⏎〖 ذِكْـرَيَـات 〗

104 14 105
                                    

" تبدين شاحبة هذه الأيام عليك زيارة الطبيب"


"لا تقلق يوني أنا بخير"

" لمتى ستستمرين بقول بخير ؟ "

_____

" عذرًا لا أدري كيف أقول ذلك لكن الآنسة مصابة بسرطان الدم "

ظلّا يحدقان بالفراغ بصمتٍ بعدما خرجا من عيادة الطبيب

لا يدري أحدهما بماذا يتكلم ، يشعران بالكثير و الكثير من القلق و الخوف
الخبر كان مفاجئًا لكليهما بالفعل

_

أوقف سيارته أمام منزلها بعدما أوصلها
و قبل أن تفتح الباب و تهم بالدخول التفتت إليه تعانقه بشدة ، عانقته كما لو أنها آخر مرةٍ تراه

" لا تقلق يوني ، ليست نهاية العالم سأكون بخير "

لم يرد عليها ، فقط ضمها إليه يتكئ بذقنه على رأسها و يربت عليه بطلف

من ينبغي أن يُطمئن الآخر الآن؟

بدلًا من مواساته لها هي الآن من تواسيه

كانت دافئة و مراعية حتى لو كانت هي من تحتاج لهذا الدفء

___

في المشفى ..

لا يُسمَع سوى صوت الأجهزة الطبية

يومًا بعد يوم ...

لا تتحسن بل تزداد سوءًا أكثر

فتح الباب و هو يحمل باقة التوليب المفضلة لديها

وضعها بالمزهرية بجوار نافذة غرفتها و جلس على الكرسي بجانبها

حاوط يديها براحتيه بينما عيناه معلقتان عليها

لا شيء يكسر قلبه سوى رؤيتها بهذه الحال

ابتسمت له كما تفعل دائمًا

ابتسمت له ككل مرةٍ كأنها تسمع أفكاره

ابتسمت كما عادتها ، لا تبخل على أحدٍ بجمال ابتسامتها حتى لو كانت بأسوأ حالاتها

بِـوهنٍ قالت و لم تُزِح ابتسامتها بعد :

" لن أتركك أبدًا يوني ، ستظل دائمًا معي "

" حتى إن لم أكن معك بجسدي فأنت دائمًا بقلبي "

صمتت و أزاحت نظرها عنه و هي تنظر للسقف

𝐃𝐞𝐚𝐫, 𝐜é𝐥𝐢𝐧𝐞 || 𝐂.𝐘𝐉حيث تعيش القصص. اكتشف الآن