💠من مواقفه (عليه السلام) الشجاعه💠

46 7 0
                                    

.
من مواقفه (عليه السلام) الشجاعة

🔻الموقف الثاني:
🔹بُعَيْدَ المصالحة التي تمتَّ بين الإمام (ع)ومعاوية، صَعَد معاوية المنبر، وجمع الناس، فخطبهم وقال: إن الحسن بن علي رآني للخلافة أهلاً، ول يَر نفسه لا أهلاً، وكان الإمام الحسن (ع) أسفل منه بمرقاة، فلمَّا فرغ من كلامه قام الإمام الحسن (ع)، فحمد الله تعالى بما هو أهله، ثمَّ ذكر المباهلة ،
_________________
1) الأمال، الشيخ الصدوق، ص244. والاحتجاج: الشيخ الطبرسي: ج1 ، ص419.
___________________
🔻فقال:
(فَجَاء رسول الله (ص) من الأنفس بأبي، ومن الأبناء بي وبأخي، ومن النساء بأمِّي، وكُناَّ أهله، ونحن آله، وهو مِناَّ ونحن منه ،ولمَّا نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله (ص) في كِسَاء لأمُِّ سَلَمة خيبري، ثم قال (ص):

▫اللَّهُمَّ هؤلاء أهل بيتي وعترتي، فَأذهِبْ عنهم الرِّجسَ وطَهِّرهم تطهيراً ،فلم يكن أحد في الكساء غيري، وأخي، وأبي، وأُمِّي، ول يكن أحد تصيبه جنابة في المسجد ويولد فيه إلاَّ النبي (ص) وأبي ،تَكرِمَةً من الله لنا، وتفضيلاً منه لنا، وقد رأيتم مكان منزلتنا من رسول الله (ص) وأمَرَ بسدِّ الأبواب فسدَّها وترك بابنا ،فقيل له في ذلك فقال: أَمَا إنّي لم أسدَّها وأفتح بابه، ولكنَّ الله عزَّ وجلَّ أمرني أن أسدَّها وأفتح بابه.

▪وإنَّ معاوية زعم لكم أنِّي رأيته للخلافة أهلاً، ولم أرَ نفسي لا أهلاً، فكذب معاوية ،نحن أولى بالناس في كتاب الله عزَّ وجلَّ، وعلى لسان نبيه (ص) وَلَم نَزَلْ أهل البيت مظلومين ،منذ قبض الله نبيه (ص)، فالله بْيننا وبين من ظَلَمنا حقّنا ،وتوثّب على رقابنا، وحل الناس علينا، ومنعنا سهمنا من الفيء، ومنع أُمَّنا ما جعل لا رسول الله (ص).
▪وأُقسم بالله لو أنَّ الناس بايعوا أبي حين فارقهم رسول الله (ص) لأعطَتْهم السماء قطرها، والأرض بركتها، وما ِطمعتَ فيها يا معاوية.

🔅فلمّا خرجتْ من معدنها تنازعتها قريش بينها، فطمعتْ فيها الطُّلَقاء، وأبناء الطُّلَقاء، وقد قال رسول الله (ص):
ما ولَّت أُمَّة أمرها رجلاً وفيهم من هو أعلم منه، إلاَّ لم يزل أمرهم يذهب سفالاً حتّى يرجعوا إلى ما تركوا ،فقد تركَتْ بنو إسائيل هارون وهم يعلمون أنَّه خليفة موسى فيهم ،واتَّبعوا السامريَّ ،وقد تركت هذه الأمَُّة أبي وبايعوا غيره ،
🔆وقد سمعوا رسول الله (ص) يقول: أنتَ مِنيِّ بمنزلة هارون من موسى إلاَّ النبوَّة، وقد رأَوا رسول الله (ص) نَصَّبَ أبي يوم غدير خم، وأمرهم أن يبلِّغ الشاهد منهم الغائب.
🔆وقد هرب رسول الله (ص)من قومه، وهو يدعوهم إلى الله تعالى حتَّى دخل الغار، ولو وجد أعواناً ما هرب، وقد كفَّ أبي يده حين ناشدهم، واستغاث فلم يُغَثْ، فجعل الله هارون في سِعَة حين استضعفوه وكادوا يقتلونه ،
🔆وجعل الله النبيَّ (ص) في سِعَة حين دخل الغار، ول يجد أعواناً، وكذلك أبي وأنا في سعة من الله حين خَذَلَتْنا هذه الأمة، وبايعوك يا معاوية، وإنما هي السنن والأمثال يَتَّبعِ بعضها بعضاً.

🔺أيها الناس: إنكم لو التَمَسْتُم فيما بين المشرق والمغرب، أن تجدوا رجلاً ولده نبيٌّ غيري وأخي لم تجدوا، وإنِّي قد بايعتُ هذا وإن أدري لعلَّه فتنةٌ لكم ومتاع إلى حين(1).

.

شذرات من حياة الامام الحسن المجتبى (عليه السلام )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن