part 6

209 120 19
                                    

سمع فريك صوت طرق الباب فوضع قناعه على وجهه ونهض وفتحه

كان رجلاً كبيرا في بداية الاربعين من عمره أستغرب فريك منه

فقال الرجل
" أنا لويك كبير الخدم وعلمت أن الآنسة الصغيرة قد وجدت لك عملاً في الاسطبل "

أومأ صديقنا رأسه بنعم
فأكمل لويك
" ستأخذ الأوامر مني فهمت"

" أجل" مجيبا بهدوء


رجع مرة أخرى وقال

" ستنزل الان الى المطبخ وتتناول طعامك وتذهب الى الاسطبل وبما أنه اليوم الاول لك سأقبل بتأخرك قليلًا "

"شكرا لك" بهدوء

وسحب لويك نفسه من أمام فريك ذاهبا الى عمله

شعر فريك بعد ذلك بالقلق لأنه لم يختلط مع أناس من قبل لكنه تشجع ونزل الى المطبخ كما أمروه

فوجد الكثير من الخدم وقد يصل عددهم الى خمسة عشر خادماً، تقدم اليهم هو وقال مرتبكاً
" مرحبا"

التفت الجميع له وشدهم وضعه للقناع على وجهه فقالت أحد الخادمات

" مرحبا بك أأنت الخادم الجديد "
تنفس هو متوترا
" أجل "

فجأة دخلت آنا عليهم بأنزعاج

" لا أحب لأحد أن ينادي على صديقي بالخادم"

نهض الجميع لتحية سيدتهم الصغيرة فأكملت هي

" كان بحاجة لعمل لذا طلبت اليه أن يعمل هنا وأدخلته لغرفة الخادم الذي رحل من قبل حتى أنتهاء الغرفة المخصصة له لذا ستعاملونه على أنه صديقا لي "

فتحدث كبير الخدم لويك بعد أن أنحنى لها أحتراما

" نحن نأسف على ذلك آنستي "

نظرت آنا الى فريك وقالت

" ستتناول الطعام معي فريك"

فخجل هو منها وقال

" لا لا سآكل معهم"

إستغربت منه كثيرا كما هو حال الخدم فقالت له
" هل أنت واثق من ذلك ؟ لكن إن كان هذا ما يريحك فلا بأس"

" أجل وأشكرك حقا" مردفا لها بهدوء

أخذت تراقب بعينيها فريك وهو يجلس الى جانب الخدم لتناول الطعام فأرتاحت لذلك وعادت ادراجها

كان الخدم ينظرون اليه وهو يأكل وقد كان صعبًا عليه لوضعه القناع  على وجهه

مالذي يجبره أن يدع هذا القناع ملتصقا به ولماذا يضعه عليه

كانت هذه الأسئلة تدور بأذهانهم لكن لا يجرؤون على سؤاله بعد حديث آنا معهم قبل قليل

بعدها خرج من المطبخ ذاهبا الى الإسطبل بما أنه سيكون عمله على الرغم من أنه لا يعلم عنه شيئاً رأى آنا وهي تمسح على أحدى الاحصنة

فلوحت له من بعيد وجرت حصانها آتية جهته وعندما أقتربت منه أبتعد فريك خطوات للوراء فهو لم يمتطي حصانًا من قبل
شعرت آنا بخوفه فدنت منه وأمسكت كف يده وأرادت أن تجعله أن يلمس الحصان
أحست بيده وهي ترتجف وقالت له
" لن يفعل لك شيئاً، ثق بي"

نظر اليها بخوف بعدها قرب يده من الحصان وجعلته آنا يمسح عليه برفق فلم يحرك الحصان ساكنا وبدا لم يخف من فريك البته

فأبتسمت هي وقالت
" أرأيت ؟ يبدو أنه أحبك فهو لا يقترب من أي شخص سواي"

أبتسم فريك وحدثها قائلا
" للحصان قلب أرق من البشر فهو ينظر بقبله لا بعينيه"
استغربت من كلامه كثيرا وقالت
" لا أعلم شيئا عنك سوى أسمك لكن أظن أنك تعرضت للعنف من أحدهم ولا تريد أن تخلع القناع لأنه قد يجدك اليس كذلك؟"

تنفس هو ببطأ ولم يجبها بشيء
فأبتسمت له
" على الرغم من أنني أود رؤية وجهك لكن لن أرغمك على ذلك سيأتي الوقت المناسب كي تفعل ذلك، اليس كذلك؟"
قاطعهما مجيء شاب يحمل دلواً بيده قائلا
" آنسه آنا أنت هنا؟"
ابتسمت له
" أجل توماس "
التفت فريك اليه وتذكر أنها أخبرته بأنه سيعمل مع شخص أسمه توماس

" آنستي السيد« كريك» قد جاء الان ويود رؤيتك"
توماس محدثا آنا

"آه شكرا لك سأذهب اليه بعد أن أرجع« ماين» الى مكانه" مجيبة له وهي تمسح على حصانها «ماين»

بقي توماس وفريك لوحدهما فقال توماس مستغربًا
" لِم أنت واقف هكذا هيا نظف الاسطبل"

فتوتر فريك كثيرا وركض بسرعة ناحية الاسطبل كي يقوم بتنظيفه

******

حل المساء ودخل المنزل كي يرتاح وبينما هو في طريقه الى الغرفة  اصطدم بشخص ما مما أدى الى سقوط قناعه على الارض ومن حسن حضه أن هذا الشخص لم يرى وجهه
أصيب فريك بالهلع الشديد وارجعه على وجهه
وعندما أنتهى من وضعه نظر الى من أصطدم به وجده فتا بعمره وعمر آنا 

فتاً وسيماً جداً يملك عينين زرقاويتين بلون السماء وشعر أسود بلون الفحم وبشرة بيضاء كلون الثلج فأنحنى  هو للفتى آسفاً
لكن الفتى لم يعره انتباهاً وأبعده عن طريقة مجيبا له
" أنظر الى طريق سيرك ايها الخادم"

أولست بشراً؟(مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن