الأسبوع مرَّ بسلامٍ، عادت مين چونغ تبتسم و تتحدث بحرية، لم تسمع أي خبرٍ عن سونغ تشان حتى أخبرتها الجدة أنه فُبلَ في جامعة أمريكية مرموقة، كانت سعيدة لأجله رغم أنها لم تجتَز الأمتحان بعلامة جيدة لكنها و بمساعدة الجدة ستفتَتِح متجرًا لصنع الحلوى.لقد أعتادت مين چونغ على هذا الروتين و نسيَّت تمامًا ما حدثَ لها قبل أشهرٍ، لكنها لم تنسَ الفتى الذي غيَّر حياتها؛ بعد عدة أشهرٍ من رحيله لأمريكا توفيَّت الجدة و أقيمَ عزاءً لها و بقيَّت الفتاة في منزلها بأمرٍ منها سابقًا.
بعدها أكملت حياتها بشكلٍ عادي كما و غيّرت اسمها حتى لا يتعرَّف عليها أحد أصبحَت تُدعى وينتَر كيم كان أفضل بالنسبة لها للأستمرار في العيشِ بأملٍ؛ للعيشِ كشخصٍ كريمٍ كان قد فقدَ كرامته يومًا لتُبقي القليل من كرامتِها.
أصبح متجرها معروفًا و باتَت الفتاة صاحبة أفضل يديّن تُبدِعان في صنع الحلوى و قوالب أعياد الميلاد، كانت سعيدة بذلك لدرجة أنها كادَت تنسى سونغ تشان.
في أحد الأيام و بينما هي منهكةٌ في العملِ جاء إليها فتىً بيده عدةَ ظروفٍ لعدة أشخاص و على كتفهِ حقيبةٌ زرقاء اللون، نقرَ غير مرةٍ على الطاولة لتنتبِه له و حالما فعلَت قال بصوتٍ شبهَ مسموعٍ "أ أنتِ كيم مين چونغ؟"
نظرت حولها بتفاجؤ ثم أومأت، ابتسم الفتى و قدم لها ظرفًا أحمرَ اللون ثم قالَ "هذه من شخصٍ يفتقِدُكِ، جاءَت من بلدٍ بعيدٍ؛ مهمتي إيصالها لكِ، طابَ يومكِ."
استلمت الظرف منه و شكرته ثم بعد أن رحلَ فتحت ما أعطاها إياه و قرأته بصمتٍ، 'و أمَّا بعد..
أرسلُ لكِ تحيّاتي من أقاصي بلادٍ غريبٍ، أسأل الله أن تكونِ بخيرٍ، أسأله لأن يردَّ لكِ ابتسامتكِ، بريقَ عينيّكِ، و أخيرًا أسأله أن أستطع رؤيتكِ يومًا ما...
الرحيل لم يكُن خياري بل كان إجباريًا لأجل مستقبلي و لأجل مستقبلنا كليّنا، أشتقتُ لكِ حدَّ أشتياقِ الزهور للندى؛ تلك الأشهُر التي مضَت كانت كابوسًا بالنسبة لي لم أسمع صوتكِ، لم أراكِ، مين چونغ خاصتي آملُ أنكِ بخير.
أردتُ السؤال عن حالكِ لكن سأبدأ بنفسي لأني أعلمُ أنكِ بخيرٍ، تبتسمين بإشراقٍ عن ذي قبل، تعيشين الحياة التي قُدِرت لكِ، أنا بخير أعيشُ بشكلٍ جيدٍ، أدرسُ بجدٍ، و أتناول الطعام بانتظام، حالي جيدة حتى بعد أن فقدتُ والدتي؛ الحياة ستستمرُ رغم المصاعبِ التي تتداخلُ بها،
رغم الألم الذي يملأ الجسدَ حتى أدقَّ شيء به الحياة ستستمر، و ستستمرُ حتى غدٍ أفضل، حتى ابتسامةٍ أجمل، حتى آمل أكبر، الحياة ستستمرُ لأنه مقدرٌ لنا أن نعيش.
أدرسُ الطِّبَ في أفضل جامعة في أمريكا، لا علمَ لي لما أخترتهُ دونَ سِواه لكن مظهركِ سابقًا لازال يؤرِقُ فكري، يجعلُني مشوشًا و كأني من سبب المعاناة لكِ،َ رغم أنه كان بمقدوري المُساعدة لكنّي لم أرغَب أن أزيدَ الألم داخل قلبكِ و حتى لا تُعاقِبيني على فعلٍ لم أرتكبهُ.
أردتُ منكِ أن تَذكُري الشيء الجيد مني لا السيء رغم أن جوفي مليئٌ بالعيوبِ لكن وحدكِ من نجَّتني من الهلاكِ حولَ شيءٍ لم أفعلهُ؛ في السابق كنتُ حولكِ لأجل حمايتكِ لا أكثر أما الآن أرغب في البقاء قربكِ لأنكِ كوني و كل ما فيَّ.
كوني مستعدة لأن أكسِبَ حبكِ حالما أعود، و تذكري أنه بعدَ الأنتظار الطويّل هناكَ أبتساماتٌ كبرى.'
لم تستطع مين چونغ كبحَ دموعِها بعد إرسال شوقه إليها، فبكت.
أنت تقرأ
شتاء. ✓
القصة القصيرةإحتَضنَها الحِضنَ الذي أرادته بشّدةَ. كيم مينچونغ چونغ سونغتشان ©جميع الحقوق محفوظة. كُتبَت ٢٦/٨/٢٠٢٢ نُشرَت ٣/٩/٢٠٢٢ إِنتَهَت ٣/٩/٢٠٢٢