الفصل العاشر- وهنا وعى أصلان على شئ مهم غفل عنه فى زروة اﻷحداث وهو فارق
السن بينهما .... قطته تبلغ الثامنة عشر أما هو بالسابعة والثلاثين أي
تسعة عشر عاما .... كما إنه خشن الطباع وهى أميرة رقيقة مدللة ..
ملامحه عادية أما هى جميلة جدا .... هو مشوه إذا رأته سوف تنفر
منه .... هو لايستحقها ولا حتى ﻷجل الثأر ....وتوصل إلى أن أسلم
الحلول أن يتجنبها .... فأبى صوت ضميره وصوتا آخر لا يريد تفسيره
أن يؤذيها .... واكمل عمله بعد ان هدأ تفكيره .8
-بعد عدة ساعات .... أهلك جسده من العمل .... ورأى أن فنجان قهوة صغير سيعيد له نشاطه .... اتجه للمطبخ الذى وجد به إضاءة خافتة ...
لا تعود إلا للثلاجة المفتوحة .... اﻷمر الذى آثار استغرابه وخاصة وجود
خصلات من الشعر التى تعرف عليها مسبقا تتسرب من تحت باب الثلاجة المفتوح .... وقد أدرك أن قطته جالسة داخل الثلاجة التى كادت أن تلتهمها
لحجمها الصغير .... وانعكس ضوئها على بيجامتها الزرقاء الرقيقة وهى تتناول شئ ما لم يهتم بماهيته قدر اهتمامه بصاحبته.... التى لاحظت
ظل ما فوقها وعندما رفعت رأسها وجدت أصلان يشرف عليها بطوله ..
وقد استمر تواصل العينان للحظات أنبأتهما أنهما لن يتوقفا عند ذلك
الحد .... جعل الواقف يتنهد بحسرة .... لو لم تكن صغيرة .............
...........................................لو لم تكن جميلة ..............
............................................لو لم يكن مشوه .............
............................................لو لم يكن الثأر ..............- قاطع تفكيره وقوفها مقابلة له ..... محمرة الوجنتين و الشفتين وابتسمت له بصدق ، تلك الابتسامة التى يصاحبها ضيق عينى قطته :
- معلش ... أصل جعانة ... مأكلتش من إمبارح ... يضايقك لو أخدت
التفاحة دى( رافعة تلك التفاحة التى أكلت أكثر من نصفها ) .
- حرك أصلان رأسه لها بمعنى لا .
- طاب يضايقك لو أخدت دى كمان .
( ألتقطت تفاحة أخرى من الطبق الموجود بالثلاجة المفتوحة )
- حرك أصلان رأسه مرة أخرى بمعنى لا .- طاب و دى و دى و دى و دى و دى ......
( وشرعت بألتقاط الكثير من التفاح الذى تساقط بالنهاية على أرض
المطبخ ).
وما كان منها إلا أن رفعت طرف بيجامتها على شكل طبق ووضعت بها
التفاح المتساقط ، ثم ابتسمت له ثانية .1- إلا أنه تلك المرة رد عليها :
جعانة رورو .
( متجاهلة أنه نداها ب رورو قبل أن يناديها ب زهرة )
- امممممم .- ثم تخطته وغادرت المطبخ ولم ترى تلك الابتسامة التى أتسعت ..
و اﻷعين التى زادت لمعتها .... والدقات التى زاد عددها .
ولكنها عادت له ثانية قائلة بتلقائية أوقعته لها :
طاب أنت اتعشيت .- تفاجأ أصلان من سؤالها .... وتفاجأ أكثر برغبتها بالاطمئنان عليه ...
فأجابها بصدق :
لا ... أنا كنت جاى اعمل قهوة .