الأسبوعَ التالي لليوم الذي بقيَت به مين چونغ في منزلِ سونغ تشان كان يومَ عطلةٍ للطُلاب بسبب أن الإمتحانات النصفيّة على الأبواب لذلكَ على جميع الطلاب الدراسةَ بجدٍ لأجلِهَا.غادر سونغ تشان المنزل باكِرًا اليوم و وِجهتَهُ كانت منزِلَ الفتاة المَفجوعَة، فكرَ أن يَعرِضَ عليها المُساعدة في الدِراسة حتى لا ترسَب و تجتازُ جميعَ الامتحانات بنجاحٍ.
كان قد أخبرَ والدتهُ قبلَ المُغادرة و هي لم تعتَرِض بالتأكيد، كانت تفهمُ تصرُّفَ ابنِها نحو الفتاة تلكَ؛ فقد شاهدَ سونغ تشان منذ زمنٍ العديد من الفتياتِ من إمثالِهَا الذين ماتوا في النهاية.
قراره في مساعدتِهَا ليسَ عشوائيًا بل من القَلبِ لفتاةٍ تحلمُ بالابتِسامِ يومًا؛ حِينَ وصلَ دقَّ على الباب بخفةٍ ثم انتظرَ إجابةً منها، أعادَ الكرَّة كونها لم تَفتَح و أنتظرَ مرةً أخرى؛ كان متفاجئًا من أنها لم تفتَح له الباب،
اعتقد أنها لم تسمعه لذلك أعادها ثانيةً و لكن حينما لم تفتح رغم أنه دقَّ بقوةٍ حاول فتح الباب و الدخول ليتفاجأ أنه مفتوحًا، شقَّ طريقَهُ للداخِل و نده "مين چونغ، أنتِ هُنا لمَ..."
سكتَ عندما رأى جسدهَا فَوقَ كَومةٍ من الأغطيَّةِ غير المُريحَة، يبدو أنها كانت نائمة و بوضعيَّةٍ ليسَت جيّدةَ، كان يمنعَ أو يحاوِل أن يمنع نفسه من الاقترابِ منها كي لا تغضَب في وجهِهِ، لكن صوتَها جعل فكرته تحدُث حين قالتْ "أهذَا أنتَ سونغ تشان؟"
"أجل مين چونغ، جئتُ حتى أسأل إن كنتُ بحاجة للمُساعدة في الدراسة، تعلمين الأمتحانات النصفيَّة على الأبواب و ليسَ أمامَنا الكثير من الوقت." أجابَ سؤالها ثم أنتظرَ حتى تعتَدِل في جلستِهَا، هو أراد أن يتقرَّب منها حتى يتمكن من مُساعدتِها فيما بعد.
مين چونغ كانت شخصًا و لاتزال من يُحاوِلُ حلَّ مشاكلِه بنفسِهِ دونَ مساعدة أحد أو حتى طلبِهَا، أما سونغ تشان كان النقيضَ تمامًا أراد أن يُريها أن الحياة رغم مشقاتِهَا و متاعبِهَا تحملُ بينَ طيَّتِها مُفاجأت سارةَ، حلوة.
عدلَت موضِعِهَا ثم رفعَت شعرَها المُبعثَرِ للأعلى و ابتسَمت في وجهِه، فابتسَم بدورِهِ هو، أقسمَ أنها بدَت أجمَل حينَ ابتسّمتْ بإيحاءٍ... تلكَ الابتسامة التي جعل من سونغ تشان يطيلُ النَظرَ نحوها حتى ابتعدَت هي عن ناظرهِ، تنبهَ أنه أقدمَ على فعلٍ تخجلُ منهُ.
أثناء انتظارِهَا قرَّر أن يُنظفَ نيابةً عنها الغُرفةَ حتى إن قَبِلت أن يساعدُها في التحضير للإمتحانات خلال الأسبوع القادِم، أنهى ترتيبَ ما يُسمى سرير ثم نظفَ الطاولتيّن و وضعَ فَوقهُمَا علبَ الحليب الممتلِئةَ فقَط و بعضُ علبِ الطعامِ التي أحضرها من المتجرِ القريب.
عادت نحو الغرفة بمظهرٍ مرتبٍ عكسَ ما استقبلتهُم به، و جلستَ أمامه، الطاولة المليئة بالطعامِ أمامهُم و الكثير من التساؤلات تحومُ حول رؤسِهِم عن ماذا سيحدُث بعدَ معرفةِ أنهم يقضونَ أغلبَ الأوقاتِ معًا، رغم تفاهةِ الأمر بالنسبة للفتى لا ينكرُ أنه قلقٌ للغاية.
بعد الانتهاء من تناول الإفطار و ترتيب الغرفة مجددًا، كانت مين چونغ تحدقُ في وجه سونغ تشان و هو يخرِجُ كتبه من الحقيبة، ثم قالت "لديكَ عائلة لطيفة و حياةً جميلة، تبتسم كثيرًا لم أركَ تبكي خلال الفترة التي جئتَ بها إلى هُنا؛ لمَ أنتَ هكذا؟"
"لديَّ مبدئٌ في الحياة أن أعيشَ اليومَ و كأنَّه يومي الأخير، لذلك مين چونغ عيشي اليومَ و كأنه الأخير لكِ." أجابَ سؤالَها ثم قالَ مرةً أخرى "أحضرِ كتبكِ هيَّا.."
تلكَ الأوقات التي قضتها صُحبَتَهُ كانت بمثابة المنفسِ الوحيد لها.
أنت تقرأ
شتاء. ✓
Short Storyإحتَضنَها الحِضنَ الذي أرادته بشّدةَ. كيم مينچونغ چونغ سونغتشان ©جميع الحقوق محفوظة. كُتبَت ٢٦/٨/٢٠٢٢ نُشرَت ٣/٩/٢٠٢٢ إِنتَهَت ٣/٩/٢٠٢٢