في أقل من خمس دقائق، كان ييرين قد جهز غرفة الأطفال الخاصة بكارديان
كان حماس ييرين لا يوصف وهو يتخيل كيف سيكبر كارديان وسط الأشياء التي صنعها بيديه. فكرة أن يشهد نموه بين هذه الأعمال التي أنجزها جعلت قلبه ينبض بالحماس بشكل غير معتاد
استعمل ييرين سحره بمهارة لقطع الأشجار، محولاً إياها إلى خشب صالح للاستخدام. بل ذهب أبعد من ذلك، فقام بنحت شجرة وتحويلها إلى سرير هزاز للأطفال، وحوّل بعض الأوراق إلى مسامير، وصنع خزانة وطاولة، بل وأشياء أخرى كثيرة.
حتى أنه جلب برميلاً مليئاً بالطلاء، ودهّن الخشب في أقل من دقيقة'أن تكون أقوى ساحر في العالم، هذا حقاً ممتع!' فكّر ييرين وهو ينظر إلى الغرفة التي بدأ يتشكل فيها شيء رائع
لكن سرعان ما شعر أن هناك شيئاً ينقص الغرفة.
أدرك على الفور أن المكان يفتقر إلى الحياة، فقرر إضافة لمسة من الألوان. اشترى برميلاً من الطلاء الأحمر وآخر أزرق، وبدأ يلوّن الجدران بخطوط ملونة، مما أضاف بعض الحيوية للمكان، لكن لا يزال غير راضٍ تماماًأضاف سجاداً ملوناً على الأرض ليضفي جوًّا أكثر مرحاً. كان يشعر أن الغرفة بدأت تأخذ شكلها، ولكن بإمكانه تعديلها في أي وقت إذا ظهرت له أفكار جديدة
ثم بدأ يحول الورق إلى وسائد ووزعها بعناية على السرير الذي أعده لكارديان
فجأة، ارتفع كارديان في الهواء وسار باتجاهه، ليجلس على السرير الهزاز، وأخذ ييرين يسأله بابتسامة "مريح، أليس كذلك؟"
ضحك كارديان، رافعاً يديه في الهواء، مُصدِرًا أصوات طفل غير مفهومة، بينما كان ييرين ينظر إليه بعيون تملؤها الفخر والسرور. "أعجبتك، صحيح؟ حتى أنا أعجبتني!"
نظر كارديان إلى السرير الكبير، الذي كان عرضه ثلاثة أمتار، وتساءل في نفسه 'هذا السرير يكفي لخمسة أشخاص للنوم عليه. كيف يريد ييرين أن انام هنا بكل هذه السعة؟'
استلقى ييرين في السرير، واستغرق في النوم فوراً، فكان من طبيعته أن ينام على أي شيء ينزل عليه. تنهد كارديان جراء رؤية هذه اللامبالاة التي تصاحب ييرين في كل تحركاته. كيف ينام هكذا ومعه طفل يحتاج لرعاية؟
تذكر فجأة أن زوجة الكونت كانت هي من غيّرت له الحفاضة لتجنب الطفح الجلدي، وأدرك كيف سيكون حاله دون مساعدتها. 'هل سيظل هكذا حتى يتعلم المشي؟! يقال إن الأطفال يبدأون بالمشي في سن الثانية، وهذا يبدو بعيدًا جدا...'

أنت تقرأ
تحت تربية شرير الرواية
Randomتخيل أن تستيقظ فجأة في جسد طفل في عالم خيالي، حيث كل ما كنت تعرفه هو مجرد رواية قرأتها في حياتك السابقة. هذا بالضبط ما حدث لكارديان، الذي وجد نفسه في جسد طفل صغير وسط أحداث رواية كان قد تخطاها دون اهتمام! والأسوأ؟ أنه ليس البطل، بل ابن البطلة التي ه...