part 2

277 139 46
                                    

يقف على الكرسي كي يستطيع أن  يصل الى النافذة

يراقب من مكانه الى الاطفال ويبتسم عندما يضحكون وينزعج عندما يصاب أحدهم أثناء اللعب حتى أنه يتحمس كثيراً ويمسك العصا ويلوح بها وكأنه سيف ليلعب مع نفسه

الى

هناك

سمع صوت والدته وهي تبكي بشدة وبصوت عالٍ خاف كثيراً وأخذ يضرب باب غرفته المغلق ويصيح قائلاً

"أمي مالامر هل حصل أمراً ما؟"

لم يجبه أحد بقي يصيح وينادي على أمه لكن دون جدوى

وبعد ساعة كاملة جاءت والدته مرتدية الاسود وكأنها ذاهبةً لتعزية أحدهم وفتحت الباب عليه ووضعت الطعام
نظر اليها فريك رأى أن عينيها حمراويتين بسبب البكاء قال يسألها

"أمي مالأمر؟"

أدمعت عيناها قائلة

" لقد توفيت أمي "

تفاجأ فريك وقال بحزن

"ماذا؟"

أردفت مكملة

" سأذهب أنا وأخيك لمراسيم الدفن وها قد جلبت لك الطعام لن أعود حتى منتصف الليل كن صبوراً حتى عودتي"

هز رأسه بهدوء وحزن موافقاً على كلامها

أدارت ظهرها عنه وأرادت أن تغلق الباب سألها   بصوت مختنق

"هل ستتركينني وحدي طوال هذا الوقت؟"

تجاهلت سؤاله ولم تنظر اليه حتى وأغلقت الباب بهدوء

بقي ينظر الى الباب بحزن شديد بعدها مشى بخطواتٍ بطيئة نحوه وأتكأ عليه وأخذ يفكر

*الى أين سأسير بحياتي فأنا لم أبارح هذه الغرفة منذ أربعة عشر عاماً لم أنظر الى هذا العالم إلا من خلال هذه النافذة الصغيرة *

لا يزال يكلم نفسه حتى أحس بأحدهم وهو يفتح الباب أستغرب كثيراً  صاح قائلا
" من هناك؟"

شعر بالخوف كثيراً فقد قالت والدته بأنها ستذهب مع أخيه مما يعني لا يوجد أحدٌ غيره داخل المنزل

فجأة سمع صوت أخيه قائلا من وراء الباب
" هذه فرصتك الوحيدة للهرب من هذا المكان فقد أخبرت أمي أنني نسيت شيئاً ما لكنني عدت كي أفتح لك الباب لذا أنتهز فرصتك وأهرب الان"

تعجب كثيرا لكلام أخيه سأله قائلا
" كيف لي أن أفعل ذلك؟ "

فصاح «دون»
" الامر متروكٌ لك لكن لا تنسى أن الفرصة لا تتكرر مرتين"

بقي محدقا بالفراغ طويلا يفكر مليًا


تسارعت دقات قلب فريك كثيرًا وأبتلع ماء ريقه بصعوبة وقبض على صدره ودنا من الباب ببطأ شديد يشعر بالخوف مصحوباً بالتردد وضع يده على مقبضه  وأداره قلقاً من أنه سيندم على هذه الخطوة

وحقاً

أستطاع فتح الباب والخروج منها

تفحص المكان من حوله فلا يوجد أحد فنزل بسرعة على السلم الى الطابق السفلي بعدها أخذ يسير بخطوات حذرة فلم يكن فيه أحدٍ أيضاً نظر ناحية الباب الخارجي مطولاً

*هل أخرج؟

نعم

عليّ أن أشعر بأنني حيّ حقاً

وأُعلم العالم بوجودي*

وأستجمع شجاعته وفتح باب منزله راكضا نحو عالم مجهول

أولست بشراً؟(مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن