Show? - 1 -

207 20 0
                                    

"مَن أحزن العجوز خاصتنا؟"
ناظراً إلى زميلته في المكتب المجاور تساءل فابيو بينما يخلع معطفه الشتوي الثقيل، أحاط به ظهر الكرسي قبل أن يجلس مشغّلاً حاسوبه المحمول.

ألقت الفتاة نظرة مُشفِقة على الطبيب في المكتب الداخلي، والذي ينام منكبّاً بجسده العلوي فوق المنضدة الزجاجية الشفافة، لتجيب: "كالمعتاد.. أهملتْ المجنونة الشقراء قطتها ثم أتت تشتكي مرضها.
ولكن لا تقلق، الهرة أصبحت بحالة أفضل الآن."

تنهّد فابيو بدرامية واستمع الاثنان لنغمة الترحيب الخافتة قبل أن يفتح الشاب لعبة ما، يدعو زميلته لمشاركته اللعب.

وإذ تلقى رسالة تُنبئه بالرفض، هو رمق الفتاة بغضب مصطنع مستنكراً: "وهل لديكِ ما يشغلك؟ لا أرى أي زبائن هنا!".

نفت المعنية لتجيب باقتضاب: "أنا أقرأ حالياً. انتظرني نصف ساعة فقط"

قالت ذلك قبل أن تعيد تركيزها إلى حاسوبها المحمول حيث تتواجد صفوف متراصة من الكلمات؛ يحدّها إطار أبيض خاص بالموقع المفتوح.

"ألا تؤلمك عيناك حقاً؟ أنت مملة"

ضاعت تذمرات الشاب في الهواء وحل الصمت على المكان مجدداً.

"ااه. أخفتني!"
كانت هذه لونا التي أحست بحضور جسد غريب أمامها فجأة وإذ رفعت رأسها رأت زميلها واقفاً بجانبها يدسّ رأسه في شاشة الحاسب.

وهي سرعان ما تمالكت نفسها لتغلق الغطاء تصفّر بلا مبالاة مدّعاة.

قلب فابيو عينيه بملل ما أن فهم الأمر ليسخر: "حقاً! نوير مجدداً! ألم يعقلوا بعد؟".

"أنا آسفة ولكنّ القصة جميلة"
نبست لونا تناظر الآخر بعينين متسعتين بلطافة.

"لا عليكِ. ألم تفرغي منها؟"

نفت المقصودة تثرثر: "سأنهي الفصل الأخير قريباً.. الأحداث محتدمة لا تشغلني أكثر من فضلك".

قهقه فابيو ثم حشر ذاته بجانبها. هو شخص فضولي بعد كل شي!..

"سأختزل الفصول السّابقة فانتبه جيداً!"
أعادت الفتاة تشغيل الحاسب لتصالب ذراعيها أمام صدرها تحدّق بالشاب القريب تحادثه بنبرة جديّة.

"لا أعتقد أنّكِ تقرأين بحثاً علمياً"
ما يزال فابيو محتفظاً بمظهره المَلول رغم مشاعره المتضاربة والمتفاوتة ما بين الفضول.. والغيرة!.

"انظر إلي. لدينا بيير وجون كليهما عضوين في فرقة غناء ثنائية ألمانية في الفترة ما بعد الحرب العالمية الأولى"

Short stories | LGBTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن