البارت ٣٣ 🌷

11.3K 191 5
                                    


الفصل الثالث والثلاثون

فى منزل الحج قدرى :
فوجئت أسرة الحج قدرى بخبر وفاة أحد أقارب الجد و هى زوجة الحج فكرى أبو أحمد صباح يوم وصول الأصلان و زهرة من سفرهم ... مما استدعى الأسرة إلى الذهاب لتأدية مراسم العزاء منذ الصباح على الرغم من أن المتوفية تعد زوجة ابن عم الحج قدرى أى أنها قرابة إلى حد ما بعيدة .... و ذهب الرجال جميعا الجد و أسامة و محمد ... كذلك السيدة نعمة و أسماء و سوما .... ماعدا بوسى التى رفضت الذهاب بحكم تواجدها بدولة الكويت و عدم معرفتها بهم عكس سوما و أسماء .... الأمر الذى جعل الحج قدرى يترك خبرا للأصلان بالوفاة مع بوسى على أن يلحقهم عند وصوله من سفره .... و هو ما استقبلته بوسى بصدر رحب من حيث أنها لن تقضى اليوم كاملا بمفردها بل ستكون فيه برفقة زهرة ....
و انطلقت الأسرة بعدها لأداء واجب العزاء .
فى الطريق بسيارة الأصلان :

يقود الأصلان سيارته على سرعة بطيئة
حرصا على صحة قطته التى تغط فى نوم عميق بجانبه .... مستعدا لمزاولة أعماله ككبير لعائلته بعد أن قضى أسبوعا فى النعيم برفقة قطته .... تذوق فيه حلاوة قربها و لا ينوى البعد ثانية لأى سبب .... صوت تنهدات رقيقة صدرت من القطة القابعة جانبه دلالة على استيقاظها ثم التفاته ناحيتها لتقع عينيه على أجمل مشهد يراه بحياته و هو عينيى قطته التى تتأملان أصلانها بحب .

فى مكان آخر ببيت من بيوت عائلة قدرى :

منزل "وجيه صالح" ابن أخو الحج قدرى رجل ماكر فى الخامسة و الأربعين من عمره ..... رغم صفاته السيئة التى جعلت الحج قدرى يستثنيه أو يستبعده من عائلته استطاع توطيد علاقته بحفيده الأصلان الذى يعد المسئول فعليا عن كل أمور عائلة قدرى مستغلا حادثة الثأر الشهيرة بينهم و بين عائلة المنصورى .... تلك الحادثة التى لم يتضرر بها إلا الأصلان سواء بفقده لشقيقته أو بتشوه جسده .... و لم يستفد منها إلا وجيه بعد أن اعتمد الأصلان على محاصيل أرضه فقط فى مصنعه داخل سوهاج بدلا من محاصيل عائلة المنصورى و التى كانت عائلة قدرى تعتمد عليها قديما لجودتها العالية قبل حادثة الثأر .... و لكن بعد أن سلم الجد زمام الأمور للأصلان بعد الحادثة منذ خمسة عشر عاما حول الأصلان اعتمده فى محاصيل مصنعه إلى أراضى ابن عم أبيه "وجيه "على الرغم من عدم جودتها كخاصة عائلة المنصورى و الأسوء أنها بنفس السعر .... و هو ما اشترطه وجيه
.... و وافقه الأصلان بعد أن أعماه حزنه مبررا أنه ليس أقل من عائلة المنصورى على الرغم من اعتراض الجد على ذلك ....إلا أنه صمت مراعاة لمشاعر عائلته الجريحة فى ذلك الوقت و أن الأصلان عوض خسارتهم فى محاصيل وجيه بأضعاف أضعاف الأرباح التى كانت موجودة أيام الجد ... و استنتج الحج قدرى أن موافقة الأصلان راجعة لرغبته فى تكبيد عائلة المنصورى خسائر فادحة و هو ما حدث فعلا لمدة خمسة عشر عام .... إلا أن وجيه صالح العاشق الآخر لصفية المنصورى الأخت الوحيدة لحامد المنصورى فى مقابل ابن عمه زاهر قدرى .... و الذى كان مصيره الرفض ليس لسبب إلا لطباع صاحبه السيئة كما كان مصير ابن عمه الرفض أيضا و لكن لبداية الخلافات بين العائلتين و ليس لسبب آخر ... على الرغم من أن وجيه كان الأكثر شجاعة من زاهر من حيث تقدمه للزواج رسميا من صفية عدة مرات كما أنه لم يكتف برفض عائلتها و لكن وصل به الأمر لأعتراض طريقها أكثر من مرة و قد عجل ذلك بل وشجع زواجها من الأستاذ عزت مدرس اللغة العربية بمدرسة الثانوية ببلدتهم .... و سفرهم مباشرة إلى القاهرة حيث مسقط رأسه بعد أن قدم طلبا لنقله من سوهاج إلى القاهرة حرصا على سلامة حبيبته لعلمه بمضايقات وجيه لها .... و قد رد وجيه على ذلك بزيادة النفث فى نار الخلافات بين العائلتين .... و قد يأس زاهر أيضا الذى لم يكن بالصورة كابن عمه وجيه و زوج صفية الأستاذ عزت و تزوج من شبيهتها بالاسم فقط صفصف .

رواية "زهرة أصلان 🌹"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن