❇تَفْسِيرُهُ لِلأخَلاَقِ واحسانه✳

88 9 0
                                    


تَفْسِيرُهُ لِلأخَلاَقِ
⏪وجّه الإمام علي (ع) إلى الإمام الحسن من (ع) أسئلةً تتعلّق بأصول الأخلاق والفضائل، فأجابه الإمام الحسن (ع)، فكان بينهما الحوار الآتي:

- أمير المؤمنين (ع): يا بني ما السداد؟
- الحسن (ع): يا أبت السداد دفع المنكر بالمعروف.
- ما الشرف؟
- اصطناع العشيرة وحل الجريرة .
- ما المروءة ؟
- العفاف وإصلاح المرء ماله .
- ما الدنيئة؟
- النظر في اليسير ومنع الحقير .
___________________
(1) سورة البقرة: 268.
___________________
ما اللؤم؟
- احتراز المرء نفسه وبذله عرسه .
- ما السماحة؟
- البذل في العسر واليسر .
- ما الشح؟
- أن ترى ما في يديك شرفاً وما أنفقته تلفاً.
- ما الإخاء؟
- الوفاء في الشدّة والرخاء .
- ما الجبن؟
- الجرأة عل الصديق، والنكول عن العدو .
- ما الغنيمة؟
- الرغبة في التقوى، والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة.
- ما الحلم؟
- كظم الغيظ وملك النفس .
- ما الغنى؟
- رضى النفس بما قسّم الله لا وإن قلّ، وإنّما الغنى غنى النفس .
- ما الفقر؟
- شره النفس في كل شيء.
- ما المنعة؟
- شدّة البأس، ومنازعة أعزّ الناس .
- ما العي؟
- العبث باللحية، وكثرة البزاق عند المخاطبة .
- ما الجرأة؟
- موافقة الأقران .
- ما الكلفة؟
- كلامك فيما لا يعنيك .
- ما المجد؟
- أن تعطي في الغرم، وتعفو عن الجرم .
- ما العقل؟
- العقل حفظ كلّ ما استوعيته .
- ما الخرق؟
- معاداتك إمامك، ورفعك عليه كلامك .
- ما السناء؟
- إتيان الجميل، وترك القبيح .
- ما الحزم؟
طول الأناة، والرفق بالولاة .
- ما السفه؟
- إتباع الدناة، ومصاحبة الغواة .
- ما الغفلة؟
- تركك المسجد، وطاعتك المفسد .
- ما الحرمان؟
- تركك حظّك، وقد عرض عليك .
- فما الجهل؟
- سعة الوثوب عل الفرصة، قبل الاستمكان منها ،والامتناع عن الجواب، ونعم العون الصمت، في مواطن كثيرة، وإن كنت فصيحاً(1).

🔹فهذه الأجوبة الصادرة منه عل البديهة، من غير رَويِّة شاهدة له (عليه السلام) ببصيرة باصرة، وبديهة حاضرة، ومادة فضل وافرة، وفكرة عل استخراج الغوامض قادرة.
______________
(1) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ،ممد بن طلحة الشافعي: 356.
وكشف الغمة في معرفة الأئمة، ابي الفتح الاربلي: ج2، ص191.

🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺

💠احسَانهُ لِمَن أسَاءَ إِلَيه💠
روي أن شامياً غَذَّاه معاوية بالحقد عل أهل البيت (ع)رأى الإمام راكباً، فجعل يلعنه، والحسن (ع) لا يردُّ عليه ،فلمَّا فرغ الرجل أقبل الإمام (ع) عليه ضاحِكاً وقال:
(أيها الشيخ، أظنكُّ غريباً، ولعلَّك شُبِّهْتَ؟ فلو استَعْتَبْتَنا أعتبناك، ولو سَألتَنا أعطيناك، ولو استرشَدْتَنا أرشدناك ،ولو استَحْملتَناَ أحلناك، وإنْ كنتَ جائعاً أشبعناك، وإن كنتَ عرياناً كَسَوناك، وإن كنتَ مُتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كانَ لك حاجة قضيناها لك، فلو حَرَّكتَ رحلك إلينا، وكنتَ ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعْوَد عليك، لأنَّ لنا مَوضِعاً رحباً، وجَاهاً عريضاً، ومَالاً كثيراً)

فلما سمع الرجل كلامه بكى، ثم قال: أشهد أنَّك خليفة الله في أرضه، الله أعلمُ حيث يجعل رسالته، كنتَ أنتَ وأبوك أبغضُ خَلقِ الله إلَّ، والآن أنتَ وأبوكَ أحَبُّ خلقِ الله إلَّ، ثم استضافه الإمام (ع) حتى وقت رحيله، وقد تغيَّرت فكرته ،وعقيدته، ومفاهيمه، عن أهل البيت .
وفي هذا التصرف منه درسٌ تربوي في كيفية التعامل مع

(1) مناقب آل أبي طالب، أبن شهر آشوب: ج3، ص184.

🔴الطرف الآخر، حتى لو كان خصماً.
وهذا النحو من المعاملة مُستَفَادٌ من القرآن الكريم، وذلك في قوله تعالى: (ادْفَعْ باِلَّتيِ هِيَ أَحْسَنُ فَإذَِا الَّذِي بَيْنكََ وَبَيْنهَُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَليٌِّ حَمِيمٌ)1).

شذرات من حياة الامام الحسن المجتبى (عليه السلام )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن