٦

21K 277 1
                                    

بدا تعجب لم تستطع اخفاءه على ملامحها وقالت: إذا فأنت تعرف ما سيحدث لك ومع ذلك فعلت ما فعلته؟!

أومأ برأسه إيجابا وقال: كما قلت لك .. إنها رسالة .. خطوة على الطريق. نعم سأكون ضحية لذلك، ولكنني أقبل. أقبل كوني حجرا ما في البناء الجديد. سأموت نعم، ولكن سيكون ما فعلته في ذاكرة الجميع لا محالة.. شعبا وملوكا .. ويوما ما آجلا او عاجلا سيكتمل البناء ولن يستطيع أحد أن يوقفه...

نظرت لرأسه المطرقة لأسفل و قالت في خفوت: وإن لم يتذكرك أحد؟

سكت قليلا، ربما اطول من المعتاد أيضا. ثم في النهاية قال: سأكون قد فعلت ما في وسعي على الأقل .. لن أكون مضطرا للاستيقاظ كل يوم كارها لذاتي وانا اعرف انني كنت أستطيع فعل شيء لأجل الجميع ولم أفعله...

ساد الصمت بينهما .. مر بعض الوقت قبل أن ينهض وهو يقول: يمكنك ان تستريحي يا سيدتي فالليلة لازالت طويلة .. سأطفئ الشموع ليتسنى لك النوم، وسأكون هنا على المقعد ان احتجتي لشيء.

لم تجب الأميرة وراقبته وهو يدور في المكان ليطفئ الشموع المشتعلة، ليعود إلى المقعد في الجانب البعيد ويجلس عليه تاركا شمعة وحيدة مضاءة على المنضدة بجواره .. ثم يرفع قدماه على المنضدة معطيا ظهره للاميرة وسريرها..

نهضت بعد قليل على قدميها ثم خلعت رداءها الخارجي لتضعه في ترتيب على زاوية الفراش. ثم رفعت الغطاء الثقيل لتندس بكامل ملابسها وزينتها تحته. نظرت نظرة أخيرة ناحيته لتتاكد أنه لا يزال يعطيها ظهره ولا يزال يداعب الزجاجة شبه الفارغة كما كان يفعل، ثم أعطته ظهرها وغطت جسدها كله بالغطاء..

مر الوقت .. بطيئا للغاية .. الكوخ صامت تماما إلا من صوت احتراق لهب الشمعة وهو يحفر طريقه للاسفل ويقاوم الانطفاء في كل لحظة ..

"ولكنك لم تقل لي لماذا لم ترد ممارسة الجنس معي" .. كانت هذه صيحة الاميرة التي قطعت الصمت الطويل...

بريما نوكتا (+١٨)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن