آدمن ‹راقب أفعالك› - 3 - النهاية

126 21 0
                                    

"ايمي عزيزي ما الذي يجري معك؟"

كان هذا كارل الذي وما أن دلف إلى الجناح المشترك حتى التقطت أذنه قهقهات مرحة يألفها فؤاده جيداً.

هو توجّه إلى الصّالة المُصغّرة حيث تمكن من لمح مؤخرة رأس سام المنكَس للأسفل كعادته عند الضحك.

أمامه فوق المنضدة يتوضّع الحاسوب

"مَن؟"

"إنه توني"

أجاب سام والتقط الحاسوب المحمول ليوجّهه نحو كارل الذي لوّح بيده إلى الشاب من الطّرف الآخر يحييه بحرارة مبتسماً، وُردّت ابتسامته بواحدة عريضة أوضحتْ له مقدار ما يعتمر في روح صاحبها من بهجة.

"كارل!"

بعد برهة من الصمت نادى توني، ليتابع حين تحصّل على انتباه المعني: "والدانا يفتقدانك بشدة".

وهو تنهّد بيأس ما أن تم تجاهله من قِبل شقيقه الذي ربت كتف خليله بخفة ليتجه صوب باب الخروج متمنّعاً عن إلقاء ولو نظرة واحدة ناحيته.

"ألم يزوركم هذا الأسبوع؟".

بتعجّب طرح سام سؤاله، فأطبق جفنيه بغضب إذ تلقّى تأكيداً بالنفي من الآخر.

"دعنا نعود لحديثنا فقط. ألن تساعدني في انتقاء ملابسي لموعد الغد؟".

في محاولة لتخفيف حدة التوتر قال توني.

"ألم يكن الأمر مجرد تسلية لا أكثر؟"

استهزأ سام وكاد يغمز بطرافة لولا استشعاره لأسحب خافتة من الدخان تصطدم به تعيق رؤيته.

"عزيزي أنا أنا مجبر على الإقفال الآن. أعتقد أنّ أخيك افتعل مصيبة ما".

تلعثم سام ليهرع للخارج متبعاً أصوات قعقعة غريبة وجريان مياه قادمة من جهة المطبخ المتطاول في نهاية الردهة.

بوصوله تخصّر في المدخل وأخذ يراقب كارل الذي تجاهله يدّعي الهدوء والجمود.

أطلق قهقهات متتالية ثم تقدّم من الشاب المنكَبّ بجسده على حوض الغسيل بيضوي الشكل يرمق المياه الجارية ببعض الحقد استوطن عينيه.

بين يديه يقبع إناء كان قد استحال لونه للأسود الفاحم، ورغم المياه التي لا تزال تتدفق من الصّنبور إليه لم تكفّ الأبخرة عن التّصاعد تزعج رؤية المنهمك في مشهد التجاهل تجعل من توتره يتضاعف أكثر بعد؛ إن كان ذلك ممكناً حتى.

Short stories | LGBTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن