بعد عده أشهر من رحيل منى
في يوم مثل جميع الأيام التي قد أصبحت متشابهة.... خالد في عمله أما أمل فعادت لدراستها بشكل طبيعي... منزل صامت بشكل مخيف إذا قمت برمي إبره فيه تسمع صداها دخلت أمل إلى المنزل وهي متعبة بشكل ملحوظ، واضعة يدها على بطنها صعدت مسرعة إلى أعلى فتحت غرفتها لتذهب فوراً إلي الحمام لتخرج كل ما في جوفها على دفعات حتى أصبحت رؤيتها مشوشه بسبب حبيبات العرق التي تهبط على عينها، خرجت لتمسح وجهها، ألقت بنفسها على سريرها تتنهد تنهيده صغيره متعبه، لتقوم بأخذ هاتفها من حقيبتها لتهاتف والدتها...
أمل بصوت متعب للغاية
_ألو يا ماما عاملة ايه؟
أقلقت هذه النبره فريدة لتعقد جبينها متعجبة لتردف متوترة
_مالك يا أمل صوتك تعبان ليه كدا؟!
حاولت أمل التماسك أمام والدتها ولكن لأ شيء لتجيب ببكاء
_ماما أنا تعبانة أووي من الصبح، نزلت الجامعة بس مقدرتش ورجعت البيت وعمالة أرجع وبطني وجعاني أووي
غزت الدهشة معالم وجهه فريدة بإندهاش لتسأل أبنتها
_ أمل انتِ بتاخدي حبوب منع الحمل صح؟
لتجيب أمل بتوتر ممزوج بقليل من القلق
_ اه والله ومنتظمة عليها، في ايه يا ماما قلقتيني!!؟
لا تعلم فريدة هل تسعد لأنها قد تكون هذه إشاره لمجيئ أول أحفادها أم تحزن لان الإنجاب في هذا السن ليس جيد على الإطلاق وإيجابياتة نقطة في بحر سلبياتة
نظرت فريدة بقلق لتردف متلعثمة
_طيب أقفلي يا أمل، انا جيالك
لتغلق مع والدتها ليتملكها شعور غريب شعور فرح أم خوف هيا حقاً لا تعلم لا تعلم.
"يا من دخل هذا الدار صلى على النبي المختار، أيه البيت المهجور دا" قالها خالد بصوت عالٍ وهو يدلف إلى المنزل، سمعت أمل صوت زوجها لتتوتر معالمها قليلاً فهم على إتفاق بينهم أن يأجلوا فكرة حملها حتى تنتهي من دراستها، صعد خالد إلى غرفتة فتحها بهدوء ليأتية صوت تنهيدات أمل المتعبة من داخل المرحاض، ذهب مسرعاً نحو المرحاض ليجد أمل جالسة أرضاً تستند بظهرها على الحائط، تتصبب عرقاً، يكاد أن تنقطع أنفاسها بسبب القيئ...
ليهرول إليها خالد بوجة مرتعب ما بها صغيرتة قام برفعها من على الأرضية ليحملها محتضناً إياها خرج من المرحاض ليضعها برقة على السرير يمسح وجهها بمنديل مبلل
ليغمغم مرتعباً
_ فيه أيه يا أمل، هو انتِ أكلتي حاجه من برا؟
هزت أمل رأسها نفياً تغمغم بهدوء
_ لا، مأكلتش حاجة من الصبح أساساً
صمت يفكر قليلا، ينظر لها بتعجب..شرد قليلاً ليبتسم بخفة ليردف مبتسماً
- أنتِ بتاخدي البرشام اللي جبتهولك؟
لتبتسم هي الأخرى وتهز رأسها إيجاباً هذه المره
_بدأ بفحصها فحص مبدئي لتزاد شكوكة، قام خالد متجهاً الي صيدليتة الصغيره التي تتوسط الغرفة ليجلب أختبار حمل منها ومعها حقنة و عبوة صغيرة فارغة
نظرت أمل إلى الحقنة التي تتوسط يده برعب لتردف مرتعبة
_ أنت هتعمل ايه بالحقنة اللي في إيدك دي يا خالد؟!
جلس خالد أمامها ضاحكاً
_يعني أنتِ المفروض هتبقي دكتورة و بتخافي من شكة دبوس يا أمل؟
قالها خالد متهكماً ينظر إليها بجدية ولكنة بداخلة ينهار ضحكاً على شكلها
شبكت أمل يدها في بعضها بخوف وببكاء مصطنع
_لأ يا خالد أنت عارف أني بخاف منهم أرجوك أبعدها عني
تعالت ضحكات الاخر ليسحب يدها من الأخرى يمسك بها بقوه قليلاً لكي لا تتحرك فيجرحها
_مش هتوجعك يا طفلة
بدأ في خطوات سحب الدماء وعندما دخل السن في وريدها صرخت عالياً
_ااه أومال لو هتوجعني يا خالد كنت هتعمل فيا أيه؟!
أرتفعت ضحكات خالد يصيح متهكماً
- متجوز طفلة والله، حتى ف دي مبتلي حظي و أنا عارفة
نظرت إليه أمل بصدمة لتصدمة في كتفة بخفة تغمغم بسخط
_انا بلوه يا خالد؟!، تحول أندهاشها إلى عويل من تلك الحقنة لتردف بوجع
_ااه يا خالد خلص أيدي وقفت
أنتهى خالد ولكن لن تنتهي ضحكاتة لينظر إليها ليقوم بأعطائها الأختبار
_ خدي دا اعملية يلا
ذهبت أمل لتجري الأختبار الذي أخذتة من خالد بينما هو جالس في مكانة سعيد
حقاً سعيد كلمه قليلة على ما يشعر به الأن هو أكثر من يعلم خطوره الحمل الأن ولكنهم أخذوا حذرهم والله من أراد هذا، يتخيل مولوده بين يديه يلاعبة، أقشعر جسده عندما تخيل رؤيه طفل صغير يصرخ فور وصولة إلى الحياه أنه معتاد على ذالك المنظر فهو طبيب نساء وقام بالكثير من الأختبارات للولاده ولكن هذه المره طفلة ليس طفلاً لأحد و أنما طفلة من لحمة ودمه، يتخيل أوقات سعيده بينهم جميعاً، والأبتسامة من أذنه إلى الأخرى
ليقطع شروده صوت صرخات أمل بأسمة ليهرول إليها سريعاً
دق باب المرحاض ليدخل إليها سريعاً
نظرت إليه بسعادة لتقوم بوضع الأختبار الذي يؤكد حملها أمام عينيه مباشرةً
لتتحدث في هدوء مبتسمة إلى خالد
_أنا كدا حامل صح؟!
قام الأخر محتضناً إياها بقوة ليصرخ بها بصوت عالي
_صح يا روحي أيوه أنتِ حامل
ليضحك الأثنان معاً ضحكة سعيده ببشره قدوم أول مولود لهم خرج الأثنان يجلسون في غرفتهم فقط ينظرون إلى بعضهم البعض نظرة تملئها السعادة
نظرت أمل بحزن إلى خالد لتردف حزينة
_بس أنت قولتلي أن الحمل دلوقتي غلط وممكن لقدر الله أسقط
نظر إليها خالد هيا محقة فهو خطر عليها ولكن لما يفكر بسلبية الأن ليطالعها بأبتسامة صغيرة يغمغم بهدوء
_طبعاً غلط بس أحنا كنا واخدين حذرنا وربنا الي أراد دا ورب الخير لا يأت إلا بالخير يا أمل ولا ايه؟ أسمعي كل كلمة بقولها وهتبقى كويسه وهنفرح بخالد الصغير إن شاء الله
ضحكت أمل عالياً تغمغم ساخرة
_ حتى أبنك مسلمش منك
لتكمل أمل بحماس شديد وجهها
_هنروح لدكتور أمتى بقا؟ ♡
وقف لينظر إليها نظره خاويه ثم تنهيده مسرعاً في كلامه غاضب غضب مضحك
_ قوليلي يا أمل يا حببتي مين ولد صاحبتك مريم من شهرين ؟ ولا انا بطه بلدي هنااا، ف أي مصيبه معترفين أني دكتور و يا خالد أمل اغمى عليها، يا خالد معرفش مين عندها ضيق تنفس وتيجي ف تخصصي وتقوليلي نروح لدكتور، هتفلت مني والله ومش هقدر أسيطر على نفسي، قومي من قدامييي دلوقتي يا أمل قومي
أما هي فكانت مكوبة وجهها بين كفيها تضحك بدون صوت حتى لا تثير أعصابة أكثر لتردف من بين ضحكاتها واحمرار وجهها
_أنا أسفة مقصدش والله
لتنفجر في الضحك جعلتة يضحك هو الأخر ليدمعا من كثرة الضحك أما هو قام بمسح دموعها ليمسك يدها ليطبع قلبة رقية أعلاها ليقوم بأحتضانها بقوة وكأنة يخشي عليها يرد أن يدخلها إلى أعماقة لكي لا يراها أحد سواه في هذا العالم ضاحكاً في أواخر كلامة
_حالياً أنا في قمة سعادتي حقيقي، يارب كملها على خير دي عبيطة وطيبة ولو تعبت تعب ولاده مش هتعرف والله
ومع كل كلمة كان يشدد على أحتضانها وهي أيضاً تفعل.
ليستمر الحديث بينهم في سعاده عارمة وضحك
ولكن السعادة لم تدوم ليقطع عناقهم صوت جرس الباب معلناً عن وصول ضيف
نهض خالد ليقوم بفتح الباب و التي كانت فريدة لتهرول سريعاً إلى أبنتها تخبرها ما الذي حدث لها و ما بها
أخبرتها أمل أنها حامل لتطلق والدتها الكثير و الكثير من الزغاريط
حسناً طوال فترة حملي كانت أمي تأتي إلي كثراً حيث كانت تهتم بي و بحفيديها أجل تبين أني حامل بتوأم وليس بواحد أيضاً أرى البسمة على وجوههم فرحين بأحفادهم الذين على وشك القدوم
_____________________________