اليوم التالي**
................
نيكولاس بقي في القصر لأنه كان من طرف السيد جونغ ثم غادر لاحقا أما كاترين فبقيت تراقب يونا كما طلب منها نيكولاس قبل مجيئها للعنوان الذي أعطاها إياه ليلة أمس و أما عن جيمين فهو في الخارج منذ الصباح يشغل نفسه بأعمال لألا يبقى في القصر و يحادث يونا ، هو لا يريد محادثتها حاليا و إن رآها سيتحدث معها بالطبع و هو لا يريد ذلك بسبب غضبه ، لم تكن يونا تعلم بأنه في الخارج لذا ذهبت لغرفته عصرا و طرقت الباب لكن ما من استجابة
كاترين : هل تريدين شيئا آنستي ؟
يونا : أجل أريد سؤالك عن السيد جيمين فلم أره منذ الصباح
كاترين : لقد خرج مبكرا لينهي أعماله لهذا اليوم
يونا : هل تعلمين متى سيأتي ؟
كاترين : كلا آنستي
يونا : حسنا
أرادت يونا التحدث مع جيمين و تبرير ما حدث لقد كانت مصرة على ذلك لأنه لم يتح لها أي فرصة للتكلم حتى ، ها قد حل الليل و الساعة التاسعة و لم يأتي جيمين للآن لقد كانت تنتظره طوال اليوم لعلها تلمحه في رواق ما لكنه لم يأتي فأصابها القلق لأنه و لأول مرة منذ مجيئها يتأخر في العودة إلى هذا الحد
- تطرق باب غرفة يونقي -
يونقي : يونا ؟ هل هناك شيء ؟
يونا : أردت سؤالك عن جيمين فهو لم يعد للآن
يونقي : لديه أعمال كثيرة لليوم لقد رأيته عصرا و قال أنه سيتأخر
يونا : أوه..حسنا طابت ليلتك و آسفة إن أزعجتك
يونقي : كلا لا بأس ، طابت ليلتكِ أيضا
لم تسعد يونا بسماعها لهذه الأخبار فذهبت لغرفتها فاقدة للأمل برؤيته اليوم
يونا : هانا ؟
هانا : هل فاجأتكِ ؟ أردت التحدث إليكِ بشيء مهم
يونا : أنتِ تخيفينني ما الأمر ؟
هانا : - تضحك - لا تخافي إنه بما يخص مسألة تتويجي
يونا : نسيت هذا تماما أيتها الأميرة - تضحك - حسنا تحدثي ما الأمر ؟
هانا : في الآونة الأخيرة بات هذا الأمر يشغل تفكيري أغلب الوقت لذا أظن أنه الوقت المناسب للعودة إلى هناك
يونا : متأكدة ؟ تعلمين لن يكون سهلا أن تتوجي كأميرة لمدينة كاملة لذا خذي وقتكِ في الاستعداد
هانا : فكرت و وجدت نفسي مستعدة و أيضا إن لم يكن الآن فسيكون قريبا علي العودة بشكل أسرع أخبرني السيد كاسيوس بأهمية العودة بأسرع وقت من أجل مصلحة مون
يونا : إذا كنتِ ترين أن هذا هو الوقت المناسب و أنكِ مستعدة كامل الاستعداد فعودي إلى مون لكن ماذا بشأن تاي ؟
هانا : لم أحادثه بعد أنتِ أول من أخبرها
يونا : عليكِ إخباره غدا
هانا : سأفعل
يونا : و ماذا عني ؟ سأشتاق لكِ و سأبقى وحيدة
هانا : لن تكوني كذلك فلديكِ جيمين - تغمز -
يونا : لقد تشاجرنا و أظن سأكون وحيدة كما أخبرتكِ
هانا : تشاجرتما ! ما السبب ؟
يونا : شجار بسيط لا تقلقي
هانا : أما زالت الأمور معقدة بينكِ و بينه ؟
يونا : ما قصدكِ ؟
هانا : أعني تعلمين هو يحبكِ و لكن ماذا عنكِ ؟
يونا : في الوقت الحالي فأنا ما أزال أراه صديقا و لكن بشكل ألطف
هانا : لربما هذه البداية
يونا : لا أعلم هانا لكن الأمر صعب حاليا بالطبع فأنا ما زلت أحمل مشاعرا لهوسوك لكنها أخف بقليل..على ما أعتقد
هانا : لا تحزني لا أحب أن أراكِ حزينة ابتسمي دائما
يونا : لا بأس لست حزينة
هانا : سأرسل لكِ رسائل كثيرة و سأخبركِ بما يحدث معي
يونا بابتسامة : أتطلع لهذا
هي ليست حزينة فقط قولا لكن حقيقة ؟ فهي حزينة في داخلها و لكن ما من شيء تقدر على فعله..دائما ما اعتادت يونا على الحزن و التماشي معه لكن هذه المرة كان الحزن أعمق و رغم ذلك فهي تحاول تجاوز الأمر..بعد التفكير في أكثر من شيء نامت يونا متأملة بفرصة للحديث مع جيمين غدا لكن حل الغد و لا وجود لجيمين مجددا...
..................................
عند كاترين و نيكولاس**
...................................
نيكولاس : إذن ماذا لديكِ بشأن الفتاة ؟ راقبتها كما أخبرتكِ ؟
كاترين : أجل سيدي راقبتها هي تقضي معظم وقتها في غرفتها أو في الحديقة تتمشى و عند أوقات الطعام تجتمع مع الجميع على الطاولة هي لا تخرج إلى الخارج أبدا
نيكولاس : ربما هذا جيد أنها لا تخرج و غير جيد في نفس الوقت
كاترين : لماذا سيدي ؟
نيكولاس : أنا أريد الانتقام من جيمين و أرى أنها وسيلة للتلاعب به فكما قلتِ أنه يحبها و لا يبدو الأمر عابرا لكن أريدكِ أن تعلمي أنا لا أهتم للفتاة أنا أهتم لجيمين فقط
كاترين : لن تؤذيها ؟
نيكولاس : بالطبع لا هي لا دخل لها بأمري مع جيمين أنا فقط سأستعملها ضده
كاترين : لمَ لا تقتلها فحسب ؟ فهكذا ستسبب الألم و المعاناة له أكثر
نيكولاس : ماذا ! أتكرهينها لهذه الدرجة ؟
كاترين : أكرهها و أريد إبعادها عنه للأبد لتتسنى لي الفرصة بالاقتراب منه
نيكولاس : لا أعلم كيف تفكرين لكن اعملي معي و سأعطيكي نصف ما يعطيني إياه
كاترين : ستطالبه بالمال ؟
نيكولاس : أجل فهذا ما أسعى لأجله أريد تعويض خسارتي السابقة
كاترين : تعلم إيقاع أحد ما في شباكي ليس أهم من المال - تضحك -
نيكولاس : - يضحك - تعجبيني يا فتاة
كاترين : أخبرتك سيدي أنا لست خادمة عادية
نيكولاس : حسنا أخبريني أيمكنني إدخال أحد رجالي إلى القصر ؟ كأن يكون متخفيا و كأنه خادم جديد أو مثل هذا
كاترين : بالطبع فهذا سهل علي لذا لا تقلق بشأنه و دع الأمر لي
نيكولاس : حسنا إذن سأخبركِ بما أنوي لتكوني على علم فنحن الآن شريكين
كاترين : حسنا و أيضا افعل ما شئت بالفتاة فأنا لا أطيقها و لا أهتم لأمرها فلتذهب للجحيم فالمال أهم - تضحك -
................
في المساء**
.................
كالأمس ذهبت يونا لتطرق باب غرفة جيمين و قابلتها كاترين التي أخبرتها بأنه لم يعد بعد و على ما يبدو أنه سيتأخر كالبارحة لذا عادت إلى غرفتها خائبة ، الساعة الثانية عشر ليلا وصل جيمين للقصر و قابلته كاترين كما الأمس أيضا متحججة بأنها تريد مساعدته ليصل لغرفته لذا عندما وصلا إلى أمام بابه التفت إليها و تحدث
جيمين : عدلي ملابسكِ فأنتِ تعملين في قصر لا حانة
تكلم بهذا لأنها كانت تفتح أزرار قميصها ليظهر صدرها بشكل مبالغ به هي تفعل هذا ظنا منها أنه سيرغب بها و يخبرها بالمجيء إلى غرفته كل ليلة كما كانت تريد و تخطط لكن ها هو أحبط أفكارها لكنها لن تهدأ و لن تستسلم فغدا أرادت فعل شيء أكثر جرأة و هي واثقة تماما بأن ما تخطط له هذه المرة سينجح بلا شك.
حل الصباح و تحديدا موعد الإفطار و هذه المرة كان جيمين جالسا في مكانه يتناول طعامه بهدوء هو لم ينظر ليونا ككل مرة بل تجاهلها و كم كان صعبا عليه تجاهلها لكنه كان غاضب و مستاء منها منذ تلك الليلة و لا يريد التحدث إليها بعد ، هو كان يغرق نفسه بالعمل الكثير فقط ليبقى بعيدا عنها طيلة يومه و لكن اليوم لم يكن لديه أعمال في الخارج سوى القليل ففضل البقاء في مكتبه الخاص .
وقت الغداء اجتمع الجميع فقررت هانا التحدث بما لديها و هو الموضوع الذي يخص تتويجها و كونها أميرة مون المفقودة لم يكن أحد يعلم سوى تاي و جيمين و يونا لذا عندما تحدثت بدى الأمر صادما للبقية أي أنه كيف لهانا أن تكون الأميرة المفقودة ؟ و كيف حدث هذا ؟ هي أخبرتهم بالتفاصيل و أخبرتهم أنها ستعود نهاية الأسبوع أي بعد خمسة أيام تقريبا و هم فرحوا لها لكونها تذكرت من تكون و أن حياتها ستصبح أجمل و أما بالنسبة لتاي فرفض البقاء في القصر بعيدا عنها لذا قرر الذهاب معها و مساندتها...لقد أحب تاي هانا كثيرا هي استحلت قلبه بالكامل و كان من الصعب أن يفترق عنها لذا قرر ما قرره ، بعد الغداء أرادت يونا استغلال فرصة وجود جيمين في القصر فذهبت لتسأل أحدا عن مكان مكتبه و ها هي الآن تسير رفقة أحد الخدم إلى وجهتها ، تطرق الباب و تسمع صوته من الداخل
جيمين : ادخل
لم يرفع جيمين نظره عن الأوراق التي بين يديه إلا حينما سمع صوتا مألوفا
يونا : هل يمكننا التحدث ؟
جيمين : ماذا تفعلين هنا ؟
يونا : منذ يومين و أنا أريد التحدث معك عما حدث لكني لم أجدك لذ......
جيمين : كما ترين أنا مشغول الآن
يونا : حسنا متى تنتهي ؟ يمكنني انتظارك
جيمين : لا داعي لذلك
يونا : جيمين - تتقدم -
جيمين : عودي أدراجكِ و اخرجي فأنا مشغول
يونا : لكن......
جيمين : أخرجي
خرجت يونا من مكتبه بعينين دامعتين بسبب قساوة كلامه و أسلوبه الذي لم تعهده هكذا قبلا لكنها استسلمت و ذهبت لغرفتها و أما عن جيمين فتنهد فور خروجها و عاد لإكمال عمله
..........................
الثانية عشر ليلا**
..........................
كاترين : سنرى ما سيحدث ربما مشكلة صغيرة لن تضر صحيح ؟
ابتسمت بمكر و همت بالدخول إلى غرفته بينما هو كان يستحم هي قبل نصف ساعة سمعته خارجا من مكتبه يطلب من أحد الخدم تجهيز الحمام له و هي استغلت هذا الأمر لصالحها هي لن تكتفي بقضاء الليلة برفقته و ستفعل أمرا آخر ، كانت تتبعه إلى أن رأته يدخل غرفته انتظرت قليلا إلى حين مجيء يونا من الأسفل و عندما لمحتها دخلت إلى غرفته على الفور ثم انتظرته إلى أن خرج من الحمام و بدأ بإغلاق أزرار قميصه لكنه توقف حينما أحس بجسد ملتصق به من الخلف و بيدين على عينيه تغطيانهما هو اعتقد أن يونا هي من تقوم بهذا لذا أمسك يديها و أنزلهما و صدم بما رآه حينها..كانت يونا تقف عند الباب متجمدة في مكانها بينما كاترين ما زالت تلتصق به بشكل مبالغ به..نظرت كاترين إلى يونا و ابتسمت بمكر ثم تقدمت منه تضع يديها على كتفيه و تصنعت الإنزعاج
كاترين : من هذه عزيزي ؟
يونا : آ..آسفة
ثم خرجت مسرعة و أغلقت الباب لكن ثوانٍ حتى دفع جيمين كاترين عنه بقوة و خرج وراء يونا
جيمين : يونا انتظري - أمسك معصمها قبل أن تدخل إلى غرفتها -
يونا : أ..أنا آسفة لدخولي هكذا لقد كان الباب مفتوحا لذا دخلت بلا طرقه - أفلتت يدها -
كان صوتها منخفضا لكن جيمين استطاع سماعه كونه لا يوجد سواهما في الممر الهادئ
جيمين : - أعاد إمساك معصمها معيدها قبل أن تدخل الغرفة - لا يونا استمعي إلي أنا حقا.....
يونا : - تفلت يدها بقوة هذه المرة - لقد رأيت كل شيء جيمين لا داعي للتبرير تصبح على خير
جيمين : لن تذهبي قبل أن تعرفي حقيقة ما حدث يونا !
أراد إمساكها مجددا لكنها تراجعت مبتعدة
يونا : إياكَ و لمسي مرة أخرى جيمين ! - بصوت عالي تقريبا - و لا أريد سماع أي كلمة منك لقد رأيت و هذا يكفي و سمعت أيضا و هذا يكفي لو لم تكن تعرفها على الأقل فهي لن تناديك بعزيزي على الاقل أليس صحيحا ؟ تصبح على خير - دخلت و أغلقت الباب بالمفتاح -
بقي جيمين يطرق الباب و يناديها لكن لا فائدة فهي لن تفتح و لن تستمع لما سيقوله لذا عاد إلى غرفته يستشيط غضبا من فعلة كاترين
جيمين بصراخ : من أنتِ ؟ و كيف دخلتِ إلى غرفتي ؟ من سمح لكِ بهذا أساسا ؟ تكلمي هيا !!
كاترين : لا تصرخ في وجهي هكذا ! لماذا تبدو كالمجنون فقط لأنها رأتك معي ؟ ماذا تعني لك تلك الفتاة ؟!! أنا معجبة بك و أحبك جيمين و أردت قضاء الليلة معك فماذا في ذلك ؟! هل أخطات ؟ لم أخطئ بل هي من أخطأت و دخلت بلا أن تطرق الباب
جيمين : - تقدم منها و أمسك شعرها بقوة - أقسم إن لم تصمتِ و تجيبي عن ما سألتكِ إياه سأقتلع شعركِ من مكانه أتسمعين ؟ - بصراخ -
كاترين : آ..آه دع شعري أنت تؤلمني !
جيمين بغضب : - يشده أكثر - أجيبي و إلا لن تلقي خيرا أنا لست هنا لأضيع الوقت معكِ أيتها الرخيصة..من أرسلكِ إلى هنا لافتعال هذا الأمر ؟ أجيبي
كاترين : ل..لم يرسلني أحد أنا معجبة بك و أحبك منذ خمسة أشهر و لكنك لا تلقي بالا لي لذا اتخذت خطوة جريئة و لم أكن أعلم أنه سيحدث ما حدث
جيمين : كفي عن الكذب - رماها على السرير بقوة و ذهب لإخراج سلاحه من خزانته - اسمعيني جيدا أنا لن أهتم إن قتلتكِ و أصبحتِ جثة لذا من الأفضل أن تكفي عن الكذب و تقولي ما لديكِ حالا - يصوب السلاح عليها -
كاترين : أ..اقسم أنه لم يرسلني أحد أنا أتيت من تلقاء نفسي و علمت بأنك تكن مشاعرا لتلك الفتاة لذا أردت التفريق بينكما لأنك لن تلقي لي بالا ما دامت معك
جيمين : ستبقين حبيسة هنا في الغرفة إلى أن يحل الصباح حينها ستتكلمين بهذا أمامها مفهوم ؟
كاترين بصوت منخفض للغاية : م..مفهوم
جيمين بصراخ : بماذا تتمتمين ؟!
كاترين بخوف : ل..لا شيء قلت مفهوم
جيمين : اللعنة عليكِ فقط - خرج و أغلق الباب بقوة وراءه ثم أقفله -
ذهب إلى الغرفة المجاورة بقي يفكر الليل بأكمله بما حدث هو كان يتجاهلها لثلاثة أيام متواصلة و عندما قدمت إليه رأته على ذلك الحال مع فتاة لا يعرفها حتى ! هو فقط كان يراها مؤخرا في رواقه بينما تسأله إذا ما كان يحتاج لشيء ما و آخر مرة قام بتوبيخها بسبب ملابسها التي لا تليق بالمكان الذي تعمل فيه لكنه و حقا لا يعرفها و لا حتى يعرف اسمها...بعد تفكير طويل نام على الأريكة بشكل فوضوي
...............
صباحا**
...............
استيقظ جيمين إثر أشعة الشمس التي كانت تضرب وجهه تحديدا عينيه..اعتدل في جلسته و أمسك قميصه و ارتداه و غسل وجهه ثم خرج من الغرفة ليستغرب من أن باب غرفة يونا كان مفتوحا بخفة ، طرق الباب قبل دخوله لكن الغرفة كانت فارغة لا أحد فيها بحث في الغرفة و لا فائدة فيونا ليست بها فعندما خرج رأى خادما فسأله
جيمين : هل رأيت الآنسة يونا تخرج من غرفتها ؟
الخادم : أجل سيدي ذهبت إلى الآنسة هانا لأنها نادتها
ذهب جيمين إلى غرفة هانا و طرق الباب
هانا : أوه جيمين صباح الخير
جيمين : صباح الخير أيونا برفقتك ؟
هانا : لا ليست برفقتي أنا لم أرها اليوم
دب الرعب في قلب جيمين لسماعه هذه الكلمات فالخادم منذ قليل قد أخبره بأنها ذهبت إليها
هانا : ما الأمر جيمين هل أنت بخير ؟؟
جيمين : ابحثي عن يونا بسرعة للتو قد أخبرني الخادم أنها قدمت إليكِ لكنها لم تفعل
هانا : ماذا ! حسنا أنا ذاهبة
ذهب كل منهما يبحث في مكان ما لكن لا أثر ليونا
جيمين : هيونغ هل رأيت يونا في مكان ما ؟
نامجون : كلا لم أرها لكن ما بك تلهث هكذا و كأنك كنت تركض منذ ساعات
جيمين : هيونغ يونا ليست في القصر لقد بحثت عنها في كل مكان أنا لا أجدها
نامجون : هل بحثت في الحديقة ؟ لريما كانت تجلس هناك
جيمين : بحثت لكن لم أجدها..لحظة...أين ذلك الخادم كيف لم يخطر لي سؤاله !!
نامجون : مهلا جيمين عن أي خادم تتحدث
جيمين : سألت خادما إذا ما رأى يونا و أخبرني أنها عند هانا لكن لم تكن..أنا ذاهب لأبحث عنه
نامجون : أخبرني بمواصفاته لأبحث معك
جيمين : خادم بشعر أشقر كالكراميل طويل القامة بعينين خضراوتين
نامجون : حسنا سأخبر الخدم بالبحث عنه
ذهب كل منهما في طريقه للبحث عن هذا الخادم لكن لم يجدوا له أثرا و كأن الأرض انشقت و ابتلعته
تاي : ماذا يحدث جيمين ؟
جيمين : يونا مفقودة
تاي : كيف ذلك ؟؟؟
جيمين : هيونغ هل وجدته ؟ أنا لم أجده
تاي : من هذا من الذي تتحدثون عنه و ما علاقته بيونا ؟
أخبره جيمين بما حدث هذا الصباح
تاي : أين السيد كارلوس لعله يعلم أين ذهب هذا الخادم
نامجون : سيد كارلوس - يناديه -
سيد كارلوس : أنا هنا سيدي
جيمين : هل رأيت خادما بشعر أشقر و عينين خضراء منذ قليل ؟
سيد كارلوس : خادم بشعر أشقر ؟ كلا سيدي لا وجود لخادم كهذا في القصر
جيمين : ما الذي تقوله ؟!! كيف لا وجود له ؟ لقد قابلته قبل قليل !! هل أنت متأكد من كلامك ؟؟
سيد كارلوس : أجل سيدي متأكد فأنا الذي يختار الخدم للعمل هنا و كل الموجودين بشعر بني أو أسود و لا وجود لأي خادم بنفس الوصف
جيمين بغضب : ما هذا أريد تفسيرا !!!! ما الذي يحدث هنا !!!! أين ذهبت يونا ؟!!
هوسوك : ما الذي يحدث ؟ ما بها يونا ؟؟
تاي : نبحث عنها منذ ساعة كاملة لكن لا أثر لها
هانا : م..ماذا يعني هذا ؟ هي مفقودة ؟ لم تجدوها كذلك ؟
تاي : حاليا أجل مفقودة
هانا : - تنهمر دموعها -
تاي : لا تبكي هانا سنبحث مجددا - يقبل يدها -
جيمين : سيد كارلوس أخبر جميع الخدم بالبحث عن يونا في كل إنش من هذا القصر حالا
سيد كارلوس : أمرك سيدي
هوسوك : أنا لا أفهم شيئا أعني لربما خرج....
تاي : كلا هيونغ الأمر أكبر من هذا - ثم سرد له -
هوسوك : م..ما الذي تقوله تاي ! أيعقل..أيعقل أنها قد اختطفت !! لكن من قد يفعل هذا ؟!
نامجون : الأمر ليس واضحا بعد لنجلس و ننتظر ما سيقوله السيد كارلوس
كاد جيمين يموت من القلق هو لم يجلس أبدا و فقط يمشي ذهابا و إيابا منذ ساعة تقريبا
هوسوك : جيمين اهدأ و اجلس أنت على هذا الحال منذ ساعة
جيمين : كيف لي أن أهدأ هيونغ ؟؟!! ألا تعي خطورة الوضع ؟؟ يونا ليست موجودة في أي مكان و ذلك الخادم أيضا و هذا لا يبشر بخير بتاتا أنا أكاد أجن هنا و أنت تخبرني بأن أهدأ و أجلس ؟
نامجون : جيمين - يربت على كتفه و يجلسه - اجلس قليلا أنا متاكد بأن السيد كارلوس سيأتي بعد قليل و يخبرنا بما لديه
جيمين : هيونغ...
نامجون : ثق بي سيأتي بعد قليل أنا أشعر بهذا
جيمين : حسنا
بعد نصف ساعة من حديثهما أتى السيد كارلوس و بيده ظرف رسالة..دب الرعب في قلب جيمين أكثر لرؤيته للظرف الذي بين يديه..قد كان الظرف باللون الأحمر و الظرف الأحمر يعني تهديدا...
سيد كارلوس : سيدي وجدت هذا الظرف في غرفة الآنسة يونا
جيمين : أين ؟؟
سيد كارلوس : بجانب وسادتها سيدي
جيمين : أعطني إياه
جيمين ليس خائفا على نفسه و لا من لون الظرف بل هو خائف على يونا لأنه و كما يبدو أنه تم اختطافها من قبل أحدهم و سيهدده بها
نامجون : ما الذي كتب جيمين ؟
كان جيمين متصنما في مكانه يداه و شفتاه ترتعشان بخفة
نامجون : جيمين ما الأمر ؟!! ما الذي كتب و جعلك تتصنم هكذا !!
جيمين : إنه...نيكولاس....
نامجون : نيكولاس ؟؟؟ أعطني أريد أن أقرأ - يسحب الظرف من يديه -
*محتوى الرسالة*
لقد مر وقت طويل يا بارك جيمين..لربما قد نسيت من أنا و لربما قد نسيت ما فعلته بي لكنني على عكسك لم أنسى لم أنسى يوما تلك الفترة التي عشت فيها جحيما لثلاث سنوات و السبب ؟ أنت..مؤكد أنك لا تفهم ما الذي أقوله لذا سأوضح أكثر...هل تذكر ذلك الشاب الذي قابلته قبل ست سنوات و المدعو بنيكولاس ؟ ذلك الشاب الذي جعلته يخسر تلك الصفقة المهمة ؟ الصفقة التي فرحت أنت لربحها و الصفقة التي دمرت حياتي أنا ؟ تلك الصفقة كانت أهم صفقة في حياتي و كانت حياتي تقف على المحك بسببها و عندما خسرتها ؟ خسرت كل شيء معها أنا لم أنسى يوما و لن أنسى أبدا....قد تتساءل في نفسك لمَ قد عدت بعد هذه السنوات ؟ لماذا عدت بعد ستة أعوام ؟ لماذا لم أتحرك قبلا ؟ سأجيبك بأني وقفت على أرجلي مجددا و ها أنا ذا استعدت ما فقدت لكن ليس بعد فهذا ليس بكافٍ ما حصلت عليه ليس كافٍ و لا يقارن بالألم و الجحيم الذي عشته سأجعلك تتذوق الألم و الخوف معا في ذات الكأس..حسنا إذن أنت الآن واقع في الحب ؟ أجل أعتقد أني سمعت بهذا في مكان ما لكن ماذا كان اسمها ؟؟ اسمها يونا ؟ أجل هي كذلك...ستبقى محبوبتك تحت ضيافتي لأيام سأحددها أنا فقط و كما تعلم أنا لطيف جدا مع ضيوف أعدائي أجل لطيف جدا ربما قد أقتلهم أو ربما أعذبهم حتى الموت ؟ أو أقوم برميهم في البحر ليغرقوا ؟ أجل مثل هذه الأشياء تقريبا ، بارك جيمين إن كنت حقا تود إستعادة محبوبتك فعليك فعل ما أخبرك به و انتظار رسالة أخرى مني كل يومين أو ثلاثة أو ربما شهر ؟ لم أفكر بعد لكن عليك الانتظار و حسب
نامجون : هل هو مجنون !!! ما هذا يا إلهي !
هانا بصراخ : أخبروني ما الذي كتب
تاي : هانا اهدئي لا تصرخي
هانا بدموع : كيف كيف أهدأ !! هذه المرة الثانية التي تختطف يونا بها و أنا ماذا فعلت ؟ لا شيء تاي لا شيء لم أفعل أي شيء
تاي : - يحضتنها - أرجوكِ فقط اهدئي لا أحب رؤيتكِ هكذا
لأن الواقفين لا يعرفون ماذا كتب قرر نامجون اختصار الرسالة تلك و سردها لهم ليختفي التساؤل من ملامحهم و يتبدل بالقلق ، أمسك جيمين بالرسالة مجددا و قام بقراءتها مرة أخرى لكن هذه المرة اعتلاه الغضب مع كل كلمة كتبت حتى أمسك بالرسالة و رماها صارخا بغضب شديد
جيمين : اللعنة عليه اللعنة عليه !!!! من أين أتى هذا !! سأجن سأجن أنا ذاهب للبحث عنها بنفسي لن أنتظر منه شيئا ذلك الوغد
نامجون : - أمسكه من ذراعه موقفا إياه - توقف و لا تذهب إلى أي مكان جيمين لن تستطيع إيجادها الأمر صعب للغاية لذا عليك بالانتظار كما قال
جيمين : هيونغ ألم تقرأ ما كتبه ؟ ألم ترى كيف يلعب بأعصابي ؟!! لقد تقصد ذلك لقد اختطف يونا بسببي يونا تعرضت للمتاعب بسببي أنا هيونغ هي بريئة لا دخل لها في انتقامه و هذا ما يؤلمني أنا لست خائفا على نفسي مقدار ذرة واحدة حتى كل ما يهمني في الأمر هو سلامة يونا - يزفر ثم يجلس و يقول بصوت أشبه بالهمس لنامجون - هيونغ أنت لا تعلم..لا تعلم مقدار الذي أخفيه في قلبي لها - ينظر له ثم يكمل - أنا غارق..غارق بعمق لن يفهمه أحد
نامجون : ربما لا أعلم كيف هو شعور أن تحب أحدهم لكني أعلم بمدى حبك لها من عينيك و أنت تتكلم الآن لكن ثق بي هو فقط يلعب بأعصابك ليجعلك غاضبا و ثائرا كل الوقت لذا عليك التحلي بالصبر و هدوء الأعصاب
جيمين : سأذهب إلى غرفتي..أيها الحارسان اتبعاني
نامجون : ماذا ستفعل ؟
جيمين : سأحتجز أحدهم
نامجون : تحتجز أحدهم ؟
جيمين : في الأمس دخلت خادمة إلى غرفتي و تسببت لي ببعض المشاكل لذا سأحتجزها لبعض الوقت
نامجون : حسنا
تاي أخذ هانا إلى غرفتها لتنال قسطا من الراحة لأنها كانت على وشك الانهيار لما سمعته عن يونا ثم عاد بعدها قاصدا الذهاب إلى غرفة جيمين ليفهم ما حدث لأنه يعلم و جيدا بأنه حدث أمر ما و جيمين أخفاه أمام نامجون......دخل جيمين غرفته غاضبا و وراءه الحارسان و ازداد غضبه أكثر لرؤية كاترين نائمة في سلام على فراشه و بكل برودة أعصاب و كأنها لم تفتعل شيئا
جيمين بصراخ : انهضي !!
كاترين : - استقامت مكانها بفزع من صوته - م..ما بك تصرخ هكذا ؟
جيمين : ألم أخبركِ بالنهوض ؟ أمسكوا بها حالا و احتجزوها في الغرفة التي في نهاية الممر
كاترين : م..ماذا ؟!!! أخبرتني أن أبقى للصباح لماذا ستحتجزني ؟!!!
جيمين : أخرجوها حالا قبل أن أفقد أعصابي أكثر
الحارسين : حاضر سيدي - ثم خرجا من الغرفة و أغلقا الباب -
تنهد جيمين يشعر بالاختناق يشتد عليه فقام بفتح أزرار قميصه العليا و الخروج إلى الشرفة لعل هذا الشعور يذهب..ثوانٍ حتى وقف تاي إلى جانبه مستندا بذراعيه على رخام الشرفة المطلة على جزء بسيط من الحديقة
تاي : جيمين ؟ هل أنت بخير ؟
جيمين : لا تاي لا أشعر بنفسي أختنق و لا أستطيع التنفس
تاي : انتظر لحظة - ذهب لسكب كأس ماء من الإبريق الموجود بجانب سريره - خذ اشرب سيجعلك الماء تشعر أفضل
جيمين : - يمسك بالكأس و يشرب نصفه ثم يجلس على الأرض يكمل النصف الآخر -
**بعد دقائق**
تاي : أفضل ؟
جيمين : قليلا
تاي : جيمين
جيمين : ماذا ؟
تاي : أعلم أنك أخفيت الأمر عن نامجون
جيمين : لم أرد إخباره
تاي : لكنك ستخبرني
جيمين : لا
تاي : بلا ستخبرني ما علاقة تلك الفتاة التي احتجزتها بيونا ؟ ما المشكلة التي حدثت ؟
جيمين : - يتنهد و يغمض عينيه - في الأمس على الساعة الثانية عشر و الربع انتهيت من استحمامي و خرجت أغلق أزرار قميصي و إذ بيد تغطي عيناي..لقد ظننتها يونا لكن لا..لم تكن هي أنزلت يدي تلك الفتاة عني لأرى يونا تقف عند الباب بسكون و تلك الخادمة ورائي ثم تقدمت و أمسكت بأكتافي قائلة من هذه عزيزي ثم لك أن تعلم ما حدث
تاي : رأتك يونا برفقتها و ظنت أنك تعرفها و ستقضي الليلة معها و على ما أظن أنها لم تستمع لأي تبرير منك
جيمين : أجل لم تستمع و لهذا أقفلت على الخادمة في غرفتي حتى الصباح لتوضح ليونا ما حدث
تاي : لقد لاحظت أنك و لمدة ثلاثة أيام تأتي متأخرا للقصر و الأمس كان الثالث هل كنت تتجاهلها ؟
جيمين : كنت غاضبا منها لسبب ما و لم أرد التحدث إليها إلا حين أهدأ و آخر ما كان بيننا هو حادثة تلك الخادمة البغيضة
تاي : ألم تخبرك بسبب فعلتها ؟
جيمين : - يشخر ساخرا - معجبة بي و تريد قضاء الليلة معي و عندما رأت يونا تحدث بذلك قاصدة افتعال المشاكل بيننا
تاي : للتو أدركت مدى وقاحتها من أين أتت هذه حتى ؟! الأمر مزعج بحق
جيمين : أجل
تاي : هل أنت بخير الآن ؟ أما زلت تشعر بالاختناق ؟
جيمين : بخير لم أعد أشعر به
تاي : جيد إذن ماذا ستفعل ؟
جيمين : سآخذ حماما
تاي : ما رأيك بالنوم بعدها ؟
جيمين : لن أستطيع ذلك لا أعتقد
تاي : أعلم أنك قلق كثيرا و خائف لكن لا يجب عليك إهلاك جسدك
جيمين : ماذا كنت ستفعل لو اختطفت هانا ؟
تاي : سأجن بالتأكيد و سأفقد أعصابي
جيمين : و لن تستطيع النوم بسبب قلقك و خوفك
تاي : - يضحك - أجل حسنا سأدعك تفعل ما تريد لكن جيمين لا تهلك جسدك بهذه الطريقة أرجوك
جيمين : سأحاول لكن لا أعدك بنتيجة جيدة
تاي : حسنا إذن أنا سأذهب للاطمئنان على هانا فقد تركتها تنام لترتاح
جيمين : إذهب فهي تحتاجك
خرج تاي و بقي جيمين وحيدا في غرفته نهض من الشرفة و أغلق بابها ثم نظر إلى السرير و وجده بوضع فوضوي و ازداد قرفه بسبب تذكره بمن تسبب بذلك لذا نادى أحد الخدم ليبدل له أغطية الفراش كاملة و دخل بدوره يستحم بالماء الدافئ ليريح جسده
...................
مر يومين و لم تصل أي رسالة حتى الآن و هذا كان يتسبب في زيادة غضب و قلق جيمين أكثر.. غاضب لأنه عاجز عن فعل شيء و قلق على يونا بشكل سيفقده عقله ، كان قلب جيمين يؤلمه على هذا الحال و كلما يتذكر كيف أنه تجاهلها لثلاثة أيام و بعدها رأته مع فتاة أخرى يتمنى لو يعود به الزمن كي لا يتجاهلها و يتكلم معها و يزعجها كما يقول بحركاته..كان جيمين غارقا بالتفكير بيونا و الندم على تجاهلها فإذ بصوت طرقات مستعجلة على بابه
جيمين : من هذا و الساعة التاسعة ؟! ادخل
سيد كارلوس : سيدي لقد وصلت رسالة للتو فأتيت بها مسرعا
جيمين : - نهض من فراشه - و أمسك بالظرف ليفتحه سريعا و يقرأ ما بداخله
*محتوى الرسالة*
كيف كانت أيامك بارك جيمين ؟ أتمنى أنها كانت جيدة بما فيه الكفاية و أتمنى أن تكون أيامك القادمة على نفس وتيرة يوميك الفائتين...سأكون كريما و عطوفا و اطمئنك على محبوبتك لا تقلق أبدا أنا فقط احتجزها في إحدى الزنزانات القديمة و الباردة و المليئة بالحشرات فكما تعلم هي قديمة و لم ينظفها أحد منذ زمن أرأيت كم أني عطوف ؟ أين ستجد عدوا بهذا الكرم واللطف ؟ المهم الآن ركز فيما سأطلبه منك إن كنت تريد استعادة فتاتك..أولا أريدك أن تسجل ستة أراضي بإسمي بالكامل و أريد تحديدا تلك الأراضي في الشمال و ثانيا أريد متجر المجوهرات الكبير الذي يستوسط المدينة أريد أن أكون مالكه و رسميا و أما ثالثا لن أكون طماعا و سأطلب منك فقط ثلاث مئة ألف دولار موزعة في حقيبتين لا أكثر و بالنسبة للمكان و هذه الأمور انتظر مني رسالة أخرى أخبرك بها عن العنوان الذي سنتقابل به و الآن عمت مساء..أوه كدت أنسى الظرف الآخر يحتوي على معلوماتي اللازمة لتسجيل الأملاك بإسمي و أيضا خصلة من شعرها الحريري في الحقيقة كانت عنيدة جدا لذا قصصت شعرها بالإجبار أعلم أنك اشتقت لها لذا أنا لطيف معك و فعلت ذلك من أجلك .
يفتح جيمين الظرف الآخر فيجد به الخصلة كما أخبره نيكولاس بالحرف الواحد و كذلك معلوماته فيشتد غضبه و يرمي تلك الرسالة و يضرب الحائط بيده
جيمين : اللعنة عليك ! - يزفر يحاول تهدئة نفسه قبل التحدث - سيد كارلوس صباحا أريد من المسؤول عن متجر المجوهرات الكبير المجيء إلى هنا و كذلك المسؤولون عن أراضي الشمال
سيد كارلوس : أمرك سيدي
جيمين : و شيء آخر
سيد كارلوس : أخبرني سيدي
جيمين : جهز لي ثلاث مئة ألف دولار في الغد
سيد كارلوس : كما تريد لكن لمَ هذا المبلغ الكبير سيدي ؟
جيمين : أحتاجه
سيد كارلوس : حسنا طابت ليلتك سيد جيمين
تنهد جيمين فور خروج السيد كارلوس من غرفته ثم جلس على طرف السرير يمسك بخصلة يونا يشتمها و على الرغم من أنها خصلة صغيرة إلا أنها لا زالت تملك تلك الرائحة العطرة الخاصة بيونا وحدها يشتمها بكل حب بينما امتلأت عيناه المغمضة بالدموع
جيمين : أنا لا أقوى على بعدكِ قلبي يؤلمني لأنكِ بعيدة عني أريد قربكِ و سأفعل أي شيء لتعودي لي لا يهمني سواكِ لا مال و لا شيء آخر أهم منكِ لدي - يقبل الخصلة و يمسح دموعه محاولا النوم -
...............
يمر الوقت و قد قابل جيمين المسؤولين الذين طلبهم في الأمس و عند العصر أتاه خبر لم يعجبه البتة
سيد كارلوس : سيدي جيمين لدي ما أخبرك به بشأن الأموال التي طلبتها
جيمين : ما الأمر ؟
سيد كارلوس : في الحقيقة لقد أعطانا رئيس المصرف مئتي ألف دولار فقط و رفض الباقي قائلا أنه مبلغ كبير جدا سيتسبب بضرر للمصرف
جيمين : ماذا ؟ هل حقا رفض إعطاءك الباقي ؟
سيد : كارلوس : أجل سيدي هذا ما حدث
جيمين : اتبعني إلى هناك إذن - مشى و الغضب يتطاير من عينيه فكيف يرفض إعطاءه المال و هو من طلبه ؟ ألا يعلم من بارك جيمين ؟ أمير هذه المملكة مع ستة رجال آخرين و لا أحد أعلى منهم رتبة في هذه المدينة.....بعد نصف ساعة وصل جيمين إلى المصرف و بقي يتقدم إلى غرفة المدير متجاهلا ترحيب من يعمل هناك من فتيات و شبان
جيمين : - يفتح الباب بقوة فيجفل المدير -
المدير : ا..ا سيدي ! أ..أهلا بك ما سبب زيارتك شخصيا ؟
جيمين : - يضرب الطاولة بقوة جعلت من الآخر يبتلع ريقه بخوف - أنت تعلم جيدا ما سبب زيارتي...أيها المدير الذي رفض تسليمي المبلغ كاملا
المدير : - ابتلع المدير ثم قرر التحدث - ف..في الحقيقة س..سيدي أ..أنا....
جيمين : أريد باقي المبلغ في غضون ربع ساعة فقط أتسمع ؟
المدير : س..سيدي ه..هذا سيضر بالمصر.......
جيمين بصراخ : لا يهمني و اللعنة ! ربع ساعة فقط و لا تتأخر لثانية واحدة حتى هيا اذهب !
المدير : ح..حسنا - خرج -
الجميع كان يعلم أن لجيمين جانب حازم و شديد الغضب و لكن هذه كانت أول مرة للمدير يشاهد فيها صدق ما يقال عنه في الجرائد....بعد ربع ساعة بالضبط دخل المدير إلى مكتبه حاملا حقيبة تحوي باقي المبلغ
المدير : هذا طلبك سيدي و لم أتأخر
جيمين : لم يكن في صالحك التأخر أيها المدير صدقني..سيد كارلوس أحضر المئتين
سيد كارلوس : تفضل سيدي
ثم بدأ جيمين بترتيب المبلغ في الحقيبتين وضع مئة و خمسون ألف في كل حقيبة ثم أحكم إغلاقها و قبل أن يضع الرقم السري ألقى نظرة على المدير الذي كان بدوره ينظر إلى جيمين
جيمين : ما الذي تنظر إليه ؟ استدر
المدير : أ..أمرك
جيمين : و أنت سيد كارلوس
سيد كارلوس : حاضر سيدي
ثم استدارا و قام بوضع رقم ما ثم هم واقفا يخرج من المكتب إلى العربة مع حقيبتيه ، حين وصل إلى القصر قابله الجميع في قلق و فضول لمعرفة ما الذي يفعله جيمين منذ الصباح
نامجون : ما الذي تفعله منذ الصباح جيمين ؟
جيمين : بالأمس ليلا وصلت رسالة من نيكولاس بطلباته و أنا أقوم بتنفيذهم
يونقي : ما الذي طلبه بالتحديد ؟
جيمين : المال و ستة أراضي من أراضي الشمال و المتجر الخاص بالمجوهرات
يونقي : أتقصد الذي في وسط المدينة ؟
جيمين : أجل
يونقي : يا له من طماع ! هل يشبع حتى ؟ و لقد اختار المتجر الأكثر ربحا أيضا
جيمين : لا بأس هيونغ لست أهتم لأي مال على كل حال
نامجون : كم مبلغ ما طلبه ؟
جيمين : ثلاث مئة ألف دولار
نامجون و يونقي : ماذا !!
نامجون : أهو مجنون !! كيف له أن يطلب مثل هذا المبلغ ! إنه ليس بمزحة أبدا ! و لم يكتفي بالأملاك التي أرادها و أراد المال كذلك يا له من طماع لكن لا بأس الأهم أن تعود يونا إلى هنا سالمة
جيمين : و هذا ما يهمني هيونغ فقط هذا
.................
عند يونا**
.................
يونا ببكاء : أنت تختطفني منذ ثلاثة أيام و لا أعلم لماذا و أيضا إنها أول مرة في حياتي أراك فيها فماذا تريد مني ؟ لماذا لا تدعني أذهب و حسب ؟
نيكولاس : لا تقلقي لست أريد شيئا منكِ بل أريد من بارك جيمين
يونا : بارك جيمين ؟! و ما علاقته بالأمر ؟
نيكولاس : انتقام بسيط فقط
يونا : انتقام ؟ ماذا فعل لك ؟ جيمين لا يملك أعداء - تصرخ في نهاية كلماتها -
نيكولاس : - يسد أذنيه - ما هذا الصوت صوتكِ عالٍ جدا لا تصرخي ! أنت تؤذين طبلة أذني بصوتكِ هذا !
يونا : أنا المختطفة هنا و أريد تفسيرا من حقي معرفة ما الذي تريده و لماذا أقحمتني في الأمر
نيكولاس : - يقترب يمسك فكها بقوة - أنتِ تثيرين أعصابي أيتها الفتاة لكن رغم هذا سأجيبكِ أنا أعلم أن بارك جيمين يكن المشاعر لكِ لذا أردت تعذيبه بكِ - ابتعد -
يونا : ك..كيف عرفت ذلك ؟
نيكولاس : العصفور أخبرني أو لنقل العصفورة ؟ أجل هي فتاة تعمل هناك و في الحقيقة أنا شاكر لها
يونا : أنت لئيم و وقح أتعلم هذا ؟
نيكولاس : أوه دائما ما أسمع مثل هذا المديح شكرا لكِ عزيزتي
يونا : لست عزيزتك أيها الوقح !
نيكولاس : يستحسن أن أخرج من هنا قبل أن أفقد أعصابي و أؤذيكِ فأنا لا أريد ذلك أنتِ فقط وسيلة لأتلاعب بجيمين كيفما أردت حتى أحصل على غايتي
ثم هم خارجا تاركا يونا بدموعها ترجو من الإله أن تتخلص من هذا العذاب الذي تعيشه و بذكر عذاب فعن أي عذاب تقصده ؟ بدايةً تم اختطافها و جلبها إلى مكان لا تعرفه ثم رُميت بزنزانة عتيقة و باردة مع غطاء و إبريق من الماء لكن ما فائدة الغطاء إذا كانت الأرضية مثل الثلج ؟ و الجدران كذلك ؟ و نافذة الزنزانة ذات القضبان تدخل الهواء البارد اللاسع ؟ و ما فائدة الماء إن كان مالحا لدرجة تقتل ؟ هي بالفعل تعيش عذابا فلا طعام و لا مشرب و لا دفء حتى هي منذ اليومين الماضيين لم تتوقف عن البكاء و تمني أن يجدها جيمين و يخلصها من ما هي فيه لكن كان هناك شيء غريب هم لا يعطونها طعاما و لا شرابا لكن في منتصف الليل يأتي شاب ما إلى الزنزانة و يعطيها كأس من الماء و قطعة خبز..لم تستطع التعرف عليه لأنه كان يغطي وجهه لكيلا تعرفه لكن هذا اليوم قررت سؤاله عن هويته
الشاب : خذي
يونا : ش..شكرا لك لكن من أنت ؟ و لماذا تفعل ذلك ؟
كان الشاب يحدق بيونا بعمق يحدق بعيناها المنتفختين إثر البكاء و بدموعها العالقة في عينيها التي تأبى الخروج حاليا...بقي يحدق لثواني طويلة حتى نطق بعدما أشاح نظره عنها
الشاب : أنا فقط لست راضٍ عما يفعله سيدي لذا أقوم بمساعدتكِ على حسب استطاعتي
يونا : أنا شاكرة لك لكن هل تمانع لو رأيت وجهك ؟ أشعر بالفضول حول كيف تبدو
الشاب : يفترض ألا تري وجهي لكني سأريكِ - ينزل القماش عن وجهه -
يونا : أ..أنت....ألست أنت من أرشدني إلى مكتب جيمين تلك المرة ؟؟
الشاب : أجل إنه أنا
يونا : إذن أنت تعمل في القصر هناك ؟!!
الشاب : كلا لقد كنت دخيلا من أجل اختطافك
يونا : أوه...
الشاب : هيا تناولي ما أعطيتكِ إياه فيجب أن أذهب
اومأت له أما هو كان يحدق بها طيلة الوقت فكل ما كان يدور في رأسه هو كلمة " جميلة " و كيف لسيده أن يقسو على فتاة جميلة مثلها ؟ فلقد شعر هذا الشاب بمدى نقاء هذه الفتاة و بمدى رقتها بمجرد النظر في عينيها خلال اليومين الماضيين
يونا : هل هناك شيء ما على وجهي ؟ فأنت لا تتوقف عن التحديق بي منذ رأيتني
الشاب : كلا لا يوجد شيء و آسف لتحديقي هكذا لكنها عادة أمتلكها
يونا : لا بأس..لقد انتهيت يمكنك الذهاب
الشاب : حسنا لكن خذي هذه قبل رحيلي- يناولها منديلا -
يونا : منديل ؟
الشاب : أجل لتمسحي به دموعكِ كلما بكيتِ
يونا : أوه...شكرا لك - تأخذ المنديل -
نهض الشاب و قبل رحيله نطق بشيء
الشاب : لكني أتمنى أن لا تبكي مجددا فعيناكِ رقيقة لا تحتمل ملح الدموع فتؤذيها
ثم يذهب و يترك يونا في حيرة من كلامه إن كان كلامه غزلا لعيناها أم أنه قال ذلك لأجل سلامتها فقط...
تمر الأيام و ها هو اليوم الخامس منذ آخر رسالة أرسلها نيكولاس إلى جيمين و هذا يجعل جيمين أكثر قلقا على يونا فنيكولاس أخبره أنه يحتجز يونا في زنزانة و هذا ليس جيدا بالمرة..كل ما كان يفكر به هل تشعر بالبرد ؟ هل لديها ما تدفئ به نفسها ؟ هل يعطونها الطعام ؟ الماء ؟ هل تنام ؟ كيف تشعر ؟ هل تذرف ألماساتها كما سماها جيمين ؟ و كل هذه الأفكار كانت تؤلم قلبه كلما فكر بها لأن محبوبته بعيدة عنه و في خطر و لكن ليس بيده فعل شيء سوى الانتظار و كم كره الانتظار و أصبح يمقته لكنه يحاول التماسك و الصبر فهو لا يريد أن يتصرف بتهور و نتيجة لتهوره يخسر يونا للأبد فهو يعلم بأن نيكولاس بارد القلب لا يهتم إن قتل أحدهم و هذه كانت أكثر فكرة ترعب جيمين....يطيل نيكولاس الأيام فقط لتعذيب الآخر و جعله يتذوق الكثير من الألم و الخوف لكنه أخيرا قد قرر إرسال رسالة أخيرة لجيمين ليخبره بها عن العنوان الذي سيلتقيان به
....................
اليوم السادس منذ آخر رسالة قد وصلت لكن أخيرا قد أتى السيد كارلوس و بيده ظرف الرسالة و كالعادة يفتح جيمين الرسالة بلهفة و سرعة و يقرأ ما تحتويه
*محتوى الرسالة*
آمل ألَّا تكون انتظرت طويلا من أجل رسالتي بارك جيمين و أيضا أتمنى أن أيامك السابقة كانت أياما جميلة كجمال عيني محبوبتك..أتعلم ؟ هي بالفعل تمتلك أعين جميلة صحيح أنها صغيرة لكنها تصرخ بالجمال و الرقة و أعتقد أن عيناها هي السبب الذي جعلك تقع في حبها ؟ فأنت حتما لن تحبها على صوتها العالي هذا ! هي تستمر بالصراخ في كلامها كلما حادثتني سأفقد طبلة أذني إن بقيت لدي أكثر لذا عزيزي ركز جيدا فيما سأقوله سنتقابل غدا في المصنع القديم المهجور الذي على حواف المدينة و لا أعتقد أنك ستخطئ العنوان لأنه المصنع الوحيد هناك لذا تعال في الساعة الثامنة ليلا مع استمارات الملكية و المال الذي طلبته و حينها سأسلمك فتاتك و لن أزعجك مرة أخرى و لكن احذر اللعب معي بارك جيمين تعال وحيدا بلا شرطة أو أي أحد و إلا أقسم بأنك لن تراها مجددا سوى جثة هامدة .
أنت تقرأ
جمعنا القدر
Romanceيونا و هانا صديقتان منذ الصغر ، في يوم اضطرتا لمغادرة مملكتهما " مون " لأسباب عديدة حيث تقرران الذهاب لمملكة تدعى " سبعة " . لمَ سميت المملكة ب " سبعة " ؟ و ما سبب مغادرة الفتاتان لمملكتهما ؟ ماذا حدث ؟ و ماذا سيحدث ؟ هذا ما سيسرد في روايتي ذات التج...