١

41.9K 388 12
                                    

يقول الملك: لن أسمح لهذا الحقير أن يقترب من ابنتي

تقول الملكة: كيف نستطيع حكم هذه المدينة إن دنّس الأميرة واحد من الغوغاء؟!

يقول الوزير وهو ينظر لحكيم المملكة: بالتأكيد هناك مخرج ما أو استثناء لهذا القانون .. هذا التقليد بالقطع لا يمكن أن يُطبّق على العائلة الملكية .. أليس كذلك؟!

يشبك الحكيم أصابعه و يضع مرفقاه على منضدة مجلس الحكم .. ثم يسند ذقنه على يديه في إرهاق متوتر .. ولكنه لا يجيب سؤال الوزير ..

يقول الوزير مرة أخرى: ماذا إن قلنا أن الأميرة لم تبلغ بعد، وبالتالي لا يمكن أن ينطبق عليها القانون؟

يهز الحكيم رأسه في حزن ويقول: جميع الشعب يعرف سن الاميرة .. المدينة تحتفل بعيد ميلادها طوال الثمانية عشر سنة الماضية.

يقول قائد الحرس مندفعا: ماذا إن قتلنا هذا الفتى؟ .. وقتها سيذهب إلى الجحيم مع طلبه، وأيضا سيكون عبرة لمن يفكر ان يفعل مثله فيما بعد..

يزفر الحكيم في يأس ويقول: أي طفل سيستنتج أنه قُتل بأوامر من القصر .. لا تنس يا سيدي أن هذا الشاب من المعاديين للقصر وأحد قادة الثورة السابقة .. إن فعلنا ذلك سيشعل ثورة أكثر عنفا من تلك التي سيطرنا عليها بالكاد الشهر الفائت .. ولكن هذه المرة لا أعتقد أننا بقادرين على صد الطوفان .. ستجرف الثورة الجديدة جدران هذا القصر في طريقها .. ومعها كل من فيه ...

تقول الملكة في غضب: لنغيّر القانون إذا .. ننشر قانونا جديدا بقصر حق ال (بريما نوكتا) على طائفة النبلاء فقط، بالإضافة لاستثناء أي أميرة حالية او تالية منه..

يعض الحكيم شفته في قلة حيلة ويقول: القانون منقوش في المعبد أمام الشعب مع باقي قوانين المملكة التي ورثناها، وهذا التقليد معمول به منذ مئات السنين .. أن نسقط قانونا واحدا معناه اسقاط باقي القوانين المنقوشة، والتي -لا يخفى عليكم- تشمل أن يكون الحكم في يد عائلتكم إلى الأبد .. كما دعونا لا ننسى القانون الأخير الذي يؤكد أن تغيير أي قانون واحد يسقِط باقي القوانين، ويجعل صاحب التغيير وعائلته ملعونين إلى الأبد..

يعقد الملك حاجبيه ويقول بنبرة هادئة تخفي كل انفعالاته: لن أسمح لذلك الهمجي بالاقتراب من ابنتي، حتى لو كان الثمن هو ترك الحكم والهروب من المملكة .. لن يجبر هذا الحقير ابنتي على ذلك ولتذهب المملكة بمن فيها إلى الجحيم..

يحك الحكيم منبت لحيته الطويلة صامتا إذ لم يجد ما يقوله ..
الجميع أيضا صمتوا، وكل واحد فيهم يدور بعينيه على عيون الاخرين آملا أن يأتي أحدهم بحل معجزي لهذه الكارثة..

بعد برهة تكلم أحدهم .. كانت الأميرة ..

خرجت عن حالة السكوت التي كانت فيها منذ البداية، وقالت كلمة واحدة فقط..

قالت: سأقبل...

بريما نوكتا (+١٨)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن