في مقبرة ميلانو
بعد مرور يومٍ واحدٍ من الحادثة
كان الجلّاد واقفاً على حدة، يرصد أهوال المكان بعينيه بينما يشير إلى ديفيد مخبراً إيّاه أن يتبعه إلى حيث سيذهب، فأومأ له الآخر مُظهرا فهمه للإشارة، ثمً مباشرةً بعد ذلك خرج معه من المقبرة، ووقف أمامهُ في رقعةٍ خالية من البشر، لتحدّث بدورهِ معبّراً عن أفكارٍ كانت تجوب دماغه:
"لقد فقدنا الزّعيم وحصلنا على مسؤولية الانتقام، زعيمنا مات مغدورا لذا علينا أن نثأرَ له"
هزّ ديفيد رأسه بالموافقة ثم تنهّد بضيقٍ وشارك رأيه مع رفيقه:
"دع انتقامنا يكون صامتا، العصابات الأمريكية أقوى منّا في الوقت الرّاهن لذا علينا أن نصطنع النّسيان ثم ما إن نستجمع قوّتنا سننتقم من الجميع"
تلكَ الفكرة قد راقت لكريستوفر بالفعل لذا ابتسم رُغما عنه ثم تمتم بنبرة مخيفة:
"لا يهم متى قد نحصل على انتقامنا المهم هو الدّمار الشامل الذي سيخلّفه هذا الانتقام"
هزّ ديفيد رأسهُ وهو يسحبُ سيجارةً لنفسه:
"أظن أنّ ماسيمو بحاجةٍ إلينا الآن فهوَ خسِر والده بشكل مفاجئ وغير متوقّع، لذا علينا أن نقفَ إلى جانبه"
وافقه كريستوفر في رأيه، فتنهّد هو الآخر وأخذ يدخّن سيجارته ببطء، ليدخلا إلى المقبرة تزامناً مع انتهائه منها، إذ استقرّا أمام قبر الزّعيم، وإلى جانب ماسيمو بالتّحديد..
"اعلم أنّ ما تعيشه الآن ليس سهلاً لكن عليك أن تتوقّف، كفاك حزناً ماسيمو، هيّا فلنذهب لنشرب نخب انتقامنا الذي سنخطّط له الآن وننفّذه لاحقاً"
صاحب ذلك الكلام كان كريستوفر الذي تحدّث بجدّية ودون استهزاء، لذا ضحك ماسيمو رغماً عنه:
"لا أصدّق، الجلّاد بشحمه ولحمه أصبح لطيفاً معي!"
قلب كريستوفر عينيه بملل في حين أن ديفيد ربت على كتف ماسيمو مُعلّقاً ببرود:
"ماسيمو تعلّم كيف تصمت وإلّا ستتعرّض للتّحرش في أراضيكم، صدّقني الثقة في كريستوفر مستحيلة.."
لقد ضحك...
ماسيمو صاحب الوجه الكئيب ضحك بصدق، وقد فعل ذلك أمام قبر والده الذي لم يجف ثراه بعد، فهو لن ينجح في معانقة الحزن حينما يكون وسيطاً لرجلين ربطته بهما علاقة كان الكره فيها ظاهرا والحب باطنا...
أنت تقرأ
The Blood war✓
Romanceعندما اِلتقيا كانَ هوَ رجلاً ثريّا وكانت هيَ محامية مجنونة، لكن فاصل صغير في حياتهما نجح في تحويلهِ إلى سجين حُرّر من زنزانةِ الظلم ليختبئ في بحرٍ مياهه كانت دماء قانية، وعواصفهُ كانت مشاعر عشقٍ آثمة.. -مقتطف: "أنت أفضل هديّة حصلت عليها من الحياة" ص...
