الفصل السادس والعشرونتعالت أصوات الضحك من داخل المطبخ الذى جسد قاعة اجتماعات مصغرة لأسامة يخطط فيها لليوم التالى الذى أصبح عطلة لهم من العمل .. إلا أن هذه الأصوات لم تزد الجالس بالخارج ذو القلب النابض للجنية إلا تجهما لم يلاحظه سوى أخيه منير الجالس مقابل له و بجواره زوجته سلوى التى أخذت تثرثر عن اليوم الذى قضوه و خاصة عن زهرة زوجة ابن عمهم و التى راعتها كثيرا مما جعلها تكسب قلب سلوى و جعل سلوى تلقى فيها شعرا كما لو كانت تنظم لها دعاية إنتخابية جعلت من منير الجالس بجانبها لأول مرة يتمنى أن يمتلك الشجاعة و يقبل تلك الثرثارة من شفتيها حتى تنهى حديثها الذى يعلم تأثيره جيدا على أخيه .. و قطع تخيلات منير عن زوجته ما توجس منه حيث استقام رائد من مجلسه فجأة متوجها لمكان تواجد جنيته الصغيرة إلا أنه كان فى انتظاره صدمة أخرى تمثلت فى المشهد الحميمى بينها و بين زوجها الأصلان و الذى يراه لأول مرة فى هذا الوضع من فقدان السيطرة .. وقف رائد متصنما و أغلق عينيه ثوانى و فى نفسه مشاعر مختلفة بين الحزن و الفقد و الخسارة و الندم و الحقد على ابن عمه إلا أنه فى ذات الوقت يعذره فإذا كان هو من تواجد دائما فى النوادى و المجتمعات المخملية و التى يرتدى البعض فيها ماهو غير لائق و قد سقط فى هوى تلك الجنية صريعا من اللقاء الأول فما بال ابن عمه الأصلان الذى اعتزل صنف النساء من صغره ..
الأصلان ابن عمه الذى من صغره يأبى أن تنفضح انفعالاته أمام الغير وخاصة منذ تلك الحادثة التى فقد فيها نصفه الثانى و ألتهمت النيران جزء من جسده أصبح لا يخشى أن يظهر ضعفه و حبه لتلك الجنية أمام الجميع .. فها هو يجلسها على قدميه و يطعمها بنفسه و لا يخفى على عينيه التى تكاد تخترقهم ملامسته لشفتيها و ملامستها البسيطة لأصابعه .. فكان الأمر بالنسبة له صفعة تفيقه من أمانيه و تخيلاته و ترده للواقع اللعين المتمثل فى عشق الأصلان لزوجته و عشق تلك الصغيرة له .. على الجهة الأخرى تتأفف نانى بعد أن تجاهل رائد ندائها له و اتجه للمطبخ و قد حاول منير أن يهدئ الوضع المتوتر بينها و بين أخيه إلا أنه صدم فى النهاية هو و سلوى عندما اتضح أن سبب صراخها عليه و حنقها منه هو رغبتها فى مشروب بارد من المطبخ مما جعل منير يلوم أمه فى داخله على تلك الفتاة التى جلبتها لهم .. و للمرة الثانية يخرج رائد من المطبخ متجه لغرفته دون أن يعبىء بنداء نانى له و التى اتجهت هى الأخرى لغرفتها .. خرج الجميع من المطبخ الى حيث منير و سلوى بعد أن طردهم أخيهم الأصلان من المطبخ و أكملوا سهرتهم بالخارج ..أما الأصلان كان مصرا على إطعام زهرة قدرا كافى من الطعام مما جعله يتمهل معها و يحدثها بموضوعات مختلفة حتى انتهت كذلك لم تتزحزح هى حتى تأكدت من إنتهائه من الأكل كان معها خفوت الأضواء و هدوء الأصوات و عندما خرجوا لم يجدوا أحد فقد أنهى الجميع سهرته و اتجهوا لغرفهم لم يتبقى غيرهم .. ساعدها فى الصعود حتى وصلت لفراشها و ضمها لصدره بملابسهم و رفع غطاء خفيف عليهم ذاهبين فى نوم عميق .
أنت تقرأ
رواية "زهرة أصلان 🌹"
Художественная прозаالقصة جريئة و رومانسي و اجتماعي .... للكاتبة : يسر .