الجزء التاسع عشر

21 6 1
                                    

تمر الأيام و تستمر الحياة بالمضي دون توقف..هاقد مرت ثلاثة أشهر بلمح البصر ، في هذه الأشهر أصبح خبر حمل زوجة هوسوك على كل لسان و التهاني تكاد لا تتوقف يوما واحدا و الهدايا كذلك الجميع سعيد بينما البعض يشعر بالوحدة لعدة أسباب ، هوسوك استطاع بشكل ما أن يتخطى ما حدث معه في علاقته العاطفية السابقة و ها هو يبني حياة عاطفية أخرى يأمل بأن تكون أفضل و أسعد أما يونا فأيضا تخطت الأمر بشكل جيد و فرحت كثيرا بخبر طفله..الاثنان تخطيا الأمر بشكل مختلف و أصبح ما كان بينهما ذكريات من الماضي في الحقيقة كانت يونا أول من استطاعت التخطي لأنها تجيد التعامل مع حزنها و مشاكلها الخاصة و أيضا جيمين لم يتركها تعاني وحدها و هوسوك عانى قليلا لكنه يبلي جيدا الآن....بعيدا عن علاقتهما فيونا منذ رحيل هانا و هي تشعر بالوحدة الشديدة مع أن الجميع يعاملها بلطف و بالأخص جيمين الذي أصبح هائما بها أكثر من قبل و أيضا هانا لم تتوقف عن إرسال الرسائل إليها بشكل منتظم أسبوعيا لكنها و بطريقة ما لا تستطيع منع هذا الشعور من احتلالها
...........................
الحادية عشر ليلا**
...........................
تعاني يونا من الأرق منذ فترة تقارب الأسبوعين و السبب شعورها بالوحدة و الذي يسوء يوما بعد يوم مسببا بكاءها كل ليلة و لا تعلم كيف توقف هذه المشاعر المؤلمة
يونا : هل أذهب إليه ؟ كلا كلا الوقت متأخر متأكدة أنه نائم الآن..لكن..أرغب بالتحدث معه علي أنسى هذا الشعور و لو قليلا..كلا كلا لن أزعجه هو متعب بالتأكيد و لن أبكي الليلة كذلك سأتجاهل مشاعري....
بقيت على هذا الحال ربع ساعة مترددة هل تذهب أو لا تذهب..هي تريد التحدث إليه إن كان مستيقظا لكنها تخشى إيقاظه أو إزعاجه مع أنه لن ينزعج من رؤية محبوبة قلبه في أي وقت لكنها تظن ذلك لا تريد أن تثقل عليه في شيء و أن تكون مصدرا للإزعاج..و أخيرا قررت الذهاب نحو غرفته لذا وضعت لحاف صغير على كتفيها لأن ملابس نومها خفيفة كالعادة
يونا : - تطرق الباب - يا إلهي ماذا فعلت
استغرب جيمين من طرق الباب في هذه الساعة و من تراه يكون ؟ لا يظن بأنها يونا بل لا يعتقد بأنها ستأتي إليه..أخرجه من أفكاره صوت الطرق مرة أخرى لذا ارتدى روب النوم فوق جسده لأنه عاري الصدر كما يكون دائما حين يريد النوم
جيمين : يونا ؟
يونا : هل أيقظتك ؟ آسفة يمكنك أن تعود لنومك
جيمين : كلا ما زلت مستيقظا لم أنم بعد
يونا :  لا بأس لا أريد إزعاجك أكثر تصبح على خير
جيمين : يونا - أمسك يدها يمنعها من الذهاب - ما الأمر ؟ هل هناك ما يزعجكِ ؟
يونا : في الحقيقة...كلا لا يوجد شيء فقط أعاني من الأرق و فكرت في أن محادثة بسيطة معك ستحل الأمر
جيمين : لنتحدث حتى الفجر إن أردتِ أنا لا أمانع..تعالي - أفسح لها المجال لتدخل -
يونا : لكن الوقت متأخر ربما تريد النوم
جيمين : كلا يونا لا أريد
يونا : متأكد ؟
جيمين : أجل
بعدها عم الصمت جيمين يقف في مكانه ينظر لها و يونا تنظر له من حين لآخر
جيمين : يونا ؟
يونا : أ..أنا...
جيمين : أجل ؟
تنظر له بصمت تفكر في فعل شيء ما لكنها مترددة
جيمين : إن كان هناك ما يؤرقكِ فأخبريني به سأساعدكِ...يونا ؟ لماذا تبكين ما الأمر ؟!
تقدمت و ارتمت في حضنه تحتضنه هذا ما أرادته لكنها كانت مترددة و في لحظة وجدت نفسها تنفذ ما أرادت فعله
جيمين : يونا ؟
كانت تحتضنه و تغرس رأسها في صدره تبكي بصمت لم تستطع منع دموعها من النزول بينما جيمين بادلها الحضن بصدر رحب يربت على ظهرها بخفة لتهدأ
جيمين : ما الأمر يونا ؟ أخبريني لا تبكي
كلما حاول إبعادها ليتحدث معها تشد الحضن تأبى أن تبتعد فتركها تفعل ما تشاء و هو يحاول جعلها تهدأ بكلماته الدافئة و تربيته..بعد دقائق توقفت عن البكاء لكنها لا تزال على وضعها تحتضنه هي للتو أدركت ما فعلت و تشعر بالحرج الشديد..عندما شعر جيمين بهدوئها أمسكها من أكتافها بخفة يبعدها ليرى وجهها الذي الصبح محمرا بسبب البكاء
جيمين : ما بكِ يونا ؟ ما الذي يبكيكِ ؟ أنظري لي - يرفع رأسها ناحيته - ما الذي يؤلم قلبكِ ولا أعلم به ؟ أخبريني
يونا : آ..آسفة
جيمين : على ماذا ؟
يونا : لأني اندفعت عليك هكذا
جيمين : - قهقه بخفة ثم احتضنها - لا تعتذري يمكنكِ فعل هذا متى ما أردتِ لن أرفض حضنكِ الذي يجعل قلبي صاخبا - فصل العناق -
يونا : - تضحك - كلا لن أفعل هذه أول و آخر مرة
جيمين : لماذا ؟ هل احتضاني مزعج لهذا الحد ؟
يونا : كلا لم أقصد ذلك إنه فقط..محرج و آسفة مجددا
جيمين : كفي عن الاعتذار - سحبها من يدها حتى وصل إلى السرير و جلس عليه - أخبريني الآن ما سبب هذا البكاء ؟
يونا : لا شيء..فقط أردت البكاء بلا سبب
جيمين : تعلمين أنكِ لن تخرجي من هنا حتى تخبريني ما الذي بكِ ؟ - نهض و أقفل الباب -
يونا : لماذا أقفلته ؟!
جيمين : كما قلت لن تخرجي حتى تبوحي بما يؤلمكِ - عاد لمكانه ثم اقترب من يونا واضعا يديه على وجنتيها - ما الذي تخفينه في قلبكِ ؟ أخبريني فقط و سأمحو هذا الألم
يونا : أشعر..بالوحدة
جيمين : الوحدة ؟
يونا : أجل
جيمين : كان عليكِ إخباري
يونا : لم أشأ إزعاجك
جيمين : إزعاجي ؟ هذا إزعاج محبب إلى قلبي و يعجبني لا أريد رؤية دموعكِ الحزينة مجددا إن كان هناك ما يحزنكِ تعالي إلي و أخبريني بكل شيء و لو كان بسيطا لا تخفيه عني
يونا : و ماذا إن كنت نائما ؟ أو مشغولا ؟
جيمين : أيقظيني إن كنت نائما و إن كنت مشغولا فتبا للعمل ليس أهم منكِ
يونا : لماذا تعاملني بهذا اللطف ؟
جيمين : لماذا برأيك ؟
يونا : لا أعلم
جيمين : حقا ؟ أيتها الكاذبة - يدغدغها من خصرها -
يونا : توقف ! - ضحكة - جيمين - ضحكة -
جيمين : أنتِ سيئة في الكذب و هذا عقابك - يستمر بدغدغتها -
يونا : لست أكذب - ضحكة - فقط دعني سأموت من الضحك
استمر بما يفعل و استمرت هي بمقاومته إلى أن فشلت و ارتمت على السرير خلفها و هو اعتلاها يلصق جبينهما سويا
جيمين : لا تعلمين كم من المشاعر أحمل لكِ في قلبي..أترين هذا القلب ؟ - يمسك يدها و يضعها ناحية قلبه - هذا القلب يهواكِ هذا القلب غرق بكِ لقد أصبح هذا القلب و صاحبه.. - ينظر في عينيها - يهيمان عشقا بكِ لم أعد أحبكِ فحسب يونا لقد فقت الحب أنا عاشق أنا هائم أنا متيم بكِ و لكِ وحدكِ - قبلها على خدها مطولا - هل علمتِ الآن إجابة سؤالك ؟
يونا : ع..علمت..لكن..هل أستحق كل هذا ؟
جيمين : حتى روحي و فؤادي قليلان بحقكِ يونا
يونا : هذا كثير
جيمين : ليس عليكِ - نهض من فوقها - استعدي فغدا سنخرج للتنزه
يونا : إلى أين ؟
جيمين : مفاجأة - يغمز -
يونا : أوه..أشعر بالحماس
جيمين : هذا المطلوب
يونا : إذن..تصبح على خير
جيمين : ألن تبقي ؟ نامي على السرير و أنا على الأريكة
يونا : لا بأس أنا بخير الآن لا تقلق - بابتسامة -
جيمين : بخير حقا ؟
يونا : أجل..بفضلك
جيمين بابتسامة : يسرني هذا
يونا : تصبح على خير جيمين
جيمين : تصبحين على خير
........................
الواحدة ظهرا**
........................
يونا : إلى أين سنذهب ؟ أخبرني حتى أعرف ما أرتدي
جيمين : ستبدين جميلة بأي شيء ترتدينه
يونا : عنيد..حسنا انتظرني هنا سأبدل ملابسي و آتي
جيمين : حسنا
انتظرها أمام غرفتها حتى خرجت بعد عشر دقائق
يونا : كيف أبدو ؟ أيليق بي اللون الفستقي ؟
جيمين : - يحدق بإعجاب -
يونا : هل هو سيء ؟
جيمين : كلا ! إنه جميل كثيرا أخشى.. - يقترب منها و يحاوط خصرها - أن يقع في حبك كل من ينظر لكِ
يونا : - تضحك و تضرب صدره - لن يحدث و أنت تعلم
جيمين : ما أعلمه هو أنني أغرق بكِ أكثر و أكثر
يونا : لا تبالغ إنه فستان
جيمين : أنا لا أبالغ و الآن هيا لنخرج و نستمتع بوقتنا - يمسك يدها و يجرها معه -
**بعد نصف ساعة**
جيمين : وصلنا - ينزل من العربة -
يونا : السوق ؟ لماذا نحن هنا ؟
جيمين : أحتاج مساعدة و متأكد بأنكِ الأنسب لهذا..أريد شراء هدية لفتاة تهمني و أريد منكِ اختيارها
يونا : فتاة ؟ لماذا أنا من سأختار هديتها ؟
جيمين : لأنكِ فتاة مثلها و الفتيات يفهمن بعضهن
يونا : أوه..حسنا ماذا تريد أن تشتري إذن ؟ و أيضا هل لي بأن أعرف من هذه الفتاة ؟ لم أعتقد أنك تملك علاقات جيدة مع الفتيات
جيمين : سأعرفكِ عليها لاحقا لا تقلقي
يونا : لست قلقة
جيمين : تغارين ؟
يونا : ماذا ! كلا ليس صحيحا !! دعك من هذا و أخبرني ماذا تريد أن تشتري لها
جيمين : - يضحك - كنت أغيظكِ ليس إلا..حسنا أعتقد أن الفتيات يحببن المجوهرات لذا هذا ما سأشتريه
يونا : فكرة جميلة
جيمين : لندخل لهذا المتجر 
يونا : أفلت يدي أولا
جيمين : لست مستعدا لضياعك بين هذا الحشد لذا لن أتركها
يونا : يا إلهي جيمين لن أضيع ! لست طفلة !
جيمين : حسنا ربما أمسككِ بطريقة أخرى ؟
يونا : أخرى ؟ ماذا تعني ؟
جيمين : كإمساك خصركِ و جعلكِ قريبة مني
يونا : ماذا ! كلا كلا خذ يدي لم أعد أمانع
جيمين : - يضحك - حسنا
يونا : توقف عن إغاظتي جيمين
جيمين : سأفكر
يونا : لا تفكر بل عليك التوقف
جيمين : - يجرها معه نحو المتجر - مرحبا
البائع : أهلا سيد جيمين ! - ينحني - ما سبب زيارتك اليوم ؟ - ينظر لتشابك أيديهما -
جيمين : أري هذه الآنسة بعضا من المجوهرات الجميلة
البائع : بالطبع ! أي نوع ؟ عقد أم خاتم ؟
يونا : أفضل العقد
البائع : حسنا لحظة من فضلك
يونا : جيمين ألا يبدو هذا المتجر باهضا ؟
جيمين : أجل لكنها تستحق
يونا : يبدو أنك تهتم لأمرها كثيرا - تلعب بأصابعها -
جيمين : أكثر من أي شيء
البائع : ها هي أحدث تشكيلة وصلتنا هذا الشهر لكن ثمنها باهض قليلا
جيمين : لا بأس
يونا : هذا جميل
جيمين : أي واحد ؟
يونا : ذو اللؤلؤة البيضاء
جيمين : جميل و متأكد سيبدو أجمل على عنقها
يونا : أجل..سيبدو جميلا
جيمين : حسنا لقد اخترنا هذا
يونا : كم يبلغ ثمنه ؟
البائع : ألفي دولار
يونا : أ..ألفي دولار !!
جيمين : احزمه لي من فضلك
البائع : على الفور
يونا : لماذا باهض هكذا ؟! ألا بأس به معك ؟
جيمين : أخبرتكِ بأنها تستحق
يونا : آه..نسيت
البائع : تفضل سيدي
جيمين : شكرا لك
البائع : ننتظر زيارتك مرة أخرى سيد جيمين - ينحني -
يونا : أجلبتني معك فقط لأختار هدية لفتاتك المهمة ؟
جيمين : لا تشغلي بالكِ بها الآن و دعينا ندخل إلى المتجر الآخر
يونا : هل تنوي شراء السوق كاملا لها ؟
جيمين : تعجبني الفكرة هل تظنين بأنها ستحب هذا ؟
يونا : عليك أن تعرف فأنا لا أعرف الفتاة شخصيا
جيمين : هذه المرة أريد منكِ اختيار فستان لكِ إنه هدية لمساعدتي
يونا : فستان لي ؟ لكني لا أحتاج
جيمين : - يدخل - الرفض ممنوع أنا أرغب بإهداء محبوبتي
يونا : م..محبوبتك ! ألم أقل لك أن تكف عن إغاظتي ؟!
جيمين : لست أغيظكِ هذه الحقيقة هيا اختاري ما يعجبكِ و لا بأس بأكثر من واحد
يونا : حسنا..
مضت خمس دقائق و هي ما زالت تبحث عن شيء يعجبها حتى لفت أنظارها فستان مخملي بلون النبيذ الأحمر العتيق
يونا : سأجرب هذا
جيمين : حسنا - جلس على الأريكة أمام غرفة القياس -
دقيقتان حتى خرجت بفستانها المخملي
يونا : كيف أبدو ؟
جيمين : ما هذا ؟
يونا : ماذا هل هو سيء ؟
نظر حوله و رأى أن لا أحد ينتبه لهما فأمسك يدها و جرها بسرعة ناحية غرفة القياس و أغلق الستارة
يونا : م..ماذا تفعل جيمين ؟! ماذا إن رآنا أحد ماذا سيظن !
جيمين : لا أهتم
يونا : جيمين !
جيمين : ما هذا الفستان ؟
يونا : أليس جميلا ؟ إن كان لا يروق لك يمكنني إيجاد فستان آخر
جيمين : لا..يعجبني و يروق لي
يونا : حقا ؟ إذن لماذا...
جيمين : - يقترب منها حتى حاوط خصرها - كيف تخرجين به ؟
يونا : ما به و لماذا لا أخرج به ؟
جيمين : ألا ترين أنه مكشوف كثيرا ؟ يظهر عنقكِ بالكامل و قليلا من صدركِ و نصف ظهركِ ! هذا غير مقبول من الجيد أنه لم يركِ أحد غيري
يونا : لكني أحببته يبدو جميلا علي و أنا لا أمانع الخروج به
جيمين : أنا أمانع لن تشتري هذا الفستان يونا
يونا : لكن...
جيمين : انتهى..تعلمين..بمظهركِ هذا أنتِ تبعثرين قلبي فكيف لو رآكِ الناس ؟ لا أقبل و لن أقبل سوى بشرط واحد
يونا : ما هو ؟
جيمين : أن ترتديه معي الليلة و لي وحدي
يونا : أنت تبالغ مجددا إنه ليس مكشوفا كما تقول !
جيمين : كما ترغبين لن نشتري هذا الفستان
يونا : جيمين - بتوسل -
جيمين : لست مجنونا لأدع الجميع يراكِ بهذا الفستان و لأدع الجميع يحدقون بمفاتنك
يونا : لن تغير رأيك ؟
جيمين : لا
يونا : حسنا..أقبل شرطك لكن لماذا الليلة تحديدا ؟
جيمين بابتسامة : مفاجأة..سأنتظركِ بالخارج
يونا : حسنا
خمس دقائق و خرج كلاهما من المتجر مع الفستان
يونا : هل سنعود للقصر ؟
جيمين : كلا نزهتنا لم تنتهي بعد
يونا : إلى أين سنذهب ؟
جيمين : هذه مفاجأة أيضا
يونا : مليء بالمفاجآت
جيمين : من أجلكِ فقط
نصف ساعة أخرى و قد وصلا إلى وجهتهما
يونا : مزرعة ؟
جيمين : هذه مزرعة القصر الخاصة أردت اصطحابكِ إليها
يونا : إنها جميلة و ضخمة كذلك
جيمين : تعالي لندخل
دقائق أخرى**
يونا : إسطبل ! يا إلهي جيمين أنا أحب الخيول
جيمين : حقا ؟ هذا جيد لأنني كنت أخطط لامتطاء أحدهم معكِ
يونا : أحبهم لكن لا أعرف كيف أمتطيهم
جيمين : لهذا أنا هنا
يونا : هل تجيد هذا ؟
جيمين : سترين بعد قليل الآن لنتناول الغداء
يونا : هل حضرت لهذا مسبقا ؟
جيمين : بالطبع
يونا : لأجلي ؟
جيمين : لأجلك - قبلها على يدها - لندخل
انتهيا من تناول وجبتهما و ذهبا للإسطبل
يونا : تبدو جيدا بملابس الخيَّال
جيمين : و ستبدين جميلة بها اذهبي لتغيير ملابسكِ
يونا بحماس : ذاهبة
خمس دقائق و عادت
يونا : إنها أول مرة أرتدي بها هذا لذا..أشعر بالغرابة
جيمين : لماذا تبدين جميلة دائما ؟
يونا : لأنك تراني هكذا
جيمين : و لا أريد لغيري بأن يراكِ كما أراكِ أنا
يونا : لنذهب أنا متحمسة
..................
في الإسطبل**
..................
جيمين : هذه أليكسا الخيل الخاصة بي
يونا : و الستة الباقون ؟
جيمين : لنامجون هيونغ و البقية كل منا لديه خيل خاص به و الآن شاهدي عرضي و حددي إن كنت أجيد هذا أم لا - يغمز -
يونا : حسنا
كان جيمين يتحكم بخيله بشكل أكثر من جيد بل بشكل محترف و الجيد بالأمر أن خيله تستجيب له و كأنها تفهم ما يقوله لها..يقفز فوق الحواجز متخطيا جميعهم بشكل سلس ثم يجعلها تركض بسرعة في المساحة الفارغة ثم يعود ليونا و يهدئ من سرعته تدريجيا حتى أصبح أمامها
جيمين : إذن ؟ ما رأيكِ ؟
يونا : أنت رائع لم أتوقع أنك تجيد هذا
جيمين : أنا مليء بالمفاجآت
يونا : متى يحين دوري ؟ أريد الركوب
جيمين : هاتي يدكِ إذن
يونا : معك ؟
جيمين : جولة حول المكان
يونا : حسنا
تمد يدها و يمسكها و يرفعها لتجلس أمامه
يونا : لن أسقط صحيح ؟
جيمين : بالطبع لا فماذا أفعل هنا ؟ - ينحني ليمسك اللجام -
يونا : ماذا تفعل ؟
جيمين : أمسك اللجام كما ترين
يونا : لكنك..ملتصق بي
جيمين : لحمايتك من السقوط أم أنكِ ترغبين بالتأذي ؟ إذا كان هذا ما تريدينه فلا بأس سأبتعد و حينها ستسقطين
يونا : لا لا إلا السقوط من هذه المسافة فقط أمسكني جيدا
جيمين : توجد طريقة أخرى إن أردتِ
يونا : كيف ؟
جيمين : نعكس مكانينا أنتِ في الخلف و أنا في الأمام
يونا : يبدو أفضل
جيمين : - ينزل من الخيل -
يونا : لماذا تركتني وحدي ! كيف سأنزل الآن ؟!
جيمين : - يقهقه - لا داعي لنزولك فقط افسحي لي المجال حتى أركب أمامكِ
يونا : حسنا
جيمين : - يعاود الصعود - و الآن تمسكي بي جيدا
يونا : - تمسك بأكتافه -
جيمين : ليس هكذا بل هكذا - يمسك يديها و يثبتهما على معدته - مستعدة ؟
يونا : أجل..ربما
جيمين : هل أنتِ خائفة ؟
يونا : قليلا
جيمين : لا تخافي و أنا معكِ لن أدع شيئا يؤذيكِ..تمسكي
تحركت الخيل مشيا أولا ثم هروله فصرخت يونا بخوف و شدت تمسكها حوله ليقهقه جيمين على لطافتها..بقيا على الخيل يمشيان بها تارة و تارة أخرى يجعلاها تركض حتى بدأت الشمس بالغروب
يونا : لنشاهد الغروب ما رأيك ؟
جيمين : لكِ هذا - ينزل -
يونا : ماذا تفعل ؟
نزل جيمين ليصعد مرة أخرى لكن خلفها هذه المرة..كانت تفصل بينهما مسافة صغيرة حتى اقترب جيمين أكثر و وضع كلتا يديه على خصرها
جيمين : كي لا تسقطي
دائما ما كان يحب إمساكها من خصرها و لا يفوت أي فرصة تسمح له بذلك مثل الآن..اقترب أكثر ليصبح ملتصقا بها يحاوطها بكلتا ذراعيه
يونا : ماذا..تفعل ؟
جيمين : لا شيء شاهدي الغروب لا تهتمي بي
يونا : لكنك ملتصق بي
جيمين : يضايقكِ هذا ؟
يونا : فقط..يوترني
جيمين : لدي شيء أفضل من الغروب
يونا : و هذا الشيء هو التصاقك بي أليس كذلك ؟
جيمين : أصبتِ لكنها إجابة ناقصة
يونا : ناقصة ؟ كيف ؟
جيمين : قربي منكِ هو أفضل عندي من كل شيء و أيضا..رائحتكِ
يونا : أوه
جيمين : لا تهتمي بي شاهدي الغروب فحسب
كانت هي تحدق بالغروب بينما هو متمسك بها و يشتم رائحتها بهيام..رائحتها تشبه الفانيلا و هذه الرائحة تروق له جدا لأنها تخصها
يونا : جيمين ؟
جيمين : همم ؟
يونا : ماذا تفعل ؟
جيمين : رائحتكِ تأسرني
يونا : هذا عطري يمكنني إعطاؤك زجاجة فأنا أمتلك اثنتين منه
جيمين : أحببت الفكرة لكني أفضل أن أشتمه عليكِ
همهمت له ثم عم الصمت مجددا حتى كسره جيمين
جيمين : هل نعود لتناول العشاء ؟
يونا : أجل
جيمين : حسنا أمسكي اللجام كما علمتكِ وقودي بنا
يونا : مرفوض
جيمين : لماذا ؟
يونا : هل تريد من الجميع رؤيتنا ملتصقين بهذا الشكل !
جيمين : أنا لا أمانع
يونا : كلا كلا مرفوض
جيمين : حسنا - ينزل ليعاود الصعود - تمسكي بي
يونا : ماذا بشأن مفاجأتك ؟
جيمين : سنذهب لمقابلة تلك الفتاة وحدنا
يونا : ماذا ! و لماذا سأقابلها ؟ أنا حتى لا أعرفها !
جيمين : سأعرفكِ عليها هي لطيفة مثلكِ
يونا : أنت لا تكف عن مديحها طوال الوقت
جيمين : لأنها تستحق
يونا : لست مضطرة لسماع مديحك بشأنها
جيمين : هذا يعني بأن جميلتي تغار - ابتسامة لعوبة -
يونا : كلا ! لا أغار و لماذا أغار أساسا ؟ لا تهمني تلك الفتاة المهم الآن كيف سأقابلها و أنا متسخة ؟ ستعتقد أني قذرة
جيمين : المزرعة مجهزة بكل شيء تستطيعين أخذ حمام كما سأفعل فبالطبع أنا أحتاج حماما أيضا لأني متسخ
يونا : أجل أجل احرص على أن تكون جذابا أمامها أول شيء سأقوله لها عندما أراها أنك لم تكف عن التحدث عنها و كم هي تعني لك
جيمين : ربما لا أريدها أن تعلم ؟
يونا : ليس من شأني عليها أن تعرف لربما تصبحان ثنائيا رائعا معا - تقلب عينيها -
جيمين : لكن قلبي لا يرى سواكِ
يونا : لا تعلم ربما تنقلب الأمور
جيمين : على فكرة أنتِ تغارين و هذا واضح
يونا : كف عن قول هذا ! أخبرتك أنا حتى لا أهتم فلماذا سأغار من تلك الفتاة ؟! 
جيمين : لننزل
يونا : أنزلني لا أستطيع النزول وحدي
جيمين : سأفعل - يمسكها من خصرها ثم يرفعها و يضعها على الأرض -
يونا : ذاهبة لأستعد
جيمين : حسنا
السيدة : سيدي الحمام جاهز
جيمين : هل كل شيء معد كما أردت ؟
السيدة : أجل سيدي هل تريد شيئا آخر قبل مغادرتي ؟
جيمين : كلا ليلة سعيدة
السيدة : ليلة سعيدة سيد جيمين
مرت نصف ساعة جيمين أنهى استحمامه و ارتدى بدلته الرمادية بلون رماد الفحم مع قميص أسود بربطة عنق و سترة بلا أكمام فوقه ثم السترة الأساسية للبدلة و حذاء كلاسيكي أسود مطفي و جلس على الأريكة ينتظر يونا حتى تنتهي..عشر دقائق مرت لتخرج يونا بفستانها المخملي الأحمر الذي يأسر الأنفاس مع أحمر شفاه بذات اللون و شعر منسدل و كعب أسود..عندما رآها جيمين وقف و بقي يحدق بها لثواني طويلة غير قادر على إزالة عينيه عن جمالها الآسر
يونا : ما بك تحدق بي هكذا ؟ هل من خطب فيّ ؟
جيمين : كل هذا لي ؟ - يقترب ليصبح أمامها - تبدين فاتنة للحد الذي يجعلني لا أستطيع التوقف عن النظر إليكِ للحد الذي يجعلني أفقد صوابي من فتنتك - يمسك خصرها و يشدها إليه - لو كان هناك أحد غيري رأى هذا لكنت جننت أنتِ ملكي وحدي أنا فقط من يرى فتنتكِ هذه فقط أنا
يونا : أأعجبك فستاني لهذه الدرجة ؟
جيمين : بل أنتِ بجميعكِ بكل ما فيكِ
يونا : أنت أيضا..تبدو وسيما بهذه البدلة لكن ألست تبالغ بتأنقك ؟
جيمين : ألا تبالغين بجمالك ؟
يونا : - تضرب صدره - أنت المبالغ الوحيد هنا كل هذا فقط لتلك الفتاة
جيمين : لا يهم فقلبي ملككِ وحدكِ
يونا : هيا ألن نذهب ؟ تأخرنا
جيمين : لم نتأخر هي هنا في المزرعة
خرجا من المنزل و مشيا معا إلى أن وصلا إلى منزل آخر و لكنه أصغر..عندما أصبحا أمامه فتح جيمين الباب لتدخل يونا أولا ثم هو
يونا : يبدو المنزل فارغ
جيمين : ربما
يونا : أين الفتاة ؟
جيمين : هنا
يونا : أتمازحني ؟ لا يوجد غيرنا في هذا المنزل
جيمين : أغمضي عينيكِ و لا تفتحيهما حتى أخبركِ
يونا : لماذا ؟؟
جيمين : افعلي كما أخبرتك لن تندمي
أغمضت عينيها تقف مكانها و جيمين خلفها على بعد خطوات بسيطة يخرج شيئا ما من جيبه ثم تقدم إليها يضع ما كان بيده على عنقها و يغلقه
يونا : ماذا تفعل ؟ أريد فتح عيناي
جيمين : افتحيهما الآن
يونا : - تفتح عينيها - ماذا وضعت على عنقي ؟
جيمين : انظري في المرآة
يونا : ه..هذا...أليس هذا لها ؟ كيف تلبسني إياه ؟
جيمين : - يقترب ليصبح خلفها ثم يحاوط خصرها و يسند ذقنه على كتفها - أجل إنه لها
يونا : لم أعد أفهم شيئا
جيمين : فكري أكثر كل شيء واضح الآن - بهمس في أذنها -
يونا : هل تعني...أن هذه الفتاة كانت أنا ؟! كنت تخدعني طوال الوقت ؟
جيمين : أجل إنها أنتِ و لا لم أكن أخدعكِ أنتِ من صدقتِ بوجود فتاة أخرى أهتم لأمرها غيرك
يونا : - تلتفت له بكامل جسدها - جيمين..
جيمين بابتسامة : عينيكِ تدمعان
يونا : اصمت..جيمين لماذا فعلت كل هذا ؟
جيمين : من أجلكِ ألم أخبركِ ؟
يونا : أقصد لماذا جعلت الأمر يبدو و كأن فتاة أخرى موجودة حقا
جيمين : في الحقيقة توقعت أن تعرفي من هي الفتاة لكنكِ لم تعرفي لذا أكملت الأمر
يونا : و كيف لي أن أعرف بلا أن تخبرني ؟
جيمين : عيناي تشرح كل شيء و مشاعري العاشقة تجاهكِ و نبض قلبي الذي لا يتوقف حينما تكونين معي كافون لتعرفي أني لا أهتم لفتاة سواكِ
يونا : آسفة لأني لم أعلم منذ البداية بأنها كانت أنا
جيمين : لا بأس فكلا الفتاتين هي أنتِ لذا لا داعي للأسف و الآن تعالي
جرها من يدها إلى غرفة المعيشة التي تتوسطها طاولة دائرية عليها طعام يكفي لكليهما و أنوار لشموع تنير المكان بخفوت لتجعل الجو رومانسيا أكثر و بيانو يجلس عليه رجل يدير ظهره لهما
يونا : ما كل هذا جيمين ؟ متى فعلت ذلك ؟!
جيمين : هذا كله لأجلكِ لقد استيقظت باكرا هذا الصباح و أتيت لتجهيز المكان أما الطعام فأعده الطباخون
يونا : إذن خططت لهذا مسبقا ؟
جيمين : - يحاوط خصرها - على جميلتي أن لا تشعر بالوحدة بينما أنا موجود
يونا : جيمين ! الرجل هنا ماذا تفعل !
جيمين : لن يرى شيئا فكما ترين هو يعطينا ظهره و أيضا لا يستطيع سماعنا
يونا :لا يستطيع سماعنا ؟
جيمين : أجل أخبرته بأن يضع سدادات للأذن هو هنا ليعزف لنا ثم يرحل
يونا : حقا ! - تقهقه - أنت غير معقول
جيمين : الأمر معقول لأن هذه الليلة خاصة بنا وحدنا
يونا : أنا..لا أصدق بأنك فعلت كل هذا لأجلي و لأني أخبرتك بشعوري بالوحدة ليلة أمس
جيمين : عليكِ أن تصدقي لأنها الحقيقة..أتودين الرقص أولا أم الأكل ؟
يونا : لنأكل أولا لأني جائعة
نصف ساعة مرت و هما يتناولان الطعام و يتبادلان الأحاديث و يضحكان سويا يونا ممتنة له على لطفه و اهتمامه في الحقيقة هو كان هكذا دائما..دائما ما يهتم بأصغر تفاصيلها
جيمين : إذن هلَّا نرقص يا فاتنتي ؟ - يمد يده -
يونا : أجل - تمسك يده -
وكز كتف الرجل إشارة ليبدأ العزف بينما يجر يونا من يدها بكل رقة و ينظر لها بنظراته الهائمة توقفا في المنتصف ليحاوط خصرها بيد و الأخرى يشابكها بخاصتها الحرة دقائق مرت و هم على هذا الحال يرقصان على أنغام البيانو حتى عندما انتهت المعزوفة و غادر الرجل بقيا يتمايلان و غيرا أماكن أيديهما هي وضعت كلتا يديها على كتفيه و هو على خصرها من الجانبين يحدق بها كأنها كنز ثمين لا يود إزاحة عينيه عنها للحظة هو مفتون بها كما حال قلبه النابض بجنون بجوارها و قربها هذا و كلما كانت تشيح بنظرها بعيدا يعاود جعلها تنظر في عينيه
يونا : ألن تكف عن النظر إلي بهذه الطريقة ؟
جيمين : لا - يلصق جبينهما معا و يغمض عينيه -
يونا : سنستمر بالرقص ؟
جيمين : قليلا بعد
صمت حل لثواني و هما يتمايلان بهدوء إلى أن تكلم جيمين
جيمين : أريد أن أسألكِ شيئا
يونا : ماذا يدور في رأسك ؟
جيمين : - يفصل تلامس جبينهما و ينظر لها - ماذا أنا بالنسبة لكِ يونا ؟
يونا : أ..أنت..- تشيح نظرها -
جيمين : كلا أخبريني بكيف تشعرين نحوي و أنتِ تنظرين في عينَي - يدير وجهها ناحيته -
يونا : أنا..لا أملك إجابة في الوقت الحالي..
جيمين : إذن هل ستجاوبين على سؤالي عندما تملكين الجواب ؟
يونا : أجل
جيمين : كم يستغرق وقتا ؟
يونا : لا أعلم
جيمين : لا بأس سأبقى أنتظر الجواب و لو كان بعد فترة طويلة 
قبل خدها الأيمن ثم الأيسر ثم أنفها و عندما تبقت شفتاها نطق بما يفكر
جيمين : هل علي إفساد أحمر شفاهك يا ترى ؟
يونا : كلا ! لقد استغرقت وقتا لأجعله يبدو بهذا الشكل المثالي
قهقه جيمين ثم ابتعد ليتحدث و تغيرت ملامحه للحزن
جيمين : لدي شيء أخبركِ به
يونا : ماذا هناك ؟
جيمين : تعالي لنجلس
جلسا على كثير من الوسائد المريحة و الناعمة و كبيرة الحجم و التي اشتراها و رتبها جيمين مسبقا هذا الصباح
يونا : أنت تقلقني ما الأمر ؟ هل هو شيء يخصك ؟ هل تعاني من شيء ؟ أخبرني
جيمين : كلا يونا صحتي على أتم حال الأمر فقط أنني..سأضطر للسفر غدا
يونا : تسافر ؟ إلى أين و لماذا ؟
جيمين : سأسافر من أجل العمل إلى مدينة فينيت
يونا : كم من الأيام ستبقى هناك ؟
جيمين : أربعة أشهر
يونا : ماذا ؟ أربعة أشهر ؟ أنت تمزح صحيح ؟ إن كانت إحدى دعاباتك فتوقف عن هذا جيمين..
جيمين : لست أمزح أنا جاد
يونا : لكن..أربعة أشهر كثيرة..ليست بفترة بسيطة
جيمين : أعلم و هذا يؤلم قلبي 
صمتت يونا و أدارت نفسها للجهة الأخرى و مرت دقائق طويلة وهي على حالها
جيمين : يونا - يمسك ذراعها الأيمن -
يونا : الجميع غادر..الجميع يتركني و أبقى وحيدة هذا ما يحدث دائما
جيمين : كلا يونا ما الذي تقولينه ! لماذا تفكرين بهذه الطريقة ؟! أنا لم و لن أترككِ ما حييت أنتِ تعنين لي الكثير  - يحتضنها من الخلف بقوة - أتخالين بأن الأمر سهل علي ؟ يونا هذه الأربعة أشهر ستكون جحيمي أنا حتى لا أستطيع الإبتعاد عنكِ ليوم واحد فكيف كل هذه المدة ؟ لن أكون سعيدا ولا مرتاحا للحظة واحدة
يونا : لا بأس..حتى إن أردت تركي..
جيمين : يونا ! - يديرها ناحيته حتى أصبحت أمامه و يمسك بوجنتيها بكلتا يديه  - أنا لن أترككِ أبدا هذا لن يحدث أستطيع ترك الجميع لكن أن أترك روحي هذا لن يحدث يونا أنا أحبكِ ألم تفهمي بعد إلى أي مدى أنا أحبكِ ؟ ألم تفهمي بعد إلى أي مدى أصبحت عاشقا لكِ ؟ هائما ؟ مغرما ؟
يونا : أعلم بمشاعرك تجاهي..
جيمين : إذن لماذا تقولين هذا الكلام ؟
يونا : لا أعلم جيمين لا أعلم
جيمين : - يحتضنها و تبادله حضنه ثم يفصله بعد مدة - أنا لن أذهب للأبد إنها فقط فترة و سأعود إلى هنا هيا ابتهجي لا أريد رؤية الحزن على وجهكِ - بابتسامة حنونة -
يونا : آسفة لأني أبالغ هكذا
جيمين : لماذا تعتذرين ؟ خذي هذا - يدغدغها -
بقي يدغدغها و هي تضحك و تقاوم دغدغته حتى توقف عندما تعب كلاهما من الضحك
يونا : كدت أموت عليك التوقف عن فعل هذا بي
جيمين : أنتِ من تريدين هذا كم مرة أخبرتكِ أن تكفي عن قول آسفة ؟ كثيرا لذا هذا عقاب
يونا : إذن يجب علي معاقبتك أيضا
جيمين : لم أفعل شيئا لأستحق العقاب
يونا : مع الأسف
ثم يضحكان و ينظران لبعضهما بصمت
يونا : هناك شيء يدور في رأسي
جيمين : ما هو ؟
يونا : هل هذه الليلة..أعني أنك فعلت كل هذا كتوديع ؟
جيمين : أولا من أجلكِ لأنكِ كنت حزينة و أردت محو هذا الحزن المقيت و ثانيا أردت صنع ذكرى تجعلني قويا حتى عودتي و ثالثا سأطلب منكِ شيئا
يونا : ماذا ؟ - بتساؤل -
جيمين :  زجاجة عطرك أريد أخذها معي لا بأس بهذا صحيح ؟
يونا : لا بأس فأنا أمتلك زجاجتين
جيمين : ضعيها أمام باب غرفتي عندما نعود
يونا : ألن تودعني صباحا ؟
جيمين : لا أقوى على هذا
يونا : كم الساعة الآن ؟
جيمين : ربما العاشرة
يونا : ألن نعود للقصر ؟ تأخر الوقت
جيمين : الليلة خاصة بنا وحدنا هذا يعني أننا لن نعود إلا صباحا
يونا : حسنا إذن..أيوجد أسرة ؟
جيمين : لم أجلب هذه الوسائد عبثا سننام عليها
ثم بدأ بخلع سترة بدلته ثم السترة الأخرى ثم ربطة عنقه ثم الحذاء حتى أصبح بقميصه الأسود و فتح أول زرين منه و أزرار الأكمام و رمى بنفسه للخلف على الوسائد ينظر ليونا
يونا : ماذا ؟
جيمين : أريد النوم بينما أحتضنك
يونا : لا ! - بخجل -
جيمين : - يضحك - وجهكِ أحمر
يونا : سننام منفصلين - تخلع حذاءها -
جيمين : لا بأس طالما أشعر بكِ بجانبي
يونا : سأنام على الطاولة
جيمين : حسنا سأصمت
يونا : ألا يضايقك القميص ؟
جيمين : لا بأس به معي هكذا
يونا : يمكنك أن تفتحه أو تخلعه سأدير وجهي على الجهة المعاكسة و أنام
جيمين : قومي بفتحه لي فأنا نعس
يونا : لن أفعل !
جيمين : ألا تشعرين بالفضول لرؤيتي بدون القميص ؟
يونا : م..ماذا !! كلا و لماذا أكون فضولية ناحية هذا ؟
جيمين : - يضحك - إغاظتكِ شيء ممتع
يونا : ليس ممتعا أيها المزعج
جيمين : أنا مزعج ؟!
يونا : أجل
جيمين : لست مزعج
يونا : بلا
جيمين : كلا
يونا : بلا
جيمين : كلا
يونا : ألم تكن نعسا منذ قليل ؟ ما الذي حدث الآن ؟
جيمين : لا زلت نعسا
يونا : لماذا لا تنام ؟
جيمين : نامي أولا
يونا : هل أنت طفل ؟
جيمين : لو كنت طفلا لاعتنيتِ بي أكثر
يونا : الطفل يحتاج الاعتناء
جيمين : أنا أحتاجه منكِ كذلك
يونا : حسنا أيها الطفل الكبير نم
جيمين : الأطفال يحتاجون العناق عانقيني
يونا : جيمين !
جيمين : عانقيني يونا لأني إذا عانقتكِ أنا لن أفلتكِ
يونا : أنت لحوح - تحضنه ثم تبتعد -
جيمين : هذا لا يسمى عناقا حتى عانقيني أطول
يونا : يبدو أننا لن ننام هذه الليلة بسببك
تحضنه فيبادلها و يقبل شعرها
يونا : تصبح على خير
جيمين :  تصبحين على خير
يونا : يمكنك خلع القميص إن أردت
جيمين : قومي بذلك لي
يونا : ماذا !
جيمين : أقصد فتحه لا خلعه
يونا : لا أستطيع
جيمين : بلا تستطيعين
أخذ يديرها ناحيته حتى أصبح وجههما متقابلين عن قرب
جيمين : كيف ستفتحينه و أنتِ مغمضة العينين ؟
يونا : أخبرتك لا أستطيع لكنك عنيد
جيمين : أنظري إلى عينَي
يونا : و ماذا إن كنت تخدعني و قد خلعته مسبقا ؟
جيمين : لم أفعل أنظري و سترين
يونا : - تفتح و تنظر - أنت على حق
جيمين : تستمرين في عدم تصديقي
يونا : لأنك دوما ما تخادعني و تغيظني
جيمين : لكن مشاعري تجاهكِ ليست بخدعة
يونا : أعلم
جيمين : هيا..افتحيه بينما تنظرين في عينَي
يونا : ألا يمكنك الابتعاد قليلا ؟
جيمين : لا - أمسك يدها و وضعها على قميصه عند الأزرة -
بدأت يونا بفك أزرار قميصه واحدا تلو الآخر بينما تنظر لعينيه و هو تارة ينظر في عينيها وتارة و يسرق النظر إلى شفتيها و عندما وصلت إلى الزر الأخير نطق جيمين بما يجول في رأسه هامسا
جيمين : لا زلت أريد إفساد أحمر شفاهك هذا  نطق بينما يده ارتفعت إلى شفتيها تحديدا إبهامه و بدأ يتلمسهما به
يونا : انتهيت
جيمين : - اقترب منها أكثر ليهمس - يونا
يونا : ماذا ؟
جيمين : أريد إفساده
يونا : جيمين...
جيمين : لماذا لا تدعيني أقبلك ؟ أنا أرغب بهذا منذ زمن و بشدة
يونا : لأنني..
جيمين : لا تملكين مشاعرا تجاهي ؟
يونا : كلا ! أ..أملك لكني لست واثقة إن....
لم تكمل بسبب شفاهه التي حطت على شفاهها يقبلها بكل حب و رقة و هي لم تبعده و لم تبادله بل استسلمت له و تشبثت بقميصه..بعد دقيقة فصل القبلة لينظر لها بهيام
جيمين : لمَ لم تبعديني ؟
يونا : لا أعلم
جيمين : أنتِ تعلمين لكنكِ تستمرين بالهرب مني
يونا : لا أفعل
جيمين : بلا أيتها المشاكسة
يونا : أخبرتك أني لا أفعل
جيمين : كاذبة
عاد لتقبيلها مجددا لكن أعمق و لوقت أطول من السابق ثم فصلها يلهث بخفة و هي كذلك
جيمين : آه كم انتظرت حتى هذه اللحظة يونا
يونا : ألهذه الدرجة كنت ترغب بتقبيلي ؟
جيمين : للحد الذي يجعلني أرى هذا في أحلامي كل ليلة
يونا : حقا ؟ كل ليلة ؟
جيمين : كل ليلة و كل يوم رغبت بهذا طويلا و لا أعلم كيف كبحت نفسي كل تلك المدة يونا في كل مرة كنت أقترب بها منكِ أو أحتضنك في كل مرة نكون بها وحدنا أردت فعل هذا أردت تقبيلك دائما
يونا : يوجد..- تنظر لشفتيه -
جيمين : يوجد ماذا ؟ - يبتسم بخبث -
يونا : تعلم..
جيمين : أحمر شفاهك على شفتاي ؟
هو تعمد قول هذا ليخجلها
يونا : أ..أجل
جيمين : يروقني شكلك و أنتِ خجلة
يونا : إنه بسببك تستمر في فعل أشياء تخجلني
جيمين : أحمر شفاهكِ مبعثر و سأبعثره أكثر إلى أن أزيله بالكامل
اعتلاها ليعاود تقبيلها بينما أمسك يدها و وضعها ناحية قلبه على صدره العاري و شابك الأخرى مع يدها الحرة..مدة ثم فصل القبلة بعدما أزال أحمر شفاهها بالكامل كما أراد
يونا : لا زلت تملك آثارا على خاصتيك
جيمين : لأنكِ لم تبادليني
يونا : ألم تكتفي من تقبيلي ؟
جيمين : ليس قبل أن تبادليني قبلتي
يونا : لكن...
جيمين : إذن سأستمر في تقبيلك حتى تقرري مبادلتي
قبلها و ثوانٍ حتى شعر بها تبادله و هذا جعل من نبض قلبه في ازدياد بقيا يقبلان بعضهما لدقائق ثم فصلاها يلصقان جبينهما معا
جيمين : قلبي سيخرج
يونا : أشعر به
جيمين : ماذا عن خاصتك ؟
يونا : لا أعلم
جيمين : دعيني أعلم بطريقتي
نزل بشفتيه يقبل عنقها و كتفها المكشوف قليلا إثر فستانها الذي يكشف عن جزء بسيط من جسدها العلوي و الذي يراه جيمين لأول مرة و هذا يجعله..مخدرا هائما في حبها أكثر و راغبا في المزيد..لم يكتفي بتقبيلها فقط بل وضع لها علامتين واحدة على عنقها من الجهة اليمنى و أخرى على انحناء عنقها من الجهة اليسرى ثم قبلها مجددا و بادلته و فصلاها
يونا : أنت لم..تضع علامة صحيح ؟
جيمين : غير صحيح
يونا : لكن علامتك لا تزول بسهولة ! تبقى أسبوعا بأكمله في المرة الماضية اضطررت لارتداء وشاح على عنقي و كان هذا مشككا و غريبا لمن يراني
جيمين : لو عاد الأمر لي لما تركت علامتين فقط ولا حتى ثلاثة أيضا
يونا : ماذا تقصد ؟
جيمين : يمكنني وضع الكثير من العلامات كما تعلمين و ليس اثنتين فقط لكني أكبح نفسي عن ذلك يونا أنتِ تبعثريني و تبعثرين قلبي كلما كنتِ بقربي ولهذا السبب يصعب علي كبح نفسي عندما أكون بجواركِ و أيضا أنتِ مشاكسة
يونا : لست كذلك جيمين !
جيمين : بلا مشاكسة و لي وحدي فقط و فاتنة لي فقط أيضا
يونا : يراودني سؤال و كلما أردت سؤالك أنسى لكني تذكرت الآن..لماذا تضع يدي على قلبك دائما ؟
جيمين : لتشعري بنبضاتي و لتعلمي أنها لكِ وحدكِ
همهمت له و بقيا يحدقان ببعضهما لفترة
يونا : ألن تبتعد ؟ أم تنوي النوم هكذا ؟
جيمين : لا أمانع
يونا : - تقهقه - كف عن هذا هيا ابتعد
جيمين : ألن تنظري إلي ؟
يونا : لا أنت عاري الصدر لن أنظر
جيمين : لكنكِ نسيتِ فتح آخر زر
يونا : حقا ؟ - تنظر للأسفل ثم ترفع عينيها سريعا - كاذب !! - تضربه على صدره -
جيمين : لا تضربيني على صدري فهو عارٍ و هذا يؤلم
يونا : آسفة لقد نسيت..لكنك السبب أنت من كذبت علي !!
جيمين : أنتِ عنيدة و لا تنظرين و كان هذا الحل الوحيد
يونا : حسنا حسنا ابتعد الآن أريد النوم
ابتعد و تمدد إلى جانبها بينما عينيه لم تزاحا عنها..صمت حل لدقائق قصيرة
جيمين : منذ متى ؟
يونا : منذ متى ماذا ؟
جيمين : تغير مشاعركِ تجاهي
يونا : منذ فترة لكني أحتاج وقتا أطول لأحددها تماما
جيمين بابتسامة محبة : سأنتظر هذا الوقت بفارغ الصبر
يونا : لننم - التفتت عكس جهته
جيمين : سننام لكن هكذا - اقترب حتى أصبح خلفها تماما يحتضنها -
يونا : ج..جيمين !
جيمين : همم ؟
يونا : لا أستطيع النوم هكذا أنت ملتصق بي
جيمين : و ما المانع ؟ ألم نقبل بعضنا منذ قليل ؟
و مرة أخرى تعمد قول ذلك لإخجالها
يونا : توقف أنا أعلم أنك تتعمد قول تلك الكلمات
جيمين : - يضحك بخفة - لا أتعمد
يونا : اصمت دعني أنام
جيمين : - قبلها قبلة دافئة على عنقها من الخلف - أحبكِ يونا
بعد أن قالها غرق في النوم أما هي بقت لدقائق تفكر فيما حدث معها اليوم إلى أن غطت في النوم هي الأخرى

جمعنا القدر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن