الفصل الخامس

21 5 0
                                    

بعد عده ساعات توقفت سيارة الأجرة (تاكسي) أمام منزل أمل نزلت من السيارة بعدما أعطت السائق أجرتة
دلفت إلى داخل العمارة السكينة تصعد درجات السلم وقفت أمام باب منزلها لتدق الباب دقة أثنان ثلاثة وفتح الباب لتستقبلها فريدة والده أمل
خلعت حذائها متوجهة إلى غرفة صديقتها
دقت الباب من ثم فتحتة صدمة ألجمت عقلها عندما وجدت أمل غارقة في بحر من الدماء
يدها مغطاة بالدماء بجانبها قطعة زجاج مكسورة يبدوا أنها حاولت قتل نفسها
صرخت تهرول إلى الخارج لتخبر والدتها
قامت فريدة فزعة تهرول إلى غرفة أبنتها
تجدها جسد بلا روح
جسدها شاحب و ساكن بطريقة أفزعتها لن تنتظر أي شئ أخر فقط حملت جسد أبنتها بين يديها بينما منى كانت وضعت لفريدة قطعة من القماش لتخفي بها شعرها
هرولت ناحية الشارع الرئيسي توقف سيارة أجرى بينما منى تمسك بهاتفها تهاتف والدها تخبرة بالذي حدث
صعدوا إلى السيارة متجهين إلى أقرب مشفى
____________________
سيارتة تشق الطريق
عندما رن هاتفة برقم صديقة يخبرة فيها أن يلحق بأبنته إلى المشفى بينما هو في طريقة إليهم
أغلق الخط معه ليهرول إلى سيارتة جلس خلف المقود يديه تشدان على المقود بعنف... يدهس الدعاسات تحت قدمة بقسوة مخيفة يهرول لها أبنتة الغالية تريد أن تموت ولكن ما الذي حدث لها.... كانت صباحاً بخير لماذا يحدث لها ذالك؟
توقفت السيارة أخيراً على أحد جانبي شارع رئيسي نزل منها يهرول إلى تلك المستشفى حيث أبنتة
صعد درجات السلم بسرعة كبيره ليقف عند الأستعلامات عرف منها أن أبنتة مازالت في غرفة العمليات ذهب إلى الأعلى حيث زوجة صديقة و معه زوجتة و منى صديقة أمل
الجميع في حال يرثي لها فريدة عينها كالجمر
من كثرة بكائها
لم تستطع قدماه حملة جلس على الكرسي أمام باب العمليات ظل ينظر لها ربما لعدة ساعات بجانبة محمد صديق عمره فقط يطمأنة ببضع كلمات
فتح باب الغرفة لينهض سريعاً ينظر إلى جسد أبنتة المسطح أعلى الفراش
ليذهب ناحية الطبيب يسألة عن حالها
طمأنة الطبيب ببضع كلمات ليذهب حيث غرفة أبنتة بجانبة فريدة التى مازالت تبكي نظرت لجسد أبنتها من خلف الزجاج ساكنة..... لا حياة فيها لتهوى أرضاً فاقدة الوعى
لتسرع الممرضات و بجانبها راشد حيث حملها وجهتة الممرضات لغرفة صغيرة حيث قامت بتوصيل محلول وريدي لها و بعض من المهدئات فقط جلس بجانبها لمده طويلة لا يعلم كم هيا حتى سقط في بئر النوم
بينما منى و والديها قد ذهبوا إلى منزلهم وسط ألحاح منى أن تظل بجانب صديقتها ولكن وجودها لن يفعل شيء فذهبوا إلى المنزل و سيعودون غدا صباحاً
_________________
تململت في نومها تحاول فتح جفونها ببطئ نظرت حولها للحظة لا تعلم أين هيا
حاولت النهوض ولكن بلا فائدة جسدها متعب للغاية كبست على زر أستدعاء الممرضة فقط تريد أن تعلم ما الذي جلبها إلى هنا
هرولت الممرضة بأتجاه غرفتها لتفتح بابها برفق نظرت إلى تلك الملاك الصغيرة
ذهبت لتجلس بجانبها على حافة الفراش
نظرت لها نظرة مليئة بالعتاب لتحدثها برفق
_أيه أللي خلاكي تعملي كدا في نفسك؟
نظرت لها نظرة سخرية كأنها تقول لها الا ترين ما في وجهي قلبت عيناها بسخرية بينما ظلت الممرضة على تلك الحال لبضع دقائق قبل أن تتكلم
_مفيش أي حاجة مستاهلة أنك تعملي كدا في نفسك جسمك مش ملكك ميحقلقيش أنك تشوية... جسمك ملك لربك دا امانة و هترجعلة تاني يوم ميتوفانا
صمتت قليلاً تتابع نظرات وجهها لتكمل كلامها
_مش علشان ناس قعدوا يتنمروا عليكي أنك تقتلي نفسك بالعكس يا حبيبتي أفضلي ورا حلمك خليكي مؤمنة بنفسك أرمي كلام الناس ورا ضهرك عمر ما فيه حد هيسندك لما تقعي غير نفسك أنا كنت زيك صدقيني أتنمروا على شكلي علشان أنا تخينة حبتين و علشان دائماً بلبس لبسي كله محترم يعني جيب فساتين على طول كنت كدا بس بصي أنا فين وهما فين دلوقتي!! علشان متستغربيش أنا دكتورة مش ممرضة أوعي تيأسي يا بنتي أجري ورا حلمك لغاية متحققية ووقت ما تكوني جاهزة أنك تحكي قوليلي و أنا هسمعك
نهضت من جانبها لتتجهة إلى الباب وقفت في منتصف الطريق على صوتها تقوم بحثها أن تبقى بجانبها و سوف تقص عليها ما حدث
أبتسمت بخفة فهي تعلم جيداً أنها تريد أن تخبرها فقط لتريح قلبها
جلست بجانبها لتومأ لها لتبدأ أمل بقص ما حدث
_من وأنا صغيرة البنات بتتريق على شكلي و يقولولي يا عفريتة عشت طول حياتي كدا ولغاية دلوقتي على فكره محدش بيحب يلعب معايا أهل البنات بيفضلوا يقولولهم محدش يلعب معاها أصل دي عفريتة أصل شكلها وحش أصل... أصل.... صمتت تتنفس بعنف بينما قد خانتها عينها حيث بدأت بزرف الدموع
_عمري ما صاحبت غير صاحبة واحده صديقة عمري منى.. أنا بحبها أووي فضلت جنبي في كل أيامي سواء حلوة أو وحشة.. عمر ما مامتها قالتلها تبعد عني بالعكس كانت على طول تقولها أنها تفضل معايا و متسبنيش... كل يوم تنمر في المدرسة أو في الشارع وكل دا بسبب حادثة حصلت معايا وأنا صغيرة أتدلقت مياه سخنة على وشي خلتني بالشكل دا... لغاية أمبارح لقيت رقم غريب باعتلي على الواتس صور ليا ومكتوب عليها ألفاظ وحشة أووي... أنا نفسي أخلص من كل دا أخر لما زهقت قمت جايبة أزاز من المراية أللي أتكسرت بسببي وحاولت....
لتقاطعها الطبيبة بحده 
_وكل دا علشان ناس متسواش أي حاجة عيزة تدمري نفسك و تدمري حياتيك علشان ناس زبالة مش هاممهم مشاعرك صح
أرتجفت بعنف صوت شهقاتها يعلو شيئاً فشيء نظرت لها بأعين دامعة
_أياكي تعملي في نفسك كدا تاني انتِ أفتكرتي أنك كدا هتخلصي.. تؤ تؤ... أنتِ كدا مش هتخلصي ربنا قايل (وٌلَآ تٌلَقُوٌآ بًأنِفُسِکْ ألَﮯ آلَتٌهّلَکْةّ) وأنتِ بقا عملتي أيه جاية بتحدفي نفسك في النار.. مش معني أن الناس أحبطونا بكلامهم أننا كدا خلاص حياتنا أنتهت بالعكس.. قاومي حاولي علشان توصلي للي أنتِ عيزاه زي كدا... عافرت ووصلت فاهماني
توقفت عن البكاء نظرت لها بأعين راجية فقط لتومأ بعدها بأجل
_أيوه كدا ماشاء اللّٰه عليكي أضحكي أنبسطي أخرجي عيشي حياتك الدنيا مش مستاهلة
قالت ما قالت لتخرج من الغرفة متجهة إلى غرفة والديها لتخبرهما أنها قد أستفاقت و أنها في صحة جيدة و يمكنها الخروج اليوم إذا شائت
بينما هي كل ما تشعر به هو الضياع.... ضياع كامل وكأنها داخل نفق طويل بدأ و لن ينتهي أبداً تركض بلا توقف حتى ركضها لم يعد له داعي من من تهرب فقط من ذكرايات كالجحيم من شعور قاسي مخيف بالندم يركض خلفها ينهش ما تبقي من فراغ روحها يدخلها داخل دوامة سريعة عنيفة تشعرها الذنب و الألم و المعاناه دوامة تنخر في ثباتها الزائف تقضي على روحها تنهش في قلبها دوامة لن تختفي أبداً
دقت على الباب بيقاع منتظم لتجد من يحثها على الدخول حمحمت بحرج لتقول
_بنت حضراتكم صحيت ومتقلقوش هيا بخير محصلهاش حاجة الجرح كان سطحي و دا بفضل ربنا.. خلو بالكم منها شكلها بتمر بأكتاب حاد شوية نفسيتها متبهدلة على قدر الأمكان فسحوها خرجوها الدنيا مش هتقف على تشوه وشها أنا كلمتها وهي قالتلي أن فيه حد جاب صورها وكتب عليها ألفظ وحشة جداً علشان كدا قررت أنها تخلص..... أنا قلتلها أن دا مش حل أرجوكوا راعوها هيا محتاجة لكل دعمكم و بالشفاء العاجل
قالت ما قالت من ثم خرجت نهضت فريدة و أيضاً راشد يهرولون للذهاب إلى غرفة أبنتهم
____________________________

براءةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن