11

49 10 3
                                    

"إذًا... أنت تخبرني أنك اختطفتني فقط لتجعلهم يعتقدون أن مملكة أخرى اختطفتني رهينة، فتشعل حربًا من العدم؟!" قالها بصوت مشحون بالغضب والدهشة، بينما كان يحدق في ييرين بعينين تضيقان بين الذعر وعدم التصديق

همهم ييرين بابتسامة واسعة تحمل خليطًا من الخبث والتسلية، وأجاب بصوت ناعم كأنه يناقش أمرًا يوميًا "ربما... وربما علي أن أرسل إصبعك مع رسالة تهديد. سيكون ذلك أكثر إقناعًا، أليس كذلك؟" أكمل حديثه وهو يرفع حاجبه يتظاهر بالتفكير العميق

شهق الأسير، ونظر إلى ييرين بعينين اتسعتا رعبًا. بدأت يداه المرتجفتان تحاولان التحرر من القيود السحرية التي أحكمت وثاقه، لكنه لم يزد الأمر إلا سوءًا. الكرسي الذي كان يجلس عليه فقد توازنه وسقط به على الأرض بارتطام قوي ملأ الغرفة بصوت مكتوم

ضحك ييرين بصوت عالٍ، ضحكة عميقة، بينما اقترب من الرجل الملقى على الأرض بخطوات واثقة. انحنى قليلًا ليصبح وجهه قريبًا من وجه الأسير، عيناه تلمعان بشيء غامض جعل الرعب يتسلل أعمق إلى قلب الأخر

"هل تعرف أكثر ما يسعدني في هذه اللحظات؟" قال بصوت منخفض أشبه بالهمس، لكنه يحمل تهديدًا لا يخفى على أحد. "هو رؤيتك تحاول، رغم أنك تعلم أن الأمر ميؤوس منه. يأسك... طعمه لا يقدر بثمن."

حاول الأسير أن يتحدث، لكن الكلمات خانته. كان الحبل المشدود على روحه يزداد قسوة مع كل كلمة يتفوه بها ييرين

وقف ييرين مجددًا، واستقام بجسده الطويل، ثم سار نحو النافذة المطلة على ساحة القلعة. وقف هناك برهة، يتأمل الأفق بعينين تلمعان كما لو كانتا تريان صورة لا يراها أحد غيره

"الحرب، يا صديقي، ليست مجرد معارك وسيوف. إنها لوحة، وأنا أحب أن أكون الفنان الذي يختار ألوانها." استدار ببطء، وعاد ينظر إلى الأسير، ثم أكمل بصوت بارد "وأنت احد الالوان. قد تبدو بلا قيمة الآن، لكن بدونك، لن يكتمل العمل."

اقترب منه مرة أخرى، وأمسك بذقنه برفق، رفع وجهه ليقابل نظراته القاسية، وقال بابتسامة هادئة ولكن مخيفة "لديك خياران. إما أن تتعاون... أو تتحول إلى ذكرى مؤلمة في عقول من يهمهم أمرك. ماذا ستختار؟"

تردد الأسير للحظة، محاولًا استجماع شجاعته المفقودة، لكنه لم يجد سوى الخوف يزحف في عروقه. نظر إلى عيني ييرين، اللتين كانتا كبحيرتين تبتلعان كل بصيص من الأمل

"إذا قتلتني... لن تحصل على شيء!" صرخ أخيرًا، محاولًا إخفاء ارتجاف صوته خلف قناع من التحدي

ضحك ييرين مرة أخرى، لكن هذه المرة كانت ضحكته هادئة، مليئة بازدراء واضح. انحنى أكثر، حتى أصبح وجهه قريبًا جدًا من وجه الأسير، وقال بصوت منخفض جعل الكلمات تبدو كأنها تحفر داخل رأسه "من قال إنني سأقتلك؟ الموت... رحمة لا أقدمها بسهولة."

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 28 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

تحت تربية شرير الرواية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن