بعدَ أسبوع من الدراسة بجدٍ و السهرِ المتأخرِ جاء موعِدَ الامتحان الأول، العديد من الطلاب يقفون أمام مكتبِ المدير للإستفسار عن أماكن جلوسِهم في القاعات، سونغ تشان و مين چونغ كانا معًا ذلكَ سبب العديد من التساؤلات غير المفهوم حولَ رؤوس الطلاب،منهم من ادعى أنها رشَت المعلّم حتى يضع سونغ تشان صُحبتِها، و أخر يقول أنها أَغوات الفتى الطيّب ببعض الكلمات التافِهة، و آخرون قالوا أنهم شاهدوا الفتى يذهب بكثرة لمنزلها خلال فترة الأسبوع الذي فات.
مين چونغ كانت تنتظر الفتى جانبَ الكفتيريا، شاهدته أكثر من مرةٍ يجلسُ هناك قبل بدء الحصة بنصف ساعة؛ لذلك رجحَت أنه سيكون هنا، بضع دقائق مرَّت حتى جاء بوجهٍ غاضبٍ لم تره من قبل و بملامحٍ لا تنذرُ خيرًا.
سحبها من مِعصمها و أخذ حقيبتها في يده الأخرى ثم أبتعدَ عن أنظار الطلاب نحو صالة الرياضة، افلتها هناك و وضع الحقيبة جانِبها ثم قالَ "لمَ لم تنتظريني أمام الباب، ماذا لو فعلوا لكِ شيئًا سيئًا؟ من فضلكِ مين چونغ لا تذهبِ بعد الآن بمفردكِ."
"لم أقصد أن أتِ بمفردي، خلتُ أنكَ هُنا لذلكَ لم أنتظركَ؛ أعتذِر." تمتَمَت برأسٍ منخفضٍ للأسفل ثم وضعَت حقيبتها فوقَ كتفها عازِمةً على العودة لكنهُ أمسكَ يدَها و قال بابتِسامة "لنسيرَ معًا."
مين چونغ كانت قلقة على الفتى أن يَتعرَّض للكلام السيء فقط لأنه يتسكَع معها، أن يتم رفضَه من قبَلِ الشباب في الفصل لأن لا يمتلِك كرامة،َ؛ فـهي بالنسبة لهُم شخصٌ بلا كرامةٍ.
عند دخولِهُم القاعة الإمتِحانيّة لوَّح لها سونغ تشان مودِعًا ثم قالَ "أراكِ بعد قليل وِيْنّتَرْ.. أَبلِ جيدًا."، غادرو نحو مِقعَده أما هي ظلَّ في مكانِها لبعض الوقت حتى جاء المعلم، ثم تنظَّم الجلوس في القاعة.
رغم مرور نصف ساعة على الأمتحان إلا أن مين چونغ لم تحلَّ سوى ربعَ الأسئِلةَ، لاتزال تفكر في الجُملة التي قالها لها سونغ تشان قبلَ بدء الامتحان؛ انتهى قبلها بخمسِ دقائق ثم خرجَ و أنتظرها أمام القاعة، أخذَت الوقتَ كلَّه حتى أنتهت ثم غادرَت للقائِه.
كان قد سبَقها نحو الخارج لمكانٍ ليسَ مزدحمٍ بكثرةَ، بيده علبتين من الصودا قليلةُ السُكَر، يجلسُ على أحد المقاعِد في الحديقة الخلفيَّة للمدرسة، تململَ قليلًا في مكانه ضجرًا مضَت عشر دقائق و لم تأتِ بعد،
فسَّر أن مكروهًا ما قد أصابها أنتجَ تأخيرها الآن لكنه لم يذهَب للبحث عنها قائلًا أنها سوفَ تأتي، بعد الكثير و الكثير من الأنتظار جاءت للمكان الذي توقعَت أنه سيكون به، جلسَت جواره ثم قالت دون أن تنظر نحوهُ "سابِقًا قبل بدء الامتحان لمَ نعتَّني بـوِيْنّتَرْ؟"
قهقهَ بخفةٍ ثم نظرَ نحوَ وجهِهَا و قال " لقد كنتِ مختلفةً عن أيَّ أحدٍ قابلتهُ، فأنتِ تارةً تبدينَ باردة كثلج الشتاء، و مرَّةً دافئة كشمس الصيف، و أحيانٌ مشرقة كإشراقة الربيع، و حينًا باهتة كأوراق الخريف؛ لقد كنتِ مختلفةً بجمالكِ، أحببتُ ذلكَ فيكِ؛ أحبكِ وينتَر خاصتي."
الفتاة المَفجوعَة كانت مصدومةً من كلام سونغ تشان لدرجةِ أنها تركته هناك وحده و عادت لمنزلها بسرعةٍ تبكي، لسببٍ ربما تجهله أو ربما لأنه الشخص الوحيد الذي قال لها كلامًا سعَت لتسمعهُ منذُ وقتٍ.
اختبأت في منزلِها ليسَ خوفًا منه بل عليه حرى٦لا يتأذى بسببها لأنها تعرِفُ أن ذلكَ الشخص إن شاهده معها لن يرفَّ له حفنٌ دونَ أن يقتلهُ، ليجعلهُ عبرةً لغيره مِمَن كانوا أصدقاءً لها.
أنت تقرأ
شتاء. ✓
Contoإحتَضنَها الحِضنَ الذي أرادته بشّدةَ. كيم مينچونغ چونغ سونغتشان ©جميع الحقوق محفوظة. كُتبَت ٢٦/٨/٢٠٢٢ نُشرَت ٣/٩/٢٠٢٢ إِنتَهَت ٣/٩/٢٠٢٢