جلس في مكانه كي يستريح ولم يشعر بالوقت فقد حل المساء وهو لم يبارح مكانه صارت تأتيه روائح الطبخ من المنازل المجاورة و شعر بالجوع الشديد
نظر لقلادة كان يرتديها وتذكر أن والدته أعطته اياها عندما كان صغيراً كي تخبره بأنها لا تفرق بينه وبين أخيه بشيء وأنها تخبأه في هذه الغرفة خوفاً عليه من هذا العالم
شعر بالحزن الشديد فالجوع جعله يفكر ببيعها لأجل الطعام لسد أصوات أمعائه لأنه لم يأكل منذ الصباح
لذا
سار بخطوات مترددة نحو بائع الخبز تارة ينظر لقلادته وتارة ناحية الخبز
شكل رغيف الخبز جعله لا يتردد أبداً بأن يذهب الى البائع ويقول له" سيدي أرجوك أريد أن أعطيك هذه القلادة مقابل رغيف خبز"
منظر القلادة الرائعة جعلت عيني البائع تلمع بسبب شكلها الجميل والبراق لكن ما إن نظر الى فريك حتى إشمئز منه بشدة وقال
" ياالهي ،أي شكل هذا"
خاف فريك من أن قلادته ليست بهذا الجمال كي يقبل بها الرجل فقال له
" حسنا بنصف رغيف"
أمسك البائع عصا حديدية طويلة يخرج بها الخبز من الفرن ورفعها بوجهه فريك
" إذهب أيها المسخ لا أبيع خبزي للوحوش"
رجع صديقنا محاولا كسب وده متوسلاً
" أرجوك فأنا جائع"دنا الرجل كي يضرب فريك لكنه أبتعد منه بسرعة خائفاً
فصرخ الرجل بوجهه
"إذهب من هنا "حدق به بحزن شديد لكن الرجل هذه المرة لم يتردد بضربه فضربه على ذراعه وهو يصرخ بوجهه وأراد أن يضربه الثانية لكن فريك هرب بسرعة على الرغم من أن قواه خارت من الجوع
حتى سقط الى جانب مكانٍ ما ترمى فيه الاغراض القديمة والتي قد رموها الناس هنا لعدم أستخدامهم لها" مالذي سأفعله"
" لِم يعاملونني هكذا"
" أنا لا أستحق كل هذا"
كانت هذه الكلمات تترد بعقله بعد الذي حصل معه
صار يفكر بخطوة ما تجعله يكمل بعد الذي قد رآه حتى سمع صراخ فتاة ما تطلب النجدة فشعر بالتوتر
"ماذا هناك؟"
فأنتصب واقفا كي يساعدها لفت نظره شيئاً الى جانب هذه الاغراض الذي كان قد سقط بجانبها
وهو قناعا قديماً جداًشعر بأنه وجد حلاً لمشكلته لهذا ركض ناحيته ووضعه على وجهه مخفيا هذا الوجه القبيح حسب تفكيره
كانت هناك فتاة صاحبة شعر أشقر مائلٍ للبياض قصير وعينين خضراويتين بلون العشب جالسة الى جانب صديقاتها على الشارع يخظن حديثا مع بعضهن فجاء اليها رجلاً ملثما أمسكها من ذراعها وجرها مستغلا ضلام الليل ومن شدة خوف صديقاتها هربن صارخات فحملها الملثم راكضا الى أحد الازقة القديمة الفارغة وأنزلها وأخذ يحاول أخراج سوارها الذهبي من معصمها لكنها صرخت بأعلى صوتها كي ينقذها أحد ما حاولت وحاولت حتى رأت أن الملثم سقط متألما بسبب ضربة جاءت له من وراءه
وإذ به فريك مرتديا قناعه وممسكا بعصا كان قد ضرب بها قبل قليل هذا الرجلففرحت الفتاة كثيرا به ولم تشعر حتى جرها فريك راكضا قبل أن يستعد الرجل قوته وينهض
ركضا بسرعة دون أن ينظرا ورائهما حتى أستطاعا الهرب من ذلك الرجل
حاولا أن يأخذا نفسا بعد هذا الركض السريع، نظرت له الفتاة مبتسمة
"أشكرك حقا لا أعلم كيف لي أن أرد لك جميلك "
وفجأة
سقط فريك على الارض فقد خارت قواه حقا بسبب الجوع والركض
كان يشعر بما يدور من حوله لكن لا يقوى على الحراك أو التكلمخافت الفتاة كثيراً وحاولت أن تنزع القناع منه ضانة أنها تساعده بذلك
لكن فريك أمسك يدها وقال لها متوسلاً" أتوسل بك أن لا تنزعي قناعي أبدا"
وأغمي عليه
أنت تقرأ
أولست بشراً؟(مكتملة)
Short Storyأين الملاذ ؟ وما النهاية ؟ لماذا اعود لنقطة البداية ؟ ما هو شعور المرء بالسعادة ؟ كيف يصل اليه بابتسامة ؟ لطالما شعرتُ انني الوحيد الذي يسير في اللعبة حزين لعبتي انا ليست فيها الا شعور اليأس والوحدة لعبتي انا ليست فيها الا احلاماً وتكون محطمة أين...