في أثناء طريقها للعودة،أدركت أنها لم تفكر في شيء طوال اليوم سوى ذلك الخباز المُسن المريب
تثاقلت خطواتها وترددت أصواتٍ كثيرة في رأسها، بينما كان نور العشيّ يغطي خداها وشعرها الذهبيّ يقاوم نسمات الهواء
حتى وصلت لوجهتها،ووقفت أمام المكان المنشود
تنهدت بقوةٍ ثم أخبرت نفسها أن كل شيء سيمر مرور الكرام فدخلت إليه
كان السيد جوزيف يتردي قبعتهُ إستعداداً لأغلاق المكان حتى سمع صوتاً رقيقاً لإحداهن تقول:
المعذرة؟ أنا ألورا التي من ميتم كيوبيد
كان وجههُ تعيساً، ولكنهُ حالما رأى ألورا لم يستطع كبح أبتسامتهِ وأبتسم
السيد جوزيف:
ألورا!! ها أنتِ ذا، كم أصبحتي كبيرةٍ ولكنكِ مازلتِ جميلة كما عهدتكِ،كنت متوقعاً زيارتكِ بالأمستفضلي بالجلوس أرجوكِ سأعد لكِ الكعك والشاي"يخلع قبعتهُ والسترة لأعداد الضيافة"
أومأت ألورا رأسها ويدها بالرفض وهي تحمل كتب الأدب بيدها الأخرى ثم قالت:
لا لا عليكَ، لن أطيل الجلوس هنا على أيةِ حالٍ، ولكنيّ أردت أن أستمع منك كيف عرفتني وعرفت من أي ميتمٍ أنا، ثم سأغادر
شعر جوزيف بحزنٍ قليلاً؛ ولكنهُ طلب منها الجلوس ليخبرها
جلست ثم قص عليها من أين وجدها وما الذي حصل بعدما غادرت الميتم، وظلت ألورا تستمع للحكايا حتى المغيب
جوزيف:
هذا كل ماحصل، ولكن لديّ شيء أود إعطائكِ إياهألورا بنبرةِ تعجب:
ماهو؟وقف جوزيف وتوجه إلى كشك المحاسبة ليفتح درجاً ويخرج منهُ ضرفاً قديماً ثم عاد إلى مقعده ومد يدهُ ببطئ نحو ألورا
جوزيف:
هاكِ يا أبنتي؛أنها رسالةُ أمكِتوسعت عينيّ ألورا بالكامل نحو الرسالة، ثم عاودت التحديق إلى السيد جوزيف وشكرتهُ كثيراً على حماية الرسالة حتى بعد كل هذا الزمن
لم تستطع وصف أحاسيسها آناذاك، ولكن شعور أن الرسالة من أمها الحقيقية كان بحد ذاتهُ كالحلم
خرجت ألورا من المخبر بعدما وعدتهُ بالزيارة مجدداً لأنه أظهر لطفهُ لها، وهو من أنقذها
عادت للقصر متأخراً،ودخلت الغرفة ولم تلقي التحية على جينا حتى
كانت جينا في ريبٍ من تصرفات ألورا لأنها لم تكن
بمزاجٍ جيد طوال اليوم،وعادت متأخرةٍ أيضاً؛ وأكتفت فقط برميّ نفسها على السرير والنظر إلى السقف دون أن تنبسَ بكلمة
رغبت جينا في إختبار تركيز ألورا إتجاه ماتقولهُ وهل ستكترث بما تقولهُ أم ستتجاهلها
جينا:
سمعتي الخبر؟ ذلك خنزير الوحل عاد إلى آرثيت اليومألورا:
جيدجينا:
من أين أتيتِ؟ألورا:
درس الأدبجينا:
لدينا درس رياضيات غداًألورا:
حسنًاكرهت جينا ذلك وشعرت بأن ألورا تخبئ شيئًا ولا تثق بها كفايةٍ لتقولهُ، لذا قالت فقط أنها ستنام وغطت جسدها بالفرش لتنام
"أما ألورا، فهيهاتٍ لألورا، كيف لها أن تنام وهي تراودها ألف فكرةٍ وألف إحتمال وألف قصة
لمّ تَستطع فتح الرسالةِ وظلّت تُفكر حتى إنطرقَ باب الغرفة.
يتبع..
أنت تقرأ
موسم حَصاد الوِداد.
Historical Fictionتصبح "ألورا" من فتاة صغيرة نائمة أمام مخبز في مدينة إرميا أحد الخطط الفرعية لمملكة سيليريا..لتلتقي بـ "يوجين" الذي يود الإنتقام لأبيهِ الجِنِرال الذي أُعدم ظلمًا بتهمة الخيانة ويخطط لأعتلاء العرش وإعدام ملك آرثيت وأخذ ثأر والده. .. شكر خاص لـ : كيم...