1_صفقة

27.2K 790 911
                                    

السابع عشر من تشرين الأول
سنة  1989

إيطاليا (ميلانو)
الساعة تشير إلى العاشرة صباحا

توقفت سيارة بيضاء من نوع ألفا روميو أمام أحد أخطر السجون في إيطاليا، فترجّلت منها امرأة  فاتنة في شكلها، وقويّة في حضورها، ثمّ أخذت تمشي بخطواتِها الثابتة والواثقة نحو وجهة مباشرة قادتها إلى البوابة الكبيرة للسجن ..

وقفت بدورها هناك كما الجبل الشّامخ ثمّ علّقت عينيها العسليّتين صوب الحارسِ وتكلّمت ببرود بعدما عبثت بخصلةٍ من خصلات شعرها الذهبي:

"أريد مقابلة سجينٍ من السجناء"

مرر الحارس عينيه عليها يخترقها بنظرات متفحّصة ثمّ بمجرّد ما تأكّد من ثرائها الفاحش ابتسم ابتسامة خبثٍ أفصح بها عن نواياه:

"قواعد هذا السجن لا تسمح لأحد بزيارة السجناء..لكن يمكنني التوسط لك إن أردتِ"

رفعت تلك السّيّدة الرّاقية وجهها الدائري الجميل بثقة ثم رسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها الممتلئتين وأجابت الحارس بنبرة لم تثبت من خلالها سوى القوّة والثّبات:

"يبدو أنك جديد في الساحة لذا لا بأس بالتعريف عن نفسي..أنا هانا مالاتيستا..محامية وامرأة زعيم السجناء كريستوفر لومباردي  .. اعتقد أنّك سمعت باِسمه"

ارتعدت فرائصُ الأخير وتعرقت يداه بتوتر شديد فلم يجد نفسه إلّا وهو يتنهّد فاتحا الطريق أمامها:

"أنا اعتذر سيدتي يمكنك الولوج."

هزت هانا رأسها بسخرية من خُبثه المُشبّعِ بالغباء، ثم عبرت بوابة السجن لتمشي في أروقته الضيقة مُتخطّيةً بذلكَ أولئكَ الحراس الذين حاصروها من الجهتين، ثمّ ما هي إلّا دقائق حتى انتهى بها الأمر داخل قاعة كبيرة غامضة، فجلست  على أحد الكراسي التي توزّعت في أرجائها. وشرعت في تجهيز نفسها للمواجهة...

أغمضت بدورها عينيها العسليّتين لهُنيهةٍ من الزّمنِ، ثم فتحتهما من جديد ورفعت يدها نحو أحد حراس السجن  تخبره بحركتها تلك أن يقترب منها فانصاع بدوره لأوامرها ووقف أمامها باِحترام سامحا لها بالتعليق:

"أريد مقابلة كريستوفر لومباردي حالا"

أومأ لها بطاعة واحترام، فهو لن يتمكّن من فعلِ شيءٍ مُنافٍ لذلك دام أن هانا هيَ نفسها امرأة وحشٍ بات يحكمُ هذا السجن، وحش مختل  سيطر على السجناء أجمع ونشر الفوضى في الأرجاء بطريقة منتظمة بالنسبة له فقط، فهو ماكر لدرجة لا يمكن وصفها وقوي بطريقة ستجعل الباحث عنه متعجبا من أمره لذا إن أخطأ أحد في حقه أو في حق شخص قريب من قلبهِ، فسيكون الموت لفظاً أخفى بين أحرفه معنىً سيلقاه بأبشع الطرق ..

The Blood war✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن