الفصل ٢١

94 8 1
                                    

كانت مروة مبتسمه خلفه حتي افاقت من أحلام يقظتها علي رؤية خالد الذي كان مكسور تماما و يعرج بسبب كسر ساقه  أمامها الذي دخل الصيدلية بهدوء و بوجه غير مفهوم و أغلق الصيدلية و اقترب عليها حتي أنها من الزعر وضعت يديها أمام وجهها وقال بكل هدوء : لية لية مقولتيليش اول واحد  .
فقالت مروة في حيرة و خوف : اقول اية .
فقال : الاستاذ اللي حضرتك كنت معاه فب الصحراء لية مقولتليش مش انا اخوكي دا انا كدبت الدنيا كلها وقولت اختي متعملش كده .
فقالت: انى معملتش حاجة غلط .
فقال  بصوت عالي و هو أمامها مباشرة : امال لية كدبتي لما سألتك و قولت انك كنت لوحدك    .
فقالت مروة في زعر وصوت اشبه بالبكاء : لأني خوفت خوفت يا خالد انت اول استقبال كان لية منك من غير حتي ماتسالني كان قلم علي وشي وكنت عايز تقتلني رغم انك اصلا متعرفش حاجة رغم ان كل السبب اللي خلي حضرتك تمد ايدك عليا كان كلام من ستات بيكرهوني رغم اني عارفة اني معملتش حاجة غلط لو كنت قولتلك الحقيقة في ساعتها كنت هتقتلوني كلكم رسمي و انى معملتش حاجة انا اخترت الحل الامثل .
فقال خالد بنفي : لو كنتي حكيتي عل كل حاجة ...
و لكن قاطعته مروة : كداب انت كداب انت عصبي يا خالد و وقت عصبيتك مبتميزش و كنتوا هتقتلوني انت عارف انا من كتر عصبيتك مبقيتش عارف انا الكبيرة ولا الصغيرة   كل حاجة عملي رعب رعب لغاية ما تعبت و بقيت اترعب حتي اني اعبر عن رأيي .
فنظر لها خالد و هي مزعورة هكذا ثم قال مغيرا للموضوع : لية رفضتيه مش ده فتي أحلامك اللي كل ما يجيك عريس تتطلعي فية القطط الفطسانة لية رفضتي ده ده بقي في كل أحلامك طويل و شكله كويس و حالته المادية كويسة و متعلم تعليم مفيش حد اتعلمه في بلدك كلها فلية رفضتية و لا انت عاجبك حالك لغاية ما عنستي .
فقالت مروة في تعجب : اولا انا مش عانس ثانيا انا عندي اسبابي أهله مش موافقين و هو مش متدين يا خالد مقدرش اتجوز واحد مش علي دين .
فقال خالد في نفي : اولا اه انت مش عانس لكن كام سنه كمان و هتدخلي في العنوسة ثانيا أهله مش مهمين انت هتتجوزية هوا مش أهله ثالثا الواد كويس علميه الدين علي مهلك .
فقالت مروة لخالد الذي بدا يتعب من وضعيته هكذا فكان يقف علي قدم واحده : اقعد يا خالد فجلس خالد و قالت مروة : بص اولا انا مش عانس و لا داخله علي عنوسه كل الموضوع اني ملقتش الشخص المناسب الشخص اللي هكمل  معاه باقي حياتي ملقتوش يا خالد يعني مثلا ترضي تتجوز واحد علي زوقي او زوق امك فهز خالد راسه بلا فاكملت او واحده حلوة وعجباك ولكن مش متدينة و متبرجة فاشار بلا فقالت لية فقال : انا مش هقدر اتجوز واحده كده اني مش قرني و مقدرش امنها علي عيالي ، قالت مروة طيب تمام ،طيب يا خالد لو فيها كل أحلامك لكن مش متعلمة ،فاشار بلا فقالت :  لية  .
فقال : علشان علشان انا هتعب هتعب معاها انا عايز واحده اعرف اتناقش معاها و احده تقود أولادي لطريق لعلم بصي مع ان امي مش متعلمة و كانت وخير الام و ياريت لو لقيت زيها بس في زمنا ده البنات مبقيتش زي زمان و الزمن اتطور فأنا عايز اللي تساعد معايا .
فقالت مروة : امال لية مستغرب انت فضلك بس تطلب  الحالة المادية و تبقي زي بس ده عليكم انت فمش هتفرق قوي يا خالد انا عايز واحد اتقبله مش هقول شكلا لا انا عايزة اكون راضية عنه كليا شكلا و موضعا لازم يكون في قبول بينا علشان بعدين متعبش لان انا اللي هعيش معاه مش انتوا فلازم انا اللي اختار لان حضرتك مش هتيجي انت و تقعد معاه و تكون زوجي مكاني فهمني و عايز واحد متعلم عايز شخص مثقف اكلمه و يكلمنه اتفاهم معاه يكون في ما بينا نقاش بناء نخرج أسرة سليمة سوية عايزة اب لولادي كل ما يقعدوا معاه يكونوا حاسين بالرضا و الفخر ان ده بابهم و عايزة واحده متدين يا خالد متدين يعلم  ولادي الدين و الأهم من ده كله يعاملني بما يرضي الله ما يكونش بينا غير ربنا هو اللي يحاسبه عليا بحيث محتاجش لحد فيكم ياخدلي حقي لان لو راح الحب اللي في قلبه ناحيته يعاملني بالرحمه اللي بينص عليها الدين   ده اللي ناقص في عمر و كمان عايزة و احد مرتاح مديا  نحن مش   في زمن الصحابة فمحدش هيرحمنا انا مش عايزاه ملياردير انا بس عايزة يكون لية شغل ثابت بحيث نعرف نعيش في الحياة دي اما بالنسبة لأهل عمر فيا خالد انا مش هقدر اتجوز واحد أهله مش راضين هيحصل حاجة من الاتنين يا اما هيحنلهم بعد الجواز فهيبهدلوني حتي لة هو مش عارف يا اما هيقطعهم بسببي و يكون قاطع للرحم و دي كبيرة انا مش كدها بالإضافة كمان ان يا خالد لو نفترض ان في يوم من الايام انت حبيت واحده و اهلك موافقوش هتقاطعنا علشانها هتسيبنا علشانها فهز خالد راسه بالنفي .
فقالت مروة : طيب اللي مترضهوش لأهلك لية بترضاه لأهل غيرك و كمان انا عايزة لنفسي عزوة فينا بعد ليا و لولادي و يكون ليهم جده و جده بيحبوهم زينا فلية احرم نفسي م ده كل ده يا راجل اول ما ابوك بيتخانق مع امك جدك بيكون معاها هي و بينصفها فأنا عايزة زي كده طمعت في حاجة انا .
ففكر خالد في صمت طويل ثم قال :  لا ابدا مطمعتيش ده انت كلك طمع ده لو كل البنات بتفكر زيك كده مكانش حد اتجوز .
فقالت مروة مصححه : مكانتش بت اتجوزت  غلط لو كل بنت حطت شروط اللي هي عايزاه و اتفقت معاه مفيش بنت هتتعب أغلبية الجوازات اللي حضرتك شايفها  دي كلها خناق و قسوة و انا مش هتحصل ده انا عايزة واحد يا خالد اول ما ابهدله الدنيا و اكون انا اللي غلطانه من ساسي لراسي يقولي  دلوعتي خاصمتها صالحتها لما بكت وتوسدت احضاني القت علية القبض مشتاقا لها فتحولت عصبيتي لحناني 
ان الرجال فوارس لكنما لا سلطة تعلو علي النسوان

لا أبالي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن