3

1.3K 108 40
                                    

كنت شخصاً عادياً، حاقداً على كل البشر، وموظفاً يعمل لدى الحكومة. وظيفتي كانت القبض على المجرمين، مجرد مهام روتينية في الظاهر، لكنها في العمق مليئة بالقذارة. كنت أفضل الذهاب بمفردي، فأنا أعرف جيداً مهاراتي القتالية التي لا يستهان بها، لكنهم دائماً يصرّون على إرفاق زملاء معي. ربما كان ذلك لإبقائي تحت المراقبة، فهم يعرفون أنني لا أتبع القواعد

لم يكن الأمر كذبًا، طُردت لأنني قتلت المجرمين بدلاً من تسليمهم. المهمة التي أنهت مسيرتي كانت القبض على مجموعة من تجار المخدرات أثناء اجتماعهم لإتمام صفقة. لم يكن أحد قد ذكر أنهم مسلحون، لذا ذهب الفريق بلا حذر، وانتهى بهم الأمر قتلى

طلبوا مني القبض عليهم أحياء، لكن في تلك اللحظة لم يكن لدي خيار. كان الأمر بسيطاً، رؤوسهم أو رأسي. وبالطبع، حياتي تهمني أكثر من أي قانون. قتلتهم جميعاً. ظننت أنني أديت أفضل مما طلب مني. من المفترض أن يرفعوني على الأكتاف ويمنحوني ترقية. لكنهم بدلاً من ذلك وصفوني بالمجرم. الشرطة الحمقى يزعمون أنهم يحاولون إنقاذ الشعب، لكن ما الفائدة من إبقاء المجرمين على قيد الحياة؟ سيُعدمون على أي حال، أو سيُتركون يتعفنون في السجون. أنا اختصرت عليهم الطريق ومنحتهم إعداماً سريعاً!

ومن هناك، بدأت أعمل على طريقتي الخاصة. الشرطة، المجرمون، العامة، النبلاء... أي شخص أزعجني أصبح هدفاً لي. القتل صار عادة. لم أكن لأصل إلى هذا الحال لولا ما رأيته في هذا العالم القبيح. البشر جشعون، لا يهتمون إلا بأنفسهم. نادراً ما تجد شخصاً مستعداً للتضحية من أجل عائلته أو أي شخص يحبه

أما أنا؟ لم يكن هناك أي شخص في حياتي يستحق أن أضحي من أجله. لم أقابل شخصاً كهذا قط. سمعت عنهم فقط، كأنهم كائنات من عالم الخيال، قصص تُحكى لكنها لا تحدث حقاً

في النهاية، ربما أنا الوحيد الذي يرى الحقيقة في هذا العالم. البشر كما هم، مجرد وحوش متخفية بأقنعة من الكذب والأنانية. أنا فقط سئمت من ارتداء القناع

تُركتُ وحيداً عندما كنت في الرابعة من عمري. والداي تخليا عني بسبب ديون لم يستطيعا سدادها، وباعاني كأنني قطعة أثاث. الأسرة التي اشترتني لم تكن طبيعية. كانوا أغنياء، لكن ليسوا من النبلاء. أرادوا طفلاً ليملأ الفراغ الذي تركه ابنهم الميت، لكنهم لم يروا فيّ سوى بديل بلا قيمة

الأم كانت غريبة الأطوار، مهووسة بملابس الأطفال. كانت تجبرني على ارتداء عشرات الملابس يومياً، وأحياناً حتى فساتين الفتيات! أما الأب، فلم يكن يهتم بأمري كثيراً، كان يعود للمنزل مرتين في اليوم فقط، وقت الغداء والعشاء. وفي تلك اللحظات القليلة التي أراه فيها دائما ما يضربني بها لأتفه الاسباب وكأنه يريد التنفيس عز غضبه من العمل علي

تحت تربية شرير الرواية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن