تجلسُ فِي الروضةِ و هِي توزعُ الالعابَ للاطفالِ مِن الصندوقِ الْكَبِير المزخرف بِالرُّسُومَات الَّذِي يَحْتَوِي الْكَثِيرِ مِنْ الرسومات و الكرات و ألْعَاب القَفْز و غَيْرِهَا
"انطونيو . . . . اذْهَب و وُزِّع الألْعاب عَلَى الْأَطْفَالِ "
"حسناً انستي "
التَّلاَمِيذ يَتَهَافَتُون حَوْلَهَا و هِي تُلْتَقَط الألْعاب و توزعها لِتَمَسُّك بدبٍ مَحْشُوٌّ صَغِيرٍ وَ تُمَدّ يَدِهَا منتظرةً أَنْ يَأْخُذَهَا طِفْل و مازالَت تَنْظُر دَاخِلٌ الصُّنْدُوق و لَكِن يَدِهَا بَقِيَتْ فِي الْهَوَاءِ فترةً و اللُّعْبَة بِيَدِهَا لترفع رَأْسِهَا و هِي تَرَى الطِّفْل و لَمْ يَكُنْ سِوَى ذلكَ الطِّفْل المشاغب الَّذِي رَمَى الْمَاءُ فَوْقَهَا مُنْذ مدةً
نَظَراتُه لاَ تُلاَئِمُ عُمْرَة ؟ ! يَبْدُو و كأنهُ مُحَقَّقٌ صَغِيرٌ ك كونان ذَلِك البرنامجَ التلفزيوني الْمَشْهُورِ وَ لكنهُ سرعانَ مَا امسكَ بالدبِ ذاهباً بِهِ بَعِيداً بَعْدَ أَنْ لاحظَ أَنَّهَا تنظرُ إلَيْه لتردف و هِي تَرَى التَّلاَمِيذ يَضْحَكُون لتصدر صوتاً متحدثةً
"تبادلوا الألْعاب أَن احتجتم"
تَضْحَك بِخِفَّةٍ وَ هِي تَنْظُر لَهُم بِسَعَادَة لبهجتهم الْكَبِيرَة لِتَسْمَع صَوْت طُرُق خَارِجَ الصَّفِّ لِتَرَى حيسيكا الَّتِي تبتسم لَهَا وَ سُرْعَانَ مَا أَرْدَفَت
"تلاميذكِ رائعون"
"شكراً جيسيكا "
"انت قَادِرَة أَن تنظمي الْأُمُور بِدُون نِزَاعٍ بَيْنَهُمْ "
أَرْدَفَت جيسيكا بِاسْتِغْرَاب فِي مَلاَمِحُهَا لتبتسم فايوليت
"اجل أَنَّه لامرٌ مَعْقِد و لَكِن اعْتَدَّت عَلَى ذَلِكَ "
"واو . . . . . كِلاكُمَا هُنَا قَوْمًا بِدَعْوَتِي عَلَى الاقل"
صَوْت صَدَح فِي الْإِرْجَاء بِالْقُرْب مِنْهُمَا وَ لَمْ يَكُنْ سِوَى مارْتِن الْمَلِيء بالحيوية لتضحك فايوليت لِأَفْعَالِه لتتحدث بسخرية
"مارتن أَنَّهَا رَوْضَة تَسْتَطِيع الْمَشْي و الْبَحْث عَنَّا ؟ ! "
"ماذا تَمْلِكُون خططاً لليوم"
تحدثَ بَعْدَ أَنْ رَفَعَ حَاجِبِه و كَأَنَّهُ قَدْ صُدِمَ ليضحكوا لِذَلِك
"لا شَيْءٌ الْكَثِير مِنَ الرقائقِ و الافلامِ "
تَحدثتُ بَيْنَمَا اقفُ معهُ لانَ جيسيكا كَانَت تمسكُ لعبةَ الطِفلةَ ريكا الَّتِي وقعتْ
"سأذهبُ لِإِحْدَى المباريات"
اردفَ بابتسامةٍ و بِصَوْت كَانَت جيسيكا قَادِرَة أَن تسمعهُ و هِي تَتَّجِه نَحْوِهِمَا
"اختيارٌ رائع"
و بَيْنَمَا هُمْ يَتَبَادَلُون الْحَدِيث صوتَ صراخٍ و تَدَافُعٌ حدثَ فِي المكانِ و تَمَامًا فِي تِلْكَ الحديقةِ المليئةِ بالاطفالِ و العُشْب صَوْت صُرَاخ صَدَح فِي الْإِرْجَاء حَوْلِهِم
"ايها الْيَتِيم . . . . . أَعْطِنِي ذَلِكَ الدَّبّ "
"ارحلْ مِنْ هُنَا كَرُاوس "
تَحْدثَ ناثان بكثيرٍ مِنَ الهدوءِ ليستمرَ كَرُاوس فِي سخريتهِ و حولهُ مجموعةُ تلاميذ أَشْرَار مثلهُ و كَأَنَّهُم لوسيفر !
"انظروا مَنْ يتحدثْ . . . . الطِّفْلِ الصَّغِيرِ الَّذِي تَرَكْتُهُ أُمِّه و ذَهَبَت بَعِيدًا عَنْهُ لِأَنَّهُ مملْ و ذُو متاعبَ كثيرةً "
ليتجاهلهْ ناثان أَخْذًا لعبته متجهاً لِلدَّاخِل و لَكِنْ مَا هِيَ إلَّا ثوانً حَتَّى شَعْرِ بِأَنْ اللعبةَ سُحَبَتْ بقوةٍ مِن يدهِ الصغيرةِ و مَا كانَ إلَّا ذلكَ الصَّبِيّ المشاغب ذُو الملامحِ الشريرةِ ليلوحَ باللعبةِ مُتَحَدِثاً
"انظرْ أَيُّهَا الْيَتِيم اخذتُ لعبتكَ الَّتِي لاتنام مِنْ دونِها "
ليحاول ناثان سَحَبَهَا مِنْهُ وَ لَكِن كَرُاوس دفعهُ بعيداً عَنْه مسبباً سُقُوطِه ارضاً و لَم يَكْتَفِي بِذَلِكَ بَلْ هَجمَ فوقَ ناثان محاولاً ضربَ الطفلَ الصَّغِيرِ الَّذِي تجنبَ اللكمات بمهارةٍ فائقةٍ و رائعةٍ لطفلٍ بعمرهِ و لَكِنَّ ذَلِكَ الصَّبِيِّ المشاغب لَم يَسْتَطِيعُ أَنْ يَبْقَى هادئاً و مَا هِيَ إلَّا ثوانٍ حَتَّى خمشَ بِيَدَيْه جَسَد ناثان الَّذِي مَا إنْ شَعْرَ بلسعة الخَدُوش حَتّى هَجَمَ فَوْق كَرُاوس يلكمه كملاكم صَغِيرٌ فِي أَحَدِ البطولات
تدافعَ الْأَسَاتِذَة لابعادهما عَن بَعْضُهُمَا و لكنَ ناثان رفضَ ذلكَ لانَ كَرُءُوس يضربهُ و وسطَ ذلكَ الضجيج استغلَ كَرُاوس الفَوْضَى ليمسكَ الترابَ رامياً إيَّاه بوجهِ ناثان الَّذِي سعلَ منْ رائحتهِ و حاولَ تنظيفَ عيناهُ منَ الذراتِ الَّتِي دخلَتْ بِهِمَا
و كَطِفْل مُثِير للمتاعب أَمْسكَ كَرُاوس الصَّخْرَة محاولاً ضربَ ناثان الَّذِي لَازَال يزيلُ الغبارَ مِن عَيْنَاه و كَأَنَّه تائهٌ لَا يَرَى مِنْ حولهِ
ثوانٍ قليلةٍ كَانَت تفصلُ عَن اصابةِ ناثان بالصخرةِ الكبيرةِ و لكنَ ذلكَ لمْ يُحَدِّث لِأَنَّنِي عانقتُ ناثان مغطيةً جسدهُ الصَّغِير بحضني حَتَّى لَا يُصِيبُهُ مَكْرُوهٌ
ثَانِيَة . . . . . ثانيتان . . . . . ثَلَاثَة
"ماذا تظنُ نفسكَ فاعلاً أَيُّهَا المشاغبُ ؟ ! "
صرختُ بِوَجْه كَرُاوس الَّذِي بَدَأَ عدوانياً و اكملَ بتعجرفٍ محاولاً اخذَ ناثان مِن احضاني بيداهِ الصغيرتان القويتان رُبَّمَا كَرُءُوس أَكْبَرُ مِنْ ناثان لِأَنّ فَرْق الكُتْلَة الْجَسَدِيَّة وَاضِحٌ بَيْنَهُمَا و لَكِن ناثان أَقْوَى مِنْهُ فاللكمات لَا تَزَالُ ظَاهِرَةٌ فِي وَجْهِ كَرُاوس تَارِكُه آثَار حَمْرَاء و زَرْقَاء و رَغِم ذَلِكَ لَمْ يَتَوَقَّفْ ذَلِكَ المشاعب عَن محاولي ابعادي بَعِيدًا عَنْ ناثان
" ابتعدي آيَتِهَا الآنِسَة الْجَدِيدَة البلهاء"
"ايها المتطفل المشاغب أَرْحَل بَعِيدًا عَنْ هُنَا وَ لَا تَهَاجَم ناثان مَرَّة اخرى"
"حسنا ناثان أَيُّهَا الْمُدَلِّل اِسْتَمْتَع بدلال الاطفال"
تَحْدُث كَرُاوس بِتَكَبُّر بَعْدَ أَنْ صُمْت بِصَدْمَة مِنْ الَّذِي حَدَثَ مُحَاوِلا إخْفَاء غَضَبُه لِيَخْرُج بِغَضَب تَارِكًا ناثان و الْأَطْفَال مُعْظَمُهُم فِي الحَدِيقَةِ متجمهرون حَوْل مَكَان الْمُشْكِلَة الَّتِي حَدَثَتْ و سَبَبُ كُلِّ تِلْك الفَوْضَى بَيْن التَّلاَمِيذ الصِّغَار
سُكُون عَمّ الْإِرْجَاء لأُمْسِك وَجْه ناثان رَافِعَةٌ إيَّاهُ بَعْدَ أَنْ كَانَ يُغَطِّيه بجسدي مُحَاوِلا إخْفَاء وَجْهَه لارفعه و أَرَى الخَدُوش الْحَمْرَاء الَّتِي أَغْلِبْهَا يُنْزَف بِخِفَّةٍ وَ وَجْنَتَيْه المنتفختان
لاحمله و هُو يَتَمَسَّك بعنقي خَافِيا وَجْهَه بِه مُتَّجِهَةٌ للغرفة الْفَارِغَةِ فِي الرَّوْضَةِ الَّتِي تَحْتَوِي فِي أَحَدِ خَزَائِنِهَا عَلَى عُلْبَة الاسعافات الَّتِي ستعقم جروجه
لتملىء الْقُطْن بالمعقم و هِي تَمْسَح فَوْق الجروح و لَكِن ناثان لَم يُبْدِي رَدَّه فِعْلٍ أَنَّهُ يَتَأَلَّمُ أَوْ أَنَّ الْجُرُوح تَلْسَعُه
"ناثان خُذْ هَذَا الْمَرْهَم و ضَعْه فَوْق جروحك أَخْبَر والدت . . . . . اقْصِد وَالِدِك بذلك"
أَرْدَفَت فايوليت مُمَسَّكَة الْمَرْهَم و سُرْعَانَ مَا أَدْرَكْتُ أنَّ ناثان لَا وَالِدِه لَدَيْه كَم أَن حَيَاتِه صَعْبَة بِدُون حَنَانٌ الْأُمّ
ليومىء بِهُدُوء وَاضِعًا رَأْسَهُ فِي عُنُقِي لأَشْعُر بأنفاسه هَدَأَت قَلِيلًا و يَدَاه الصَّغِيرَة تَجَعَّد التيشرت الَّذِي ارتديه لاحاول تَخْفِيف قَلِقَةٌ
"اتريد تَنَاوَل الْحَلْوَى ؟ ! "
"حلوى ؟ ! . . . . حقا"
أَرْدَف برماديتاه المتسعتان الَّتِي تحولتا مِنْ الْحُزْنِ للبهجة لاومىء مُتَّجِهٌ لحقيبتي الَّتِي تَحْتَوِي دَائِمًا شوكولا
"اجل عِنْدَمَا نحزن يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ أَشْيَاء تَجْعَلْنَا سُعَدَاء أَتُرِيد الْحَلْوَى "
"اجل مِنْ فَضْلِك انستي "
تَحْدُث بِنَبْل كَبِيرٌ لِأُعْطِيَه عُلْبَة نوتيلا و أَنَا أَرْدَف نَاظِرُه لَه متسائلة
"لم رَمَيْت الْمَاء فَوْقِي ؟ ! "
"ظننت إِنَّك آنَسَه قَبِيحَةٌ و أَنَانِيَّة و لَكِنَّك لَمْ تَكُونِي كَذَلِك "
أَرْدَف بَعْدَ مُدَّةٍ مِنْ الْتِزَامِهِ الصَّمْت نافخاً خَدَّيْه يَنْظُر لِي بِحُزْن يَبْدُو و كَأَنَّه حَارِسٌ لِلْمَدْرَسَة يَقُوم بغعل المقالب مَع الْأَسَاتِذَة الْمُهْمَلَيْن لِأَكْمَل
"هل تَفْعَلُ ذَلِكَ مَعَ الْجَمِيعِ ؟ ! "
"لا فَقَط الْأَسَاتِذَة الانانيون"
تَحْدُث بِثِقَة لاضحك مُلَاعَبَة وَجْنَتَيْه بِخُفِّه ليبتسم و الشوكولا تملىء فَمِه الصَّغِير و الْقَلِيلِ مِنْهَا حَوْل فَمِه الْوَرْدِيّ
"ايها اللطيف"
أنت تقرأ
MY ONLY Captivty 🍷
Literatura Kobiecaلم يكن الامر سوى انه كان وحيدا و يملك حياة مملة رغم كل ما فيها ليرسلها القدر له ك تعويض عن الايام السابقة بدات في 22/2/2022