مرت الأيام و الشهور وها قد أتي وقت أعلان نتيجة الصف الثالث الثانوي
في غرفتها تحرق الأرضية تحت قدميها ذهاباً و إياباً
بجانبها والدها يجلس على الأب توب يتقفد موقع النتيجة
والدتها بجانبها تحاول تهدأتها فهي متوترة و خائفة
لتنظر إلى والدها مردده نفس الكلمة وهي
"ها فتح"
و الأجابة كالمعتاد
"لأ لسة مفتحش"
توقفت فجأة حين رن هاتفها برقم صديقتها منى لتقوم بالرد عليها
صاحت بسعادة عندما اخبرتها منى أنها قد أجتازت الاختبارات بأمتياز لتقوم بالمباركة لها بينما تخبرها أن الموقع لم يفتح بعد
بعد عده دقائق أغلقت الهاتف لتنظر إلى والدها
نظر لها راشد نظرة مليئة بالحزن و الشفقة لتأتي إلية تخبره ما هي نتيجتها
_في أيه يا بابا هو.... هو انا درجاتي وحشة
نظر لها نظرات حزن برع في رسمها على وجهة
_للأسف يا أمل و مش عايزك تزعلي بس... بس انتِ نجحتي بأمتياز ربنا اداكي على قد تعبك يا قلبي مبروك
تهللت أسارير وجهها نظرت إلى والدتها لتحتضنها بقوة بينما والدها ينظر إليها بشغف وحب في تلك الأشهر الماضية كانت تذاكر بكل جد حتى أنها فقدت الكثير من وزنها حقاً هو سعيد للغاية نظر إليها ليقول لها
_يلا يا ستي هتدخلي الكلية إلى أنتِ عيزاها و إن شاء الله تبقي أشطر دكتورة أطفال في الدنيا
أحتضنت والدها تخبرة أنه لولاهم ما كانت هنا لكانت تقف في نقطة البداية
قامت بمهاتفة صديقتها لتخبرها أنها أيضاً قد حصلت على الأمتياز
حيث بدأت منى و امل بتحضير شهادتهم لأختيار جمعاتهم المفضلة حيث أن أمل اختارت مجال الطب بينما منى قد أختارت جامعة الألسن
خضعت كل منهم إلى أختبار صغير ليوثق أنهم من طلاب هذه الأقسام
خرجوا سعداء حقاً كلمة قليلة على ما يشغرون به الأن نظروا إلى بعضهم ليتعانقوا عناق شديد فرحين على تلك النعمة التى حصلوا عليها
دام العناق لدقائق مرت عليهم كالدهر
فصلوا العناق لتودع كلاً منهم الأخرى
______________________♡___
مرت بضع أيام جميعها متشابهة
ربما هي السابعة صباحاً أشعة الشمس تسطع على مهل تضيء المكان بنورها تبدد عتمة الليل وقفت أمام شرفتها الصغيرة تنظر لأشعة الشمس وهي تنعكس على مياه النيل أين هيا الأن هي في منزل صغير في محافظة أسوان بعيداً في الجنوب تنظر حولها تري الدنيا بيوت ملونة بألوان مبهجة تراقصت مع قلبها
أشجار تتمايل لليمين و اليسار نتيجة الرياح القوية نسبياً نظرت إلى تلك المناظر شاردة تفكر في ما الذي حدث قبل ثلاثة أيام حين أنقلب كل شيء رأساً على عقب
(قبل ثلاثة أيام)
تجلس في غرفتها لا تصدق انها حقاً ستدخل الجامعة التى كانت ترغب بها منذ زمن طويل
تمسك بهاتفها تراسل صديقتها التى اجتازت هي أيضاً الأختبار
يرسمون أحلامهم معاً يتاملون مستقبلهم
بعد عده دقائق اغلقت الهاتف لتتنهد بسعادة فاقت من شرودها على يد والدتها تخبرها أنهم سوف يذهبون إلى أسوان لأن جدها قد حل علية المرض و هو يريد أن يراهم
خرجت والدتها من الغرفة لتبدأ هي بحزم أمتعتها
بعد وصولهم إلى اسوان مباشرة للذهاب إلى بيت جدها وبعد عده ساعات كان قد ذهب إلى الرفيق الاعلى
توجب عليهم قداء بضع من الأيام هنا لأخذ العزاء لم تكن حزينة فقط ربما تشعر بالشفقة علىوالدها حقاًهي تتخيل نفسها بمكان والدها لكانت بكت لساعات متواصلة
يحتمل انها لا تشعر بالحزن لأنها لم تراه سوى عده مرات لا تحصى
ربما هذا هو السبب
(عوده إلى الحاضر)
فاقت من شرودها لتذهب إلى المطبخ فتحت البراد تنتشل أحدى زجاجات العصير جلست على الطاولة ترتشف بضع رشفات منه
قامت بعد انتهاء العصير لتعد وجبة الافطار ماذال والديها نائمين
فتحت البراد لتأخذ قطع الجبن و حبات الطماطم تعد أفطار خفيف أخذت شرائح التوست تضعها في الماكينة الخاصة بتحميصها(التوستر) وضعت ثلاتة اطباق على الطاولة نسبة إلى عددهم بينما قد قامت بصب بعض من القهوة لها و لوالديها كم هي تعشق القهوة
قامت بترتيب المائدة لتقوم متجهة إلى غرفة والديها دقت الباب عده دقات لتسمح لها والدتها بالدخول
قالت لهم أنها قد أعدت الفاطور لتخرج بعدها من الغرفة
بعد عده دقائق خرجت والدتها و ورائها والدها جلسوا جميعهم على المائدة ليشرع كلاً منهم في تناول الفاطور
كان والدها حقاً حزين فوالده توفي خيم الحزن على بيتهم لعده أيام مضت لا تعلم ماذا تفعل؟
فقط نهضت من على الكرسي و أحتضنت والدها
نظرت إلى والدها بصدمة هل حقاً والدها يبكي نظرت بتمعن له هو حقاً يبكي لم ترى والدها يبكي منذ أن ولدت
لتربط على كتفة بحنان تواسية على فراق والده
نظرت له لتبتسم أبتسامة شقت وجهها بالكامل
هل تعلمون ما هيا القوة الحقيقية؟
_هي أن تقوم بتوديع كل الذكرايات الجميلة في مخيلتك مع اشخاص تحبها و ماتت معهم تلك اللحظات!!
هدأ والدها بعد فترة ليست بقصيرة لينظر ليها لتبتسم له ابتسامة تطمئنة انها بجانبة مهما حصل بينما فريدة تقف في زاوية المطبخ تنظر إليهم بينما الدموع قد أتخذت مجراها على منحنيات وجهها
مسحت دموعها في منديل ورقي لتتجه إليهم تضمهم إلى صدرها كم تحبهم وتدعوا الله بداخلها أن تراهم متحابين دائماً
يعد قليل من وصلة البكاء الا متناهية قامت أمل للذهاب إلى غرفتها بينما والدها هو و أخوتة ومعه والدتها قاموا بالذهاب إلى بيت جدها لتنظيف البيت و توزيع الورث كما يقولون
حزينة وشاردة لماذا يحدث هذا؟! لما ينهار العالم من حولها من جديد لما يغرق بها توق نجاتها الأخير.... رفعت وجهها تنظر من خلال النافذة تبسمت حزينة عينيها حمراء كم ترغب في ان تنفجر تصرخ تبكي تضرب قلبها بعنف.. دقائق و هدأت من تلك النوبة التي كانت تسيطر عليها
قامت بأمساك هاتفها لتهاتف صديقتها منى كم هونت عليها من مأسيها كم تريدها بجانبها الأن
___________&♡_____________