة، كالأشاعرة، والمعتزلة، كل يدعي التفسيرالعقائدي السليم.

🟠وقد سُئل (ع) يوماً عن السياسة، فأجاب:
هي أن ترعى حقوق الله، وحقوق الأحياء، وحقوق الأموات.
فأمَّا حقوق الله، فأداء ما طَلَب، والاجتناب عَمَّا نهَىَ.
وأما حقوق الأحياء، فهي أن تقوم بواجبك نحو إخوانك ،ولا تتأخَّر عن خدمة أُمَّتكِ، وأن تُخلِصَ لول الأمر ما أخلَصَ لأمَُّتهِ، وأن ترفع عقيرتك في وجهه إذا ما حَادَ عن الطريق السَّوي .
وأما حقوق الأموات، فهي أن تذكر خَيراتَهُم، وتَتَغاضى عن مَسَاوِئِهم، فإنَّ لَمُ رَبّاً يحَُاسبهم(1).

🟠هذا هو الإمام الحسن (عليه السلام)الذي زُقّ العلم زقاً من جده رسول الله (ص) وأبيه أمير المؤمنين وأمه فاطمة الزهراء. فما بالك بابن هذا أبوه وذاك جده وتلك أمه (سلام الله عليهم أجمعين).
_________
الحياة السياسية للامام الحسن، السيد جعفر مرتضى العاملي: ص7.
______________

.

.

.

شذرات من حياة الامام الحسن المجتبى (عليه السلام )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن