بعد مرور عشر سنوات:
في اليونان:
كانت هانا نائمة معَ كريستوفر في غرفتهما الفاخرة عندما دخلت عليهما تلك الصغيرة خلسةً وراحت تتجوّل في الأرجاء بفستانها الوردي الفاتح ثمّ وعلى أصابع قدميها تقدّمت من تسريحة أمّها لتقف فوق الكرسي سارقةً مستحضرات التجميل التي تحتاجها، ففتح كريستوفر عينيه البُنّيّتين في تلك اللّحظة ليجدها تنفّذ مهمّتها بكل احترافية.
ليسَ وكأنّها تبلغُ من العمر ثلاث سنوات فقط!
اتّسعت ابتسامة الأخير بطريقة جميلة جدّا فالتفتت كارلين الصغيرة بهدف الخروج لكنّها اكتشفت أنّ والدها قد رآها بالفعل لذا وضعت إصبعها على شفتيها اللّطيفتين تخبرهُ أن يصمت ثم وبكل طفولية تكلّمت وقد ابتعلت بعضُ الأحرف كما لو أنّها غير موجودة:
"مامي نائمة لذا دعني أذهب"
بعد كلامها ذات خرجت من الغرفة راكضةً بطفولية ففتحت هانا عينيها بتثاقل وعقدت حاجبيها باستغراب:
"لا تخبرني أنّها أخذت مستحضرات التّجميل"
قهقه كريستوفر بخفّة ثم جلس ساحباً هانا إليه:
-"دعيها تنشغل قليلا، فأنا بحاجتك زوجتي"
-"لا عزيزي كريستو، عليّ مراقبتها.. أخاف أن تؤذي نفسها، أساسا هي لا تزال صغيرة على وضع مستحضرات التّجميل ماذا لو تأذّت بشرتها"
ما إن أنهت كلامها حتّى نهضت عن سرير بسرعة تريد الذّهاب إلى صغيرتها فتنهّد كريستوفر بقلّة حيلةٍ ولحقها إلى غرفة العفريتة التي كانت تتفحّص مستحضرات التجميل بإعجاب شديد، وقد كان من الواضح أنّها كانت تنتقي ما تضعه على وجهها الجميل..
"ما الذي تفعلينه أيّتها اللّصة الصغيرة"
قالتها هانا بنبرة هادئة جدّا فرفعت كارلين عينيها البنيتين اللّتان ورثتهما عن والدها ثم أجابتها بطفولية:
"أنظر إلى مستحضرات التجميل لكنني لن أضع منها شيئا أعدك"
ضحكت هانا على طريقة صغيرتها في الكلام، طريقة لطيفة تجعلها تريد أن تنقضّ عليها فتخفيها في أعماقها إلى الأبد وحرفيا هذا ما فعلته بطريقةٍ أقرب إلى الواقع بحيث جلست على السرير ووضعت صغيرتها على ساقها ثم قبّلت خدّها النّاعم بقوّة ومرّرت يديها على شعرها الذي كان مزيجا بين البني والذهبي قبل أن تتحدّث بهدوء:
-"لا بأس صغيرتي، عندما تكبرين ستضعين مساحيق التّجميل وأنا من سأعلّمك كيف تضعينها"
أنت تقرأ
The Blood war✓
Romanceعندما اِلتقيا كانَ هوَ رجلاً ثريّا وكانت هيَ محامية مجنونة، لكن فاصل صغير في حياتهما نجح في تحويلهِ إلى سجين حُرّر من زنزانةِ الظلم ليختبئ في بحرٍ مياهه كانت دماء قانية، وعواصفهُ كانت مشاعر عشقٍ آثمة.. -مقتطف: "أنت أفضل هديّة حصلت عليها من الحياة" ص...